كشمير والجرح الغائر

الأحد 19 جمادى الآخرة 1440هـ 24-2-2019م
عن طريق الندوة العالمية للشباب الإسلامي خرج كتاب جرح في قلب كشمير للدكتور عبد الله الطيار والشيخ سامي بن سلمان المبارك.
أشارا فيه في المقدمة إلى سبب تأليف هذا الكتاب هي زيارة (نذير أحمد) من أبناء كشمير وزيارة البروفيسور (اليف الدين الترابي) من أبناء كشمير وما بينوه من ما يعانيه المسلمون هناك من ويلات ومحن وتعذيب على أيدي الهندوس… والوثائق المهمة التي تتعلق بقضية كشمير فيها بعض الصور الفوتغرافية المحزنة التي تعبر عن أبشع صور للمعاناة والتعذيب الوحشي وأمور مهولة تذيب شغاف القلب وتنغص العيش.
بدأت المأساة بعدما انتهى حكم المسلمين في الهند بعد إن دام ثمانية قرون ونصف القرن وتم انتقال الحكم إلى بريطانيا وقد لاقى المسلمون والدعوة الإسلامية من تعنت وعسف المستعمر الانجليزي الشيء الكثير حتى خرجت القوات البرطانية عام 1947م وتم تسليم الحكم لدولتين جديدتين الهند وباكستان… ورحل المستعمر وترك جرح كشمير ينزف الدماء الغزيرة بسبب إطماع الهند بالاستيلاء عليها.
كان من المفترض أن تنضم ولاية كشمير إلى باكستان باعتبار أنها ولاية ذات أغلبية مسلمة إلا أن هذا لم يحصل فما الذي حدث؟
لقد كان يحكم ولاية كشمير المهراجا غلاب سنج رغم أنه هندوسي وكانت الولاية غالبيتها من المسلمين وقد اتخذ هذا الحاكم إجراءات معينة كشفت عن حقيقة نواياه بعدم رغبته للانضمام إلى باكستان ولا غرابة في ذلك فكيف ينضم تحت حكم جمهورية إسلامية وهو كافر وكان يريد الاستقلال بنفسه بحيث لا ينظم إلى إحدى الدولتين وعندما أدرك المسلمون في ولاية جامو وكشمير حقيقة نوايا حاكم البلاد بعدم رغبته في الانضمام إلى باكستان بناء على نية تقسيم شبه القارة الهندية… في هذه الأوضاع القاسية نشأت حركة تحرير لولاية جامو وكشمير بقيادة مؤتمر إسلامي ولاية جامو وكشمير وكانت تستهدف من أول يوم إنقاذ هذه الولاية المسلمة من براثن الملك الهندوسي دجرى سينغ، وانضمامها إلى باكستان الإسلامية وذلك في عام 1947م وحصل لهم ما أرادوا حرروا جزءا غير قليل من الولاية فتأسست الحكومة الحرة لولاية جامو وكشمير عام 1947م.
وعلى أثر حركة الجهاد التي قام بها مسلمو كشمير قام ملك الولاية بالفرار إلى الحكومة الهندية ووقع معها اتفاقية تقضي بضم كشمير إلى الهند وذلك في 27 أكتوبر عام 1947م ومن ثم أعلنت الحكومة الهندية بعد ترحيبها بهذا الاتفاق إرسال قوة عسكرية لحماية كشمير مما حدا بالحكومة الباكستانية إرسال قوة على المساحة الكبرى من كشمير وفي عام 1956م أعلنت الهند أن ما استولت عليه كشمير يعتبر أرضاً هندية.
ورفضت باكستان ذلك وتجدد النزاع مرة أخرى عام 1965م واستولت الهند على ثلثي كشمير وبقي الثلث تحت عنوان (كشمير ازاد) أي كشمير الحرة ومع بداية عام 1990م اتخذت الحكومة الهندية إجراءت مشددة لإنها جهاد الشعب الكشميري حيث استخدمت الأسلحة الفتاكة بكل أنواعها دون أدنى شفقة أو رحمة وقتلت آلاف الأبرياء وقامت قواتها باغتصاب العديد من النساء وأحرقت مئات المساكن والممتلكات واعتقلت آلاف الشباب وهدمت المساجد وفرضت حالات الطوارئ طوال الليل والنهار حيث تستمر لمدة أسبوعين حتى أن الأمهات لا يستطعن الخروج من أجل الحصول على حليب أطفالهن مما أدى إلى وفاة مئات الأطفال.العمليات الإجرامية
وفضح المؤلفان في هذا الصدد ما قام به الجيش الهندوسي في كشمير منذ 1990م إلى عام 1991م بلغة موجزة بالأرقام على النحو التالي:
عدد الشهداء من مسلمي كشمير رجالاً ونساءً وأطفالاً على أيدي الجنود الهندوس 21.490شهيداً، وكان ذلك عام 1992م.
عدد الجرحى من الرجال والنساء 20.000 جريح.
عدد الطلاب الذين قد حرقوا أحياءً في مدينة كبواره في 1من أكتوبر (1990م) 200 طالب.
عدد المسجونين من الشباب المسلم في زنزانات التعذيب 17.000شاب.
عدد المسجونين من الرجال والنساء والأطفال في السجون ومراكز التفتيش 50.000 سجين.
عدد المسلمين الذين قد احرقوا أحياء في بيوتهم 418مسلما.
عدد المهاجرين الذين هاجروا إلى كشمير الحرة 20.000 مهاجر.
عدد الموظفين الذين عزلوا عن وظائفهم بلغ الآلاف.
عدد النساء المسلمات اللاتي هتكت أعراضهن جماعياً بلغ الآلاف.
عدد النساء المسلمات اللاتي قد وجدت جثثهن في نهر جهلم بعد هتك أعراضهن 200 امرأة مسلمة.
عدد المسلمات الشابات اللاتي استشهدن بسبب هتك أعراضهن جماعياً بلغ 104 امرأة مسلمة.
عدد النساء الحوامل اللاتي وضعن قبل الموعد بسبب هتك أعراضهن جماعياً 53 امرأة مسلمة.
عدد الأطفال الذين قد ماتوا بسبب عدم التغذية والعلاج 225 طفلا.
عدد البيوت والدكاكين التي أحرقت بالبنزين والبارود في مساكن المسلمين 20.000 بيت ودكان.
عدد الأنعام التي أحرقت حيةً 1.000نعم.
قيمة الحبوب الغذائية التي أحرقت 1.000 مليون دولاراً.

