السؤال رقم (2132): كيف يتعامل المسلم مع غير المسلمين في مجال العمل؟

نص الفتوى: أحسن الله إليكم أستنصحكم يا شيخنا عندي سفر عملي لمدة أسبوع إلى إسبانية مع زملاء غير مسلمين. لا أدري كيف التعامل معهم خاصة في موعد الغداء والعشاء. هل أذهب معهم إلى المطعم وآكل السمك لأنه ليس فيه الحلال أو أكون صريحا معهم وأخبرهم بأني لا أريد أن آكل في مثل هذه المطاعم وآكل وحدي في مكان آخر في الخارج. أرجو التوضيح بارك الله فيكم. تاريخ السؤال 21 / 11 / 1440هـ

 

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: ينبغي للمؤمن والمؤمنة ألا يسافر إلى البلاد التي فيها الكفر لا للعمل ولا لغيره، إذا وجد عملاً في غيرها؛ لأنه على خطر من خلطتهم، ولكن إذا كانت البلد فيها مراكز إسلامية ومسلمون يستطيع أن ينضم إليهم ويتعاون معهم في الخير هذا أسهل، أسهل من البلاد التي ليس فيها أحد من المسلمين.

أما إن كان عنده علم وعنده بصيرة، ويستطيع أن يظهر دينه وسافر للدعوة إلى الله والتعليم والعمل فلا بأس، أما إذا لم يكن عنده علم يصونه من شبهاتهم فهو على خطر من شرهم ومكائدهم، فلا يذهب للعمل في بلاد الكفر؛ وفي الحديث الصحيح يقول ﷺ: “أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين”.

ثانياً: لا حرج عليك من الخروج معهم إلى المطعم والأكل من هذه المطاعم إذا كان الطعام المقدم من المطاعم مما لا يذكي كالبسكوت والحلوى والسلطة والخبز والأرز والسمك والأطعمة الخالية من اللحوم وغيرها فهذه حلال في الأصل لأن الشارع أباحها من غير شرط ولا قيد ولكن يشترط في إباحة أكلها أن تكون خالية من مشتقات الخنزير وغيره من الحيوانات الخبيثة ويجب عليك السؤال عن مكوناتها إذا اشتبهت في حالها لأن النصارى غالبا يتساهلون في صناعة هذه الأصناف من شحوم الخنزير.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.