السؤال رقم: (4905): قال ابن حزم في إحدى مؤلفاته أنه لا يصح أن نقول بالتثنية في صفة العين، ما لم يرد دليل صريح في ذلك (في التثنية). سؤالي: مَن مِن السلف قال بالتثنية؟

الجواب: أولاً: أجمع أهل السنة على أن العينين اثنتان، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدجَّال : “إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور. قال ابن خزيمة في “كتاب التوحيد” (1/97) بعد أن ذكر جملة من الآيات تثبت صفة العين : ” فواجب على كل مؤمن : أن يثبت لخالقه وبارئه ما ثبَّت الخالق البارئ لنفسه من العين ، وغير مؤمن من ينفي عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبَّته الله في محكم تَنْزيله،  ببيان النبي صلى الله عليه الذي جعله الله مبيِّناً عنه عَزَّ وجلَّ في قوله : وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ .

فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لله عينين، فكان بيانه موافقاً لبيان محكم التَنْزيل، الذي هو مسطور بين الدفتين، مقروء في المحاريب والكتاتيب”.

وقال (1/114) : “نحن نقول : لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى وتحت الأرض السابعة السفلى ، وما في السماوات العلى … ” انتهى .

وبوَّب الَّلالَكَائي في “أصول الاعتقاد” “(/412) بقوله : “سياق ما دل من كتاب الله عَزَّ وجلَّ وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن من صفات الله عَزَّ وجلَّ الوجه والعينين واليدين” انتهى .

ثانيًا: أما ابن حزم رحمه الله مع علو منزلته في علم الكتاب والسنة، إلا أنه خالف جمهور أهل العلم في مسائل كثيرة أخطأ فيها الصواب؛ لجموده على الظاهر، وعدم قوله بالقياس الجلي المستوفي للشروط المعتبرة، وخطأه في العقيدة بتأويل نصوص الأسماء والصفات أشد وأعظم

ودعواه أن الذي يقوله في ذلك هو مذهب أحمد وغيره، وغلطه في ذلك بسبب أنه أخذ أشياء من أقوال الفلاسفة والمعتزلة عن بعض شيوخه.