الغزو الهندوسي الفكري
أشار المؤلفان إلى أن الغزو الهندوسي لم يكتف بالغزو العسكري فقط بل أنه تعدى إلى الغزو الفكري والثقافي وهو أشد وأشنع ويدل على ذلك الإستراتيجية التي وضعت للقضاء على الإسلام و الحضارة الإسلامية ومن أهم الأساليب التي اختارها الاستعمار الهندوسي ما يأتي:
تغيير المنهج التعليمي ووضع منهج هندوسي يشتمل على المعتقدات الهندوسية الوثنية من ناحية وفلسفة وحدة الأديان من ناحية ثانية، وأخيراً تدريس الفلسفات الغربية.
تحويل المعاهد العليمية إلى أوكار لنشر الإباحية والفساد الخلقي.
تشجيع الزواج بين المسلمين والهندوس لإيجاد جيل مسلم بالاسم هندوسياً عقيدة وفكراً.
إباحة الخمور وترويجها على حساب الدولة في أنحاء الولاية.
تجريد اللغة الأردية والكشميرية من الألفاظ العربية للقضاء على الصلة بين الجيل الناشيء وكتاب الله.
بث الخلافات الطائفية بين المسلمين.
استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر الإباحية والفاحشة والأفكار الهندوسية.
ترويج حركة تحديد النسل بين المسلمين لتحويل الأغلبية الإسلامية إلى أغلبية هندوسية.
طمس معالم التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية في الولاية وذلك لتغيير شخصية الولاية الإسلامية.
إنشاء قيادة مصطنعة عميلة تكون وسيلة لتنفيذ هذه المخططات الاستعمارية الخبيثة في الولاية.

