السؤال رقم: (5104) حكم من يوحّدون الله ولم تبلغهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم؟

نص السؤال: السلام عليكم شيخنا، وبارك الله فيك، شيخ عندي سؤال هل إذا كان يوجد أشخاص يوحدون الله على دين أحد الرسل ولكن لم يسمعوا بالرسول محمد ولا بالقرآن هل يعتبرون مسلمين؟

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.

فالإسلام يطلق على معنيين: معنى عام، ومعنى خاص.

أما الإسلام بالمعنى العام فهو الاستسلام لله وحده، وذلك يتضمن عبادته وحده، وطاعته وحده. فكل من آمن بالله تعالى ووحده وعبده بشريعة صحيحة غير منسوخة فهو مسلم . فجميع الأنبياء على دين الإسلام، قال تعالى عن نوح: { واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ، فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين } [يونس:71-72] . وقال عن إبراهيم : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ، ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [البقرة:130-132] . وقال عن موسى : { وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين } [يونس:84] . وقال في خبر المسيح: { وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون } [المائدة:111]، وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ، وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت.. وبهذا المعنى العام للإسلام يصح أن يقال: كان هناك دين اسمه الإسلام قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما الإسلام بالمعنى الخاص فهو الدين الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. وبهذا المعنى الخاص للإسلام لا يصح أن يقال هناك من على ديانة عيسى أو موسى مثلاً الآن ويسمى مسلماً ، فإن الإسلام الخاص الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم المتضمن لشريعة القرآن ليس عليه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد نسخت شريعته جميع الشرائع السابقة فلا يقبل من أحد دين غير دين الإسلام، قال تعالى: ” وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.

والله أعلم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.