السؤال رقم: (5147) هل الخطبة تعتبر عقد نكاح إذا توفر فيها الإيجاب والقبول من الولي والخاطب؟

نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فضيلة الشيخ أثابكم الله.

يوجد عندنا في عرفنا ما يسمى الخطبة؛ ويوجد أحد الأشخاص يريد خطبة فتاة في بلد آخر غير بلده وهي موافقة عليه وهو موافق عليها وقد أبدت الفتاة ذلك بل وتحدثا سويًا، فهذه نقطة مفروغ منها؛ فاتصل والد الرجل على والد الفتاة اتصالاً هاتفياً؛ وكانت الفتاة وأمها من جهتهم حاضرتان وتسمعان؛ ومن جهة الرجل فكان جالساً والده وهو وأمه وأخواه الاثنان وقد شهدوا على هذا؛ فقال والد الرجل “يشرفنا يا أبو فلان أن نطلب يد ابنتكم لابننا” فقال والد الفتاة “ونحن أيضا لنا الشرف وهذا ولدنا…إلى آخره.”… هذه تسمى عندنا الخطبة؛ لكن فضيلة الشيخ أليست هذه الخطبة عبارة عن عقد نكاح مكتمل الأركان والشروط؟ ألا يعتبر هذا من الناحية الشرعية المحضة عقد نكاح؟ أجزل الله لكم المثوبة والأجر.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.

فإذا كان المقصود بالإيجاب والقبول طلب الفتاة من وليها وإجابتهم إلى الطلب، فهذه خطبة وليست عقداً شرعياً، لأن العادة الجارية أن الخطبة وإجابتها بالقبول إنما هما توطئة للعقد الشرعي ليلة البناء، وأنه لا إلزام بما يقع بينهم، وإنما هي أمارات على ميل كل لصاحبه.

أما العقد فإن المقصود بالإيجاب والقبول فيه هو أنّ ولي المرأة أو وكيله يقول زوجتك موليتي، أو موكلتي إن كان وكيلاً عن الولي فيقول الزوج أو وكيله قبلت، وكان ذلك في حضرة شاهدين أو أكثر، فهذا عقد زواج صحيح ولو لم يوثق في الأوراق الرسمية، لكن التوثيق واجب وعدمه فيه مخالفة صريحة، ومن يفعله فهو تحت طائلة المسؤولية.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.