الهـديّة والرشوة لا يجتمعان لقاء مع مجلة الدعوة ـ العدد: 2361 بتاريخ: 4-11-1433هـ

الخميس 9 جمادى الآخرة 1440هـ 14-2-2019م

* أهم ما يميز الهدية أنها عطية بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة.
* أيًّا كانت الهدية مادية أو معنوية يظل أثرها كبيراً بين المتهادين وقد تكون في مناسبات يصعب نسيانها.
* أعرف شباباً لم يهتموا بتقديم هدية لأقرب الناس لهم وهم والديهم فحرموا الخير بسبب ذلك.
* يا ليت الأزواج ينتبهون لأهمية الهدية فكم أزالت من المشاكل وكم أبعدت من عداوة.

الهدية كما يقول أهل العلم هي عطية بلا اشتراط مقابل، وقد جاءت بعض النصوص بذكرها والتأكيد على أهميتها وأثرها الكبير على النفوس، ففي الحديث النبوي تهادوا تحابوا، والهدية من أعظم الأسباب التي تعين على إزالة ما في النفوس وتحبب المؤمنين بعضهم إلى بعض، وللهدية آدابها وشروطها وأولوياتها وهناك فرق كبير بين الهدية والرشوة وهذه الأمور وغيرها من القضايا التي تتعلق بالهدية تحدث عنها فضيلة الدكتور عبد الله بن محمد الطيار الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 

إشاعة المحبة بالهدية: 
يبيَّن فضيلته أن الإسلام جاء بكل ما يؤدي إلى الترابط والألفة، وتقوية أواصر المحبة بين الناس، ومن ذلك أمره بالتهادي بين الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَهادُوا تَحابُوا) رواه البخاري وهذا فيه دلالة واضحة على أن الهدية لها الأثر الكبير في زيادة المحبة والألفة بين الناس، فهي تسل سخيمة الصدر، وتذهب العداوة والبغضاء، وتبعث على المحبة، وتعمق المودة، وهي من العادات الجميلة التي إن انتشرت بين قوم كانت أكبر دليل على حسن أخلاقهم، وقوة صفاء نفوسهم، وحبهم للخير وبذلهم له

عطية بلا مقابل: 
وكما يوضح فضيلته فإن أهم ما يميز الهدية أنها عطية بلا مقابل فهي عبارة عما يعطيه الإنسان لغيره بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به بمعنى أنها تُقدَمَّ ولا يراد بها بدل، وليست هي في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة؛ ومن ثمّ كانت الهدية مفتاحًا للقلوب وهذا أمر ظاهرٌ لا إشكال فيه؛ لأن له معناه وأثرهَ المشهود في طبائع النفوس وسجيتها؛ فإن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبها، وشكرًا له، ومودةً ومحبَّة له، وإضافةً لذلك؛ فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده

الهدية في النصوص الشرعية:
الهدية مستحبة شرعاً، ومقبولة طبعاً، وكثيراً ما تكون سبباً في زيادة رابطة التواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران، وتكون سبباً في نزع الخلافات وإزالة الفجوات؛ لأنها تقوم بجلاء ما في القلوب من حقد وحسد ووحشة؛ وأيًّا كانت الهدية؛ مادية أو معنوية يظل أثرها كبيراً بين المتهادين، وقد تكون في مناسبات يصعب نسيانها، كالأعياد، والزواجات، والنجاح، والزيارات
وقد ورد الحديث عن الهدية في النصوص الشرعية من القرآن والسنَّة حيث ذكر الله تعالى في كتابه العزيز فضل الهدية وأثرها في حياة الناس، ومن ذلك قوله تعالى على لسان بلقيس ملكة سبأ في ردها على كتاب سليمان عليه السلام عندما دعاها للإسلام، فقالت: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ }[النمل: 35]، لتختبره بها، وتنظر رده عليها عند وصولها إليه، ولعلمها بأن الهديَّة تقع موقعاً كبيراً عند الآخرين، وهذا يبين فطنتها وذكائها وحرصها على مصلحة قومها
كما حصل التهادي بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو ثابت بالسنَّة الصحيحة الصريحة، وقد رغب صلى الله عليه وسلم في قبولها والإثابة عليها، وكره ردها لغير مانع شرعي، مهما كانت قليلة أو محتقرة، فلقد قال صلى الله عليه وسلم : (ولو أهدي إليّ ذراع أو كراع لقبلت)(رواه البخاري)
أثر الهدية بين الناس:
ويؤكد الدكتور الطيار أن الهدية لها آثار طيبة على العلاقات الأسرية والأواصر فيما بين الناس، فهي تأكيد للمحبة والصداقة، وهي عنوان للوفاء، يفرح القلب بها، وينشرح الصدر لرؤيتها، وإن كانت في النفوس بعض المكدّرات انسلّت وخرجت، يقول صلى الله عليه وسلم : (أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ) (رواه البخاري)
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي ويقبل الهدية ويثيب عليها، فقد روى البخاري عن عائشة
رضي الله عنها قالت (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا) رواه البخاري
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقِطًا وَسَمْنًا، فَأَكَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ)(رواه البخاري)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ قِيلَ هَدِيَّةٌ ضَرَبَ بِيَدِهِ صلى الله عليه وسلم فَأَكَلَ مَعَهُمْ)(رواه البخاري)
والهدية تدل على عقل صاحبها وحبه للخير، فمن أحسن اختيارها وانتقائها كان ذلك تعبيراً عن حب صادق ومودة قوية، وليست العبرة بثمنها أو بحجمها أو كبرها، وإنما بنوعيتها وحسن اختيارها وما تعبر عنه 
الأقربون أولى بالهدية:
ويبيِّن فضيلته أن الأولى أن يهدي الإنسان للأقرب فالأقرب، ولمن له حقوق عليه، فالوالدان أحق الناس بالهدية في حياتهما، فهي جزء من حقهما عليه، ومهما قدم لهما فلن يوفي شيئاً من حقهما، وكم رأيت شباباً قدّموا القليل وحازوا على الكثير بسبب دعاء والديهم لهم، والعكس كذلك فقد رأيت شباباً لم يهتموا بتقديم هدية ولو كانت بسيطة يهدونها لهما فحرموا الخير بسبب ذلك
والهدية بين الزوجين لها الأثر الطيب، فهي تقوي العلاقة الزوجية، وتزيد المحبة والأنس والمودة، وتزيد رباط العشرة بينهما، ويا ليت الأزواج ينتبهون لها، فكم أزالت من المشاكل، وكم أبعدت من عداوة، وكم تسببت في زوال الهموم من بيت الزوجية، وكم قوت المحبة
بينهما
وأحق الناس بالهدية بعد الزوجين هم الأقارب، وكم نرى أثر تلك الهدايا التي تقدم في بعض المناسبات الأسرية والتي تزيد روابط الرحم بينهم
وكذلك بين الجيران يبدأ بالأقرب كما في حديث عائشة عند البخاري أنها قالت: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟ قَالَ: (إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا)

