السؤال رقم (5447) أحيانًا تحدث مصيبة أو أمر مزعج فتأتي واردات قلبية فيها ما لا يليق بالله جلّ في علاه، فهل قول سبحان الله تنزيهًا لله من تلك الواردات أمر مرغوب في الشرع لصعوبة إزالة تلك الواردات؟

الجواب: أولًا: المشروع للمسلم حال الابتلاء الصبر والاحتساب، وتمام التسليم والرضا بقضاء الله عز وجل، قال تعالى: (ولَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

ثانيًا: الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، والابتلاء له حِكم ومقاصد، فقد يبتلي الله عز وجل المؤمن ليرفع درجاته ويكفّر خطيئاته، وقد يبتليه ليرده إليه، ويوقظه من غفلته.

سُئل النبي صلى الله عليه وسلم مَن أشدُّ النَّاسِ بلاءً؟ قال: (الأنبياءُ ثمَّ الأمثلُ فالأمثلُ يُبتلى العبدُ على حسَبِ دِينِه فما يبرَحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يدَعَه يمشي على الأرضِ وما عليه خطيئةٌ). أخرجه ابن حبان برقم (2921).

والمسلم يوقن أن في الابتلاء خيرًا عظيمًا إذا صبر واحتسب، قال صلى الله عليه وسلم: ” عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” أخره مسلم برقم (2999).

ثالثًا: من مداخل الشيطان على العبد المسلم مدخل الخواطر وحديث النفس، فيقذف في قلب العبد شبهات تقض مضجعه، ويرتاب لها قلبه، والواجب على المسلم أن يفطن لهذا المدخل فيحكم إغلاقه بعدم الالتفات لمثل هذه الأفكار والخواطر، وعدم التحدث بها، أو الاسترسال معها، ولا حرج عليه ما دام لم ينطق بها.

فاحرص أخي الكريم على حُسن الرضا بقضاء الله عز وجل وتمام الشكر، ودافع ما استطعت هذه الخواطر التي تفسد عليك أمر دينك.