خواطر- تغريدات – عن جاري أبي حمود جوير الفراج

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م

* أبو حمود جوير الفراج – رحمه الله – عايشته خلال ثلاثين عاماً فكان مثالاً للأمانة وأداء الواجب على أكمل وجه لاسيما في أذانه في المسجد.

* أثناء العام كله لا يغيب عن الأذان في المسجد إلا يومين أو ثلاثة يذهب لمكة لأداء لعمرة ويرجع من الغد أو بعده حرصاً على الأذان مع أنه لا يذهب .

* كان همه الأول إبلاغ صوته لأكبر عدد من الناس طمعاً في كسب الأجر، ويُسرُ كثيراً إذا قيل له إن صوتك في الأذان واضح ومسموع من مكان بعيد.

* كان قلبه معلقاً بالمسجد، ولذا يأتي إليه قبل الأذان بنصف ساعة أو ساعة كاملة يتنفل ويسبح ويهلل ويقرأ القرآن ولا ينشغل بشيء غير ذلك.
* لا يخرج من المسجد إذا جاء قبل المغرب إلا بعد صلاة العشاء، ويحضر منصتاً لدروسي التي تقام في المسجد ويطالبنا كثيراً برفع الصوت ووضوحه.

* قلت له ذات مرة بعد صلاة المغرب:” لعلنا نزور فلاناً” أحد جماعة المسجد وكان مريضاً، فقال يا شيخ أنا لا أحب الخروج بعد المغرب إلا لصلاة الجنازة. ولكن ما دمت تقول إن الزيارة حق للمريض وهو لا يفتح بابه إلا بعد المغرب فسأذهب معك ونحن على خير، وبعد أن خرجنا من المسجد قال والله إني ما رغبت في الخروج من المسجد في هذا الوقت ولكن لعل في الأمر خيراً للجميع.

* يحرص كثيراً على تفقد المصلين، ويغضب لعبث الأطفال، وإذا تأخر بعض الجماعة بعد الأذان أخذ يحوقل ويقول الناس زهدوا في الصلاة.

* ذات مرةٍ تأخر عن الأذان، فأذن أحد الحاضرين، فلما وصل قلنا: أذن فلان، فقال لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لي ثلاث ساعات لم أنم ثم غفوت قبيل الأذان.

* أبو حمود جوير الفراج لا تكاد تفوته تكبيرة الإحرام خلال هذه المدة الطويلة، ولم يصلِّ في الصف الثاني في مسجدنا أبداً.
* رغم أنه عامي إلا أن هموم العالم الإسلامي في قلبه وعقله، فهو يتابع أخبار الأقليات الإسلامية، ويدعو كثيراً للمسلمين والمضطهدين والمنكوبين.

* عنده ولاء صادق ومحبة عظيمة وكبيرة لولاة الأمر والعلماء، ولذا لا تكاد تراه إلا وهو يدعو لهم في صلاته وقنوته وأثناء جلوسه في المسجد.

* يحفظ خمسة أجزاء من القرآن حفظ الفاتحة, ويومياً يردد هذه الأجزاء حفظاً مع أنه يقرأ في المصحف كثيراً من أوله إلى آخره.
* يفتح كثيراً على إمام المسجد إذ قرأ من المفصل ويسبق غيره بالفتح عليه، وذلك لقوة حفظه وضبطه.
* رغم قلة ذات يده إلا أنه كثير التبرع في مجالات الخير، وأحياناً يعطي ما في جيبه كله، ولا يمكن أن يأتي سائل إلا ويعطيه ولو أن يقترض من غيره.

* يبادر إلى صلاة الجمعة حيث يخرج من مسجد الحي ويذهب لبيته ويغتسل ويتوضأ ويذهب إلى الجامع لصلاة الجمعة قبل طلوع الشمس منذ جاورناه.

* أعطاه الله قوة في الصوت بحيث يسمع أذانه في أطراف المحافظة, أذن ذات مرَّةٍ من غير ميكرفون فكان صوته عالياً وكأنه يؤذن في ميكرفون.

* قلبه مليء بالخير ومحبة جيرانه لاسيما المحافظين على الصلاة، وكثيراً ما يقول لي: “والله يا شيخ كأنهم يعطونني فلوس إذا رأيتهم يصلون”.

* لم أره غاضباً إلا إذا سمع منكراً أو رأى عبث الأطفال حول المسجد، ويتابع عامل المسجد بكل دقة ويوجهه رغم كبر سنه وثقل حركته.

* كثيراً ما يقول لإمام المسجد في صلاة التراويح: “صلاتك خفيفة لعلك تطيل لنسمع القرآن ونتلذذ بالصلاة”، مع أن بعض الشباب يشكو من طول الصلاة.

* إذ ترك الإمام دعاء القنوت في بعض ليالي رمضان في صلاة التراويح عتب عليه وقال: “كلها أيام قليلة ويخرج الشهر فلا تحرمنا من الدعاء”.

هذه بعض الخواطر حول جارنا الغالي ومؤذن مسجدنا ومما جعلني أحبه مع ما ذكرت كثرة دعاء والدتي له حيث كانت تعزه محبة في الله رحمهما الله .

هذه الخواطر كتبتها يوم وفاته وقد تأخرت في نشرها لأمور غير خافية.
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويجمعنا وإياه ووالدينا وإخواننا وذرياتنا في الجنة.
كتبت بتاريخ: 23/8/1436هـ