الهدية لا يلزم أن تكون مادية:
ويؤكد الدكتور الطيار أن الهدية تختلف بحسب مقامها وزمانها، وبحسب من يستفيد منها، فلا يلزم أن تكون عينية فقد تكون الهدية توجيهاً، أو نصيحة، أو حكماً شرعياً أو لفتة علمية، وقد روى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة فقال: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: بَلَى فَأَهْدِهَا لِي فَقَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: (قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) ، فأكرم بها من هدية

لا ترجع في هديتك:
وينبه فضيلته إلى أن من المستقبح في الهدية أن يرجع الإنسان فيها فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :(الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ)(رواه البخاري)
وبعض الناس إذا أهدى لأحد هدية وحصل بينهما مشاحنة أو مشكلة ذكّره بهديته وطلب
إرجاعها له، وهذا العمل لا يليق بالمسلم الذي يبتغي وجه الله فيما يقدمه، ومما يجب أيضاً تجنبه في الهدية، المنّة بها فإن هذا من اللؤم وقلة المروءة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [البقرة: 264]

الهدية من غير المسلم:
ويوضح الدكتور الطيار بأنه يجوز قبول الهدية من الكافر، فعن أبي سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَة، زَادَ: فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً سَمَّتْهَا فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْمُ فَقَالَ (ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ) رواه الترمذي

وكذلك يجوز إهداء المسلم للكافر، فقد روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رَأَى عُمَرُ حُلَّةً عَلَى رَجُلٍ تُبَاعُ فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ابْتَعْ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْوَفْدُ فَقَال: (إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ)
هدية آكل الربا حلال:

ويجوز أخذ الهدية ممن يتعامل بالربا وغيره ممن يكتسبون من المال الحرام، لأن القاعدة عند
العلماء هي: أن ما حرم لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط بخلاف ما حرم لعينه فيجوز الأكل عنده وقبول هديته والتعامل معه بيعاً وشراءً، ويكون إثمه عليه، أما ما حرم لعينه فهو حرام على الآخذ وغيره، كمن سرق مال شخص ثم أعطى شيئاً منه لشخص آخر، فهذا يحرم أخذه لأن هذا المال حرام بعينه، بخلاف هدية آكل الربا، فالهدية في أصلها مباحة وإن كان كسبُ مهديها حراماً، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل من طعام اليهود إذا أهدوا إليه مع علمه بأن اليهود يتعاملون بالربا

الهدية والرشوة:
انتبه فهناك هدايا محرمة يبينها الدكتور الطيار في ختام حديثه ومن ذلك الرشوة وهي باب واسع ومتشعب، وقد انتشرت بصور كثيرة في أيامنا هذه بشكل خطير، وتساهل فيها الآخذ والمعطي، وقد (لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي) 

ويحرم ما يأخذه القاضي أو الوالي ليغيّر حكم الله عزَّ وجلَّ، فإن ما أخذه سحت وغلول، يقول عليه الصلاة والسلام: (الهدية إلى الإمام غلول) رواه الطبراني

ويحرم أيضاً ما أعطي للرجل بسبب الأعمال التي أوكلت له من قبل الوالي أو السلطان، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ، وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعِرُ) رواه البخاري

ومن ذلك ما يأخذه بعض الناس من هدايا تعطى له حين يستخدم جاهه في شفاعة خاصة،
وهو ما يسميه العلماء أخذ الأجرة على الشفاعة، قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ شَفَاعَةً فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا مِنَ الرِّبَا) رواه الطبراني
وأيضاً: ما يهديه الموظف لرئيسه في العمل، وما يهديه الطالب لأستاذه في المدرسة، وما تهديه الطالبة لمدرستها، فكل هذا من الهدايا المحرمة، وقد انتشر ذلك بصورة تلفت الانتباه وتساهل الناس فيه لاسيما الطلاب والطالبات
ومما يحرم أيضاً: تلك الهدايا التي تهدى بين المسلمين في مناسبات الكفار، كأعيادهم وغيرها من المناسبات التي تخالف الشرع