السؤال رقم: (5063) سألتكم عن التوسل إلى البشر فيما يقدرون عليه فيما مضى فأجبتم لي بالتفصيل، لكنكم لم تذكرون في النهاية إلا التوسل إلى الله وإلى الأموات ولم تخبروني ما حكم التوسل إلى البشر فيما يقدرون عليه؟

الجواب: إن كنت تقصد بالتوسل هنا الاستعانة بالحي الحاضر القادر فيما يقدر عليه فهي جائزة، كمن استعان بشخص فطلب منه أن يقرضه نقودا أو استعان به في يده أو جاهه عند سلطان لجلب حق أو دفع ظلم.

وأما إن كنت تقصد بالتوسل الاستعانة بالميت وكذلك الاستعانة بالحي الغائب فهذا شرك؛ كأن تقول يا فلان أغثني أو أعطني كذا وإن كان حياً ويقدر على هذا الشيء التي تطلبه منه  ولكنه غائب عنك أو هو بعيد منك، فهذا شرك لا يجوز لأنهم لا يقدرون على تحقيق ما طلب منهم؛ لعموم قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن الآية 18]وقوله سبحانه: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106] وقوله عز وجل: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13]{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر : 14]والآيات في هذا المعنى كثيرة، والله المستعان.