السؤال رقم (5379) كيف أقرّ النبي صلى الله عليه وسلم كتابة الصحابة بين يديه وهو لا يقرأ ولا يكتب؟

الجواب: أولًا: جمهور أهل العلم على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًّا لا يقرأ ولا يكتب كما وصفه ربه جلّ وعلا، قال تعالى: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف/ 158.

وقال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) العنكبوت/ 48، وأميته دلالة على صدق نبوته.

وأما إقرار النبي ” لما كتبه الصحابة بين يديه كالرسائل التي أرسلها للملوك، ومنها ما تعاهد عليه مع قريش يوم الحديبية، وفيه: أن النبي ” قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (امْحُ رَسولَ اللَّهِ، قالَ عَلِيٌّ: لا واللَّهِ لا أمْحُوكَ أبَدًا، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ ” الكِتابَ، وليسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هذا ما قاضَى عليه مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ…) أخرجه البخاري (٤٢٥١)، ومسلم (١٧٨٣).

ومعنى فكتب: أي أمر بالكتابة. فيُفهم من هذا أن الصحابة لم يكتبوا شيئًا بين يدي النبي ” إلا بأمر منه “، وما كان لصحابة رسول الله “الذين حملوا أمانة الدين وتبليغه، وكانوا أحرص ما يكون على طاعة النبي ” وامتثال أمره، والمسارعة إلى تلبيته – ما كان لهم أن يخالفوا أمر رسول الله، فضلًا عن أن يحرفوا كلامه “.