الرياء- أسبابه وعلاجه-الحلقة الأولى

الأربعاء 22 جمادى الآخرة 1440هـ 27-2-2019م
الرياء- أسبابه وعلاجه-
الحلقة الأولى



لقد ربط الإسلام كل مظاهر السلوك وكل العلامات بالإيمان بالله واليوم الآخر فالباعث عن العمل الصالح والقول الطيب والخلق الكريم هو الإيمان بالله والتطلع إلى رضاه وجزاء الآخرة وهذا الباعث رفيع الدرجات لا ينتظر صاحبه جزاؤه من الناس لأنه يتعامل مع رب الناس أما الذين قصرت هممهم ورغبوا في الطمع العاجل وثناء الناس فأولئك الذين لم يجدوا لذة العبادة ولا جوها الإيماني الرائع فاستبدلوا ذلك بالأخلاق الذميمة من الفخر والخيلاء ومراءاة الناس.
نعم إن المرائي يطلب حظ النفس من عملها في الدنيا فالرياء قناع خدّاع يحجب وجهاً كالحاً ونفساً لئيمة وقلباً صلداً.
والرياء تجارة كاسدة في سوق المعاملات وهو طلاء مزوق يخفي وراءه وجهاً مشوهاً كوجه بعض العاهرات المملوء بالأصباغ والمكياج يبدو ظاهره خلاف حقيقته والرياء له أبواب كثيرة من أكثرها شيوعا بين الناس:
1- أن يكون مراد العبد غير الله ويريد أن يعرف الناس أنه يفعل ذلك كالذي يصلي مع أقرانه فإذا غاب عنهم ترك الصلاة.
2- أن يكون مراد العبد لله فإذا اطلع عليه الناس نشط في العبادة وزينها فعن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر).
3- أن يدخل العبد في الطاعة لله ويخرج منها لله لكن يحمده الناس فيسكن إلى ذلك وينسى الجزاء من الله.
فهذا السرور الذي يلغي الطمع بما عند الله يدل على رياء خفي وضروب هذا الرياء الخفي كثيرة وشوائبه خطيرة ومن أبرز أنواع الرياء:
أ- الرياء البدني كالذي يظهر البكاء للناس والخشوع وهو على خلاف ذلك.
ب- الرياء من جهة اللباس كالذي يظهر لباساً يدل على الزهد والورع وهو بخلاف ذلك.
ج- الرياء بالقول كالذي يظهر أنه يحفظ القرآن أو الأحاديث النبوية أو أقوال أهل العلم وهو بخلاف ذلك.
د- الرياء بالعمل كالذي يطيل القيام في الصلاة أو الركوع والسجود حين يراه الناس على خلاف عادته.
هـ- الرياء بالأصحاب والزوَّار كالذي يتكلف زيارة عالم أو القراءة عليه ليقال إنه من شيوخه طمعاً في مدح الناس وثنائهم فهذا نوع من أنواع الرياء.
والرياء في الجملة يرجع إلى أسباب ثلاثة هي أسبابه الرئيسية وغيرها- غالبا- يتفرع عنها:
– حب لذة الحمد.
– الفرار من الذم.
– الطمع فيما في أيدي الناس.
وللرياء علامات ظاهرة فإذا أراد الشخص أن يعرف أصحابه فليعرضهم على علامات الرياء ومنها:
* تأخير العبادة عن مواقيتها دون عذر شرعي.
* القيام بالعبادة بخمول ونفس خبيثة.
يقول تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً}(النساء :142).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.