السؤال رقم (5436)موظف أخطأ فحدثت إشكالية وخرج من الوظيفة منذ سنتين، فصار يكثر من (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي …) مئات المرات ولا يكاد يدعو بغيرها فهل هذا مشروع؟

الجواب: المشروع لمن أصيب بمصيبة – ولو صغرت – أن يصبر ويحتسب ويسترجع ، ويقول : ” إنا لله وإنا إليه راجعون ” ، فإن الله قد  أثنى على قائليه بقوله : ( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وكما ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال ( ما من مسلم يصاب بمصيبة ثم يقول اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا آجره الله ، وأخلف له خيراً منها) رواه مسلم (918).

فإذا كان المسلم قد فصل من وظيفته، فإنه مصاب أصيب في ماله، يشرع له الاحتساب والاسترجاع لأجله. وقد روى ابن أبي شيبة (26652) بسند صحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ : ” انْقَطَعَ قُبَالُ نَعْلِ عُمَرَ ( وهو السير الذي يعقد فيه الشسع ) ، فَقَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفِي قُبَالِ نَعْلِكَ ؟ قَالَ: ” نَعَمْ، كُلُّ شَيْءٍ أَصَابَ الْمُؤْمِنَ يَكْرَهُهُ، فَهُوَ مُصِيبَةٌ “.

وقال القرطبي رحمه الله: ” المصيبة: النكبة ينكبها الإنسان ، وإن صغرت ” انتهى من “تفسير القرطبي” (2/ 175) . وإن كرر هذا الدعاء فلا بأس.