الصيام ـ أحكام وآداب

الأحد 19 جمادى الآخرة 1440هـ 24-2-2019م

 

 

الكتاب الثالث عشر
الصيام أحكام وآداب

عزيزي القارئ: هيا نتعرف معاً على بطاقة الكتاب الذي اخترناه من مكتبة رمضان.

البطاقة هي كالآتي:
عنوان الكتاب: الصيام أحكام وآداب.
المؤلف: د. عبد الله بن محمد الطيار.
الناشر: دار الوطن بالرياض.
الطبعة: الثالثة لعام 1415هـ.
عدد الصفحات: 180 صفحة تقريباً من القطع الكبير.

إذن من البطاقة علمنا أن الكتاب حجمه كبير ومعلوماته غزيرة حيث إن صفحاته تصل 180 صفحة من القطع الكبير، وقد رجع المؤلف في جمع مادته العلمية إلى 143 مرجعاً من كتب الفقه والحديث واللغة والتاريخ والتفسير والثقافة الإسلامية.
أخي القارئ: تناول المؤلف في كتابه عدة موضوعات تتعلق بأحكام الصيام وآدابه، ومما تناوله تعريف الصوم ومكانة الصوم في الإسلام أركانه وأدلته وعلى من يجب ثم فضائل الصوم وأسراره، ورؤية الهلال وثبوت الصوم والفطر، ثم الأعذار المبيحة للفطر في نهار رمضان، مفسدات الصوم ومكروهاته، ثم تناول المؤلف رمضان ونزول القرآن العظيم فيه، وما فيه من شعائر تعبدية وآثارها وتناول أقسام الصوم وما حصل في رمضان من انتصارات للمسلمين فيما سبق.
وقد مهد المؤلف لكتابه وقدم له بمقدمة قصيرة قال فيها:
(بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه، كانت البشرية على موعد مع فجر جديد يحمل إليها كل معالم الهدى والنور، ولقد جاءت هذه الرسالة حين بلغت البشرية سن الرشد العقلي، وجاءت كتاباً في مقبل الأجيال شاملاً لأصول الحياة التي لا تتبدل واهتزت جنبات مكة، وبطاحها لنداء الحق.
ينبغي أن يكون شهر الصوم جهاداً متواصلاً ضد شهوات النفس ومقاومة عنيدة لنزوات الحس، وانقطاع متبتل إلى الله بالعبادة والطاعة، ومذاكرة واعية لدروس العلم، ومدارسة فاهمة لآيات القرآن، وقيام مخلص بالليل، وانطلاقاً مباركاً بكل هذه الدروس البليغة إلى بقية أشهر العام ليعيش المجتمع في أمن وسلام، تحرسه عناية الله، سلاحه سلامة المعتقد، ورصيده قوة الإيمان واعتماد على الحي القيوم ويوم ذاك يتحقق للمجتمع كل ما يصبو إليه من عز ورفعة ويتسنم قيادة البشرية من جديد كما تولاها ردحاً من الزمن…).
ثم يقول ذاكراً منهجه في هذا الكتاب: (هذه رسالة موجزة في أحكام الصيام حرصت فيها على سهولة العبارة وسلامة المبنى والمعنى وذكرت الحكم الشرعي بدليله، وتعرضت لكثير من مسائل الصيام التي يحتاجها الناس في الوقت الحاضر، فبينت أحكامها حسب ما ظهر لي، فإن وفقت فمن الله وحده وهو الموفق للصواب، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وأسال الله العفو وكالمغفرة…).

عزيزي القارئ: من مقدمة الكتاب اتضحت الصورة تماماً عن فحوى الكتاب ومنهج المؤلف وطريقته، وبالمناسبة تعد مقدمة الكتاب (أي كتاب) وعنوانه وبطاقته وفهرسه مفاتيح مهمة للتعرف على قيمة الكتاب العلمية وأهميته للقارئ، فالقارئ المكثر من القراءة كالمثقفين ومراقبي المطبوعات تتكون لديهم مع الأيام وطول الممارسة طريقة خاصة ـ وربما عامة ـ يعرف من خلالها مضمون الكتاب وما يريد المؤلف أن يصل إليه ويوصله من أفكار كما يعرف منهج المؤلف إن كان سوياً أو ملتوياً، وإن شاء الله تعالى سوف أتوسع في الأمر عندما يسعفنا الوقت، ويتسع المجال للحديث عنه.
أعود مرة أخرى إلى كتاب د. عبد الله الطيار وهو الصيام أحكام وآداب. فأقول: قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وعشرة فصول وخاتمة وامتاز أسلوبه بالإيجاز في فصول والإيضاح في فصول أخرى كما اهتم المؤلف بالتفريعات التوضيحية كلما احتاج الموضوع لها، وكنموذج أختار لك هذا المقطع الذي يقول فيه المؤلف:
(الصوم يجدد حياة الإنسان بتجدد الخلايا، وطرح ما شاخ منها، وإراحة للمعدة وجهاز الهضم وحمية الجسد والتخلص من الفضلات المترسبة والأطعمة غير المهضومة والعفونات والرطوبات.
وأما الصحة المعنوية الروحية فهي ما يورثه الصوم من توجيه الصائمين إلى الله سبحانه وتعالى وحسن مراقبته ومعرفة الغاية من خلقهم وإعدادهم للأخذ بجميع وسائل التقوى التي تقيهم من الخزي والذل والخسران في الدنيا والآخرة، فتصح قلوبهم وتشفى من مرض الشبهات ومرض الشهوات الذي ابتلي به كثير من الناس).
وختم المؤلف كتابه بذكر بعض الانتصارات التي حققها المسلمون في رمضان كفتح مكة وغزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان والاستعداد لغزوة الخندق.