السؤال رقم: (5098) أعاني من وساوس في العقيدة، فما توجيهكم. وماذا لو نطقت بها؟

نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وساوس شديدة في العقيدة وقلبي لم يطمئن اليها ولم ترضى بها نفسي وترغمني على النطق بها إلى أن نطقت وقلت اللهم إن كنت موجود فاهديني أرجو أن تفيدوني فأنا والله لم يهدأ بالي من هذه الوساوس وأكرهها بشدة هل عليّ شيء إذا صدرت مني ونطقتها أنا خائفة جداً من هذا الموضوع.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.

فإن ما تعانين منه أيتها الأخت السائلة هو نفس ما كان بعاني منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد قالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: “وقد وجدتموه؟” قالوا: نعم، قال: “ذلك صريح الإيمان” رواه مسلم.

وفي بعض الروايات قالوا: (لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم بها) وفي بعض روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة” ويتضح من خلال الحديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على من وقع في مثل هذه الوسوسة بشرطٍ وهو عدم انسياقه وراءها، وتصديقه لما أخبر الله به ورسوله، وشدة خوفه من الله عز وجل حتى أنه يفضل أن يحرق حتى يصير حممة، أي فحماً مسوداً، يفضل ذلك على النطق بمثل تلك الكلمات، وإنما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله، ويزيغه، فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له، بل حاله كما رأيت من قبل.

فهذا هو الواجب في مثل هذا المقام أن يقول الإنسان: آمنت بالله وبرسوله، ويطرد عن نفسه مثل تلك الخواطر.

هذا وننبه الأخت السائلة إلى أمر يعينها على دفع وساوس الشيطان، ألا وهو التفكر في مخلوقات الله الدالة على وجوده سبحانه، وقدرته وحكمته وعلمه.

فالشيطان يحاول أن يجر الإنسان ليتفكر في شيء لا يستطيع العقل البشري القاصر إدراكه، وتصوره، وهو التفكر في ذات الله سبحانه، ولكن جرَّه أنت نفسك إلى التفكر فيما يقدر العقل على التفكر فيه، وهو هذا الكون الفسيح بما فيه من مخلوقات.

فكل واحد منها دليل على وجود الباري سبحانه وعلى وحدانيته.

فاجتهدي أيها السائلة في دفع تلك الوساوس، وما دمت تخافين أن تكوني من أهل النار فأنت مؤمنة ولله الحمد بيوم القيامة والجنة والنار، وهذا يعني أنك مؤمنة بوجود الله تعالى، فلا داعي للقلق، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم.

والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.