السؤال رقم (5470) فضيلة الشيخ، أحسن الله إليكم. بعض الناس يدّعى أن هناك وصفة تجلب الرزق والسعادة والبركة داخل البيت، بإضافة الماء والملح ووضع قطعة معدنية بهما ورشها حول المنزل. ما حكم الشرع في هذه الطريقة؟ وما حكم نشر مثل هذه الأمور، وهل هذا يقدح في عقيدة المسلم؟ وما نصيحتكم لمن ينشرونه جهلاً؟ 

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد…

فأولًا: الواجب على المسلم أن يعلم أن الله عز وجل قد أتمّ الدين، وأكمل النعمة، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) وليحذر من الابتداع والإحداث في الدين، قال ﷺ: (من أحدث في أمرِنا ما ليس منه فهو رَدٌّ) أخرجه البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨)، وأبو داود (٤٦٠٦)، وابن ماجه (١٤)، وأحمد (٢٦٠٣٣) واللفظ له.

ثانيًا: ما ذكره السائل خطأ عظيم، وضلال مبين، وهو درب من دروب الدجل والشعوذة، فلم يثبت ذلك عن النبي ﷺولا عن أصحابه، بل لا يقول بذلك عاقل أصلًا، وهذا أثر من آثار الجهل بالدين، والركون للدجلة والمشعوذين.

ثالثًا: مثل هذه الأمور التي يبثها الجهال في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ينبغي ألا يمررها عاقل فضلًا عن طالب علم. لأن جهلها بيّن، وضلالها أبين.

ونشر مثل هذه الأمور هو إحياء للبدع، وبث للجهل، وصاحبه آثم. لقوله صلى الله عليه وسلم: ” … ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثمِ مِثْلُ آثامِ مَنِ اتَّبَعَهُ لا يَنْقُصُ من آثامِهِم شيئًا).  أخرجه مسلم (٢٦٧٤)، وأبو داود (٤٦٠٩)، والترمذي (٢٦٧٤)، وابن ماجه (٢٠٦)، وأحمد (٩١٦٠) باختلاف يسير، وابن أبي عاصم في «السنة» (١١٣) واللفظ له.

رابعًا: جلب الرزق إنما يكون بالأسباب الشرعية مثل: الدعاء والذكر وصلة الرحم ونحو ذلك مما جاء في الكتاب والسنة ومنها: تعلّم سورة البقرة، قال ﷺ: (تعلَّموا البقرةَ، فإنَّ أخذَها برَكةٌ، وتركَها حَسرةٌ) أخرجه مطولاً أحمد (٢٣٠٢٥)، والبزار (٤٤٢١) واللفظ لهما، والدارمي (٣٣٩١) باختلاف يسير.

خامسًا: ما ذكره السائل فيه نوع من الشرك، وهو من الشرك الأصغر، لكن إذا اعتمد العبد عليه بحيث يثق به ويضيف النفع والضر إليه كان ذلك شركاً أكبر ـ والعياذ بالله ـ لأنه حينئذ صار متوكّلاً على سوى الله، ملتجئاً إلى غيره.

وأخيرًا… وصيتي لإخواني وأخواتي التمسك بالكتاب والسنة، والحرص على تعلم العقيدة الصحيحة، والحذر مما يناقضها، والحرص على أخذ العلم من العلماء المعروفين، وأهل العلم العاملين، والحذر من الدّجالين والمشعوذين، وإماتة مثل هذه الشركيات والخرافات، وعدم نشرها أو التعليق عليها فضلًا عن تصديقها والعمل بها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.