السؤال رقم: (5269) الوسواس القهري في الطلاق.

نص السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مصاب بوسواس قهري في الطلاق وكناياته وتعليقه منذ مدة قصيرة اختلفت الأفكار وأصبحت تحثني على إيقاع الطلاق أحاول تجاهل الأفكار لكن المصيبة أنني أصبحت أركز معها وأفكر فيها بعمق وهذا في لحظة سهو فتتسارع الأفكار ولكن لا أنطق بشيء إن عزمت على أمر مهما كان تتسارع الأفكار أنني إن لم أفعله يكون تعليق للطلاق والعياذ بالله. أن تشاجرت مع زوجتي تتسارع أفكار الطلاق أيضا فأخاف جدًا أن أتكلم بشيء يحسب عليّ كل محادثة بيني وبين أحدهم أجدني خائفًا من أن أتكلم بشيء دون أن أشعر أو أن أحلف بالطلاق وعياذًا بالله رغم أنه ليس من عادة ذلك. في كل أمر من أمور الحياة وفي كل نقاش أجدني أفكر في الطلاق وتعليقه على حدوث أمر ما تافه وأنا كاره هذا أصبحت كالمجنون أتكلم مع الناس وأضغط بأسناني على لساني حتى أضمن أنه لم يتحرك تراودني دائمًا أفكار الطلاق والرغبة في النطق بها رغم أنني كاره لها دائما أعيش في شك هل نطقت أم لا هل تحرك لساني أم لا

أحاسب نفسي على كل كلمة أنطق بها خوفًا من أن تكون كناية

أتخيل مواقف وسيناريوهات عبارة عن مشاكل تقع في المستقبل بيني وبين زوجتي وأشك في النطق فأتمالك نفسي أو يصيبني الشك أنني نطقت أصلا

أحاول تحليل مفهوم الطلاق في الإسلام وأصاب بعدها بالشك أنني أوقعت الطلاق والعياذ بالله حيث أنني كنت أفكر بيني وبين نفسي في الفاظ الطلاق والعياذ بالله، ولم أكن أريد أبدًا الطلاق ولكن كنت أفكر في صيغه وكيفية وقوعه وكنت أتخيل الالفاظ وبغير وعي تكلمت او اشك انني تلفظت بكلمة طلاق أو علي الطلاق ولم أكن أبدًا أريد الإنشاء إنما كنت أحلل الكلمات وأدرسها ولم يكن أبدًا قصدي إنشاء والله خائف من أن أعيش في الحرام  وأفقد زوجتي مع العلم أنها حامل وأنا أحبها كثيرًا جدًا ولكن تعبت من شدة التركيز في كلامي وحركة لساني والضغط عليه أخاف أن أرتاح قليلًا فأسقط وينطلق لساني بتلك الكلمة والعياذ بالله. أرجوا الرد سريعًا فأنا في عذاب متواصل.

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد.

فهوِّن عليك أيها السائل فكل ما ذكرته في سؤالك لا يقع به الطلاق، فلا تلتفت لهذه الشكوك والوساوس، وأعرض عنها بالكلية، واحذر من التهاون معها، والاسترسال مع وساوس الشيطان التي تحثك على تطليق امرأتك للتخلص من هذه الشكوك.

والشيطان لا يريد لابن آدم إلا أن يفرق بينه وبين أهله، ولا سيما إذا كان بينهم أولاد؛ فإنه يحب أن يفرق بينهم أكثر لعظم الضرر، والعدو -كما هو معلوم لكل أحد- يحب الإضرار بعدوه بكل طريق، وبكل وسيلة.

فأنصحك بالابتعاد عن التفكير في الطلاق، فأشغل نفسك بما يفيد، واستعذ بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم، وأعرض عن مثل هذه الوساوس، فأنفع علاج لها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها مع دعاء الله تعالى بأن يصرفها.

أسأل الله تعالى أن يكفيك شر الشيطان وأن يجعلك سبحانه وتعالى في حفظه ورعايته.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.