السؤال (5333) قال الإمام السعدي رحمه الله في كتابه “أصول وكليات:” أما ما نفاه القرآن فإما أن يكون غير موجود.. اهـ” مثل ماذا هذا الغير موجود ؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب: قول ابن سعدي – رحمه الله –: ما نفاه القرآن؛ فإما أن يكون غير موجود، أو أنه موجود، ولكنه غير مفيد ولا نافع. معنى كلامه رحمه الله أن الشيء في القرآن قد ينفى لانتفاء فائدته ومنفعته مع كونه موجودا مثل قوله تعالى : { لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا} فقد أثبت الله للكفار قلوبًا وأبصارًا وأعينًا، لكنه نفى ذلك كله والنفي هنا نفي لعدم الانتفاع وعدم الاستفادة، وكما في قوله تعالى: { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} فالنفي هنا نفي الإدراك الذي يدرك به العاقل ما يحبه الله ويرضاه. وكما في قوله تعالى : {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ، [الأعراف: من الآية179] ،.

فأخبر أن صور الحواس الحيوانية موجودة ولكن فوائدها الإنسانية مفقودة ولذلك قال: {لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: من الآية46] . والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً.

ويمكن الاطلاع على ما ذكره المؤلف هنا في كتابه القواعد الحسان في القرآن في القاعدة الرابعة والخمسين.