الخطر القادم
بينَّ الكاتبان أن عداوة الهندوس قاصرة على المسلمين في كشمير في حين عداؤهم عام لجميع المسلمين عامة وفي الهند خاصة فالهنادكة يضمرون الحقد والكره للمسلمين في الهند وهذا جزء من عقيدتهم الهندوكية الجارية في دمائهم. فهم ينظرون إلى المسلمين على أنهم مغتصبين غصبوا أراضيهم وأجبروا الملايين من الهندوس على الإسلام وقد كان هذا العداء قبل الاستقلال وظهر بشكل واضح وصريح بعد الاستقلال.
والخطر العظيم الذي يخطط له الهنود ضد المسلمين هو هندكة المسلمين لذلك اتبعت الحكومة الهندية طريقين:
الأول: القضاء على التعليم العربي والإسلامي والأردو بحيث ينشأ المسلم وهو لا يعرف شيئاً عن دينه.
الثاني: جعل المسلم يعيش في محيط هندوكي بحيث لا يرى من مظاهر الإسلام شيئاً فيتراخى رويداً رويداً حتى يصبح هندوكياً من غير أن يشعر.
وقد اتخذ بعض المسلمين الآن وتحت ضغط الهندوس أسماء هندوسية لكي يتسنى لهم كسب قوتهم وكثير من البنات تزوجن من هندوس طوعاً أو كرهاً.
ورغم ما بذله المسلمون في عهودهم من تسامح مع الهندوس إلا أن الهنادكة قابلوا هذا التسامح بكل عداء فما كادوا يرون أفول نجم الإمبراطورية المغولية واستيلاء الإنجليز على البلاد حتى انصبوا على المسلمين يقتلونهم ويسومونهم سوء العذاب.
حقيقة الديانة الهندوسية
وأشار المؤلفان إلى حقيقة الديانة الهندوسية وأنها خليط من المعتقدات الخرافية والعادات المنافية للفطر السليمة. وهم فرق متعددة ذات عقائد مختلفة بل متناقضة وقد أراد الهندوس أنفسهم أن يجدوا تعريفاً خاصاً بهم فلم يجدوا وأخيراً استقر رأيهم على التعريف التالي: (إن كل من يسكن الهند ويعبد البقر فهو هندوكي). وللبقر في حياة الهنادكة قداسة عظيمة فهي معبودهم الأول لأنها الجامع الوحيد والرابط المتين الذي يجمع بين الهنادكة.

نداء عاجل
اختتم المؤلفان الكتاب بنداء عاجل إلى أصحاب المؤسسات والشركات الذين فتحوا الأبواب على مصراعيها للهندوس والسيخ من الأعداء الألداء الإسلام والمسلمين بأعذار واهية منها:
إن غير المسلمين أكثر إخلاصاً وإنتاجاً من غيرهم.
إن غير المسلمين أكثر فناً ومهارة في تخصصاتهم.
إن غير المسلمين أقل تكلفة من غيرهم.
إن المسلم يضيع جزء من وقته في العبادة.

لذلك وجب تذكيرهم لما يأتي:
أولاً: يجب عليكم نصرة إخوانكم بكل ما تستطيعون وإن من عوامل نصرهم استقدامهم بدلاً من الهندوس وغيرهم.
ثانياً: استقدام العمالة التي تسوم المسلمين سوء العذاب تقوية للفئة الكافرة على المسلمين وخذلان لهم.
ثالثاً: أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من استقدام أمثال هؤلاء الكفار إلى جزيرة العرب؛ فعن عمر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع فيها إلا مسلماً) رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يترك بجزيرة العرب دينان) رواه أحمد.
رابعاً: ويدعون أن في استقدام العمالة الكافرة مداعاة للتألف وهذا مناف لعقيدة الولاء والبراء. التي أمرنا الله بالتزامها قال تعالى: [لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ] الآية22 المجادلة.
وفي نهاية الكتاب وضعت صور معبرة تحكي مأساة هذا الشعب المسلم وما يتعرض له من ألوان المعاناة من فتك وقتل وتدمير وحرق منازل.

#تم إدراج كتاب (جرح في قلب كشمير) لفضيلة الشيخ -حفظه الله- .