السؤال رقم: (5219)هل المد والجزر الذي يحدث للبحر هل هو بسبب القمر وجاذبيته كما يقول الجيولوجيون أم هذا الاعتقاد يعتبر من التنجيم؟ بارك الله فيبكم ولا تنسونا من دعائكم.

الجواب: ارتباط ظاهرة المد والجزر بالقمر واختلاف أحواله، شيء معلوم من قديم، وهذا لا يتعارض مع تدبير الله تعالى للكون، وسبيل ذلك سبيل سائر الأسباب التي ربطها الله تعالى بمسبباتها ككسوف الشمس وخسوف القمر.

قال ابن حزم في (الفصل والملل : 4/5): ” لسنا ننكر أن تكون النجوم دلائل على الصحة والمرض وبعض ما يحدث في العالم، كدلالة البرق على تغول البحر، وكدلالة الرعد على تولد الكمأة، وكتولد المد والجزر على طلوع القمر وغروبه، وإعذاره وارتفاعه، وامتلائه ونقصه. اهـ.

وقال ابن القيم في (مفتاح دار السعادة : 2/164): ” وكذلك لا ندفع تأثير القمر في وقت امتلائه في الرطوبات حتى في جزر البحار ومدها، فإن منها ما يأخذ في الازدياد من حين يفارق القمر الشمس إلى وقت الامتلاء، ثم إنه يأخذ في الانتقاص ولا يزال نقصانه يستمر بحسب نقصان القمر حتى ينتهي إلى غاية نقصانه عند حصول المحاق، ومن البحار ما يحصل فيه المد والجزر في كل يوم وليلة مع طلوع القمر وغروبه، وذلك موجود في بحر فارس، وبحر الهند، وكذلك بحر الصين، وكيفيته أنه إذا بلغ القمر مشرقا من مشارق البحر ابتدأ البحر بالمد، ولا يزال كذلك إلى أن يصير القمر إلى وسط سماء ذلك المواضع، فعند ذلك ينتهي منتهاه، فإذا زال القمر من مغرب ذلك الموضع ابتدأ المد من تحت الأرض، ولا يزال زائدا إلى أن يصل القمر إلى وتد الأرض، فحينئذ ينتهي المد منتهاه ثم يبتدئ الجزر ثانيا ويرجع الماء كما كان … اهـ.

ثم استفاض ابن القيم في بيان ذلك وأثره، وعدم تعارضه مع قضية الإيمان.