السؤال رقم: (5189) حكم الوساوس في العقيدة، وهل يكفر إذا نطق بها؟

نص السؤال: أعاني من وساوس وشكوك في وجود الله ومرة نطقت وقلت: اللهم إن كنت موجودًا فاهديني وأنزل اليقين في قلبي بوجودك أنا أعلم حكم الوساوس وأنها لا تضرني لكن سؤالي هل أنا كفرت إذا نطقت وتكلمت بهذه الوساوس والشكوك؟

 

الرد على الفتوى

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فأولاً: لا يؤاخذ الله من ابتلي بالوسواس القهري لقول الله تعالى: (رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) ولقوله تعالى: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) لكن على من ابتلي بالوسواس أن يكثر الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وأن يتلهى عن ذلك ويعرض عنه فإنه متى فعل هذا زال عنه بإذن الله

ثانياً: إذا تكلمت بما ذكرته بسبب هذا الوسواس القهري ، دون أن تكون واعيًا لما تقوله ، وفاهمًا لمعناه ، أو تكون فاهماً له ، لكنك لم تقصده ، ولم تنطق به عن اختيار ، بل نطقت به مُلجأ إليه ، ومُكرها عليه ، تحت ضغط الوسواس فإنك لا تؤاخذ به، ولا تأثير لتلك الوساوس على صحة إيمانك وإسلامك -إن شاء الله- ؛ لأنه فوق طاقتك ، وخارج عن إرادتك ، فأنت في حكم من تكلم بالكفر مكرها ، وقد قال الله تعالى : ( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النحل/ 106 .

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.