السؤال رقم (5473) ما هو الأفضل: أن يسأل الله رب العالمين الجنة الفردوس، أو رضوان الله، أو شيء آخر؟

الجواب: إن أقصى ما يتمناه المرء هو أن يدخل الجنة دار السعداء، وأن ينجو من النار دار الأشقياء. وهكذا كان عامة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يدور حول هذين الأمرين، فقد قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لرجلٍ ما تقولُ في الصَّلاةِ ؟: قالَ أتشَهَّدُ ثمَّ أسألُ اللَّهَ الجنَّةَ وأعوذُ بِهِ منَ النَّارِ أما واللَّهِ ما أُحسنُ دندنتَكَ ولا دندنةَ مُعاذٍ قالَ: “حولَها نُدَنْدنُ” رواه ابن ماجه (3847) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (3117)

وبمثل هذا كانت أماني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عامة أدعيتهم كذلك فيها.. يسألون الله الجنة ويستعيذونه من النار، وهكذا الصالحون من عباد الله شأنهم أن الجنة غاية أمانيهم. ولهذا فهم دائماً يسألون ربهم أن يدخلهم الجنة، ويستعيذون به من النار، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر،  وفيه: فيقول يعني (