السؤال رقم: (5255) خيانة الزوجة لزوجها وتعلّقها بغيره.

نص السؤال: أنا متزوجة من ٢٠ عام ومن بداية الزواج كنت أفكر بالانفصال لأني غير مرتاحة ولا اشعر بالحب تجاه زوجي ولكن كنت خائفة من أهلي والمجتمع واسباب أخرى

عانيت كثيرًا من إهمال زوجي لي لدرجة أنى كنت دائما أعيش بعالم آخر بعيدًا عنه ذهنيا، عانيت من الوحدة فترة ما كنا بالغربة ولجأت للمحادثات مع شباب وكنت أشعر أنى أهرب من واقعي، تطورت هذه المحادثات حتى وقعت بالزنا وكنت كل ما أستغفر وألجأ إلى الله لأتوب بعد فترة أرجع بسبب الوحدة والجفاف العاطفي وعدم الاستقرار الزوجي.

وكنت أبحث عن الحب بكل علاقة ومؤخرًا تعرفت على شخص شعرت أنه الإنسان الذي أبحث عنه طوال ال ٢٠ سنة وأنا على علاقة معه وأحبه جدًا وهو كذلك وطلبت الطلاق من زوجي، أنا أريد أن أتطلق لأني تعبت من الخيانة وأريد أن أستقر بحياة زوجية فيها حب واطمئنان وود وراحة وأمور ليست موجودة بحياتي الحالية.

زوجي رافض للطلاق لأنه يحبني ولا يريد تفكيك الأسرة وأيضا أهلي معترضين، ماذا أفعل؟ لا أريد أن أستمر مع زوجي وفكري وقلبي مع شخص آخر وممكن أن أستمر بالخيانة ولا أريد خسارة الشخص الذي أحببته

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.

فخيانة المرأة لزوجها خيانة للأمانة، وخيانة لله عز وجل، وهي إثم عظيم وذنب قبيح يوجب غضب الله سبحانه وعقوبته، ويعظم الإثم ويقل حسب الخيانة، وأعظم الخيانة على الإطلاق فعل الفاحشة، فإن هذا من أعظم الكبائر التي توجب غضب الله ولعنته.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخبيب المرأة على زوجها والسعي بينهما لإفساد علاقتهما فقال: “ليس منا من خبب امرأة على زوجها”. أخرجه أحمد. كما حذر المرأة من طلب الطلاق دون بأس فقال: “أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة”. رواه أصحاب السنن.

هذا فيمن سألت زوجها الطلاق دون بأس، فكيف بمن تخونه وتتفق مع غيره ليتزوجها وهي لا تزال على ذمته. إن إثمها عظيم، ووزرها كبير، وتستحق سخط ربها ومقته، ما لم يتداركها برحمته فتتوب من ذنبها.

والواجب عليك أن تتوبي إلى الله مما وقعت فيه من الحرام، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، وأن تستسمحي زوجك، ما لم تخشي مفسدة أعظم، فتتحللي منه تحللًا عامًا من غير تعيين ذنب لكونك قد دنست عرضه، وقصرت في حقه. وقد جاء في الحديث، في صحيح مسلم في حديث جابر الطويل في خطبة حجة الوداع: “ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه”.

وإذا كان هذا في مجرد الدخول، فكيف بالوقوع في الفاحشة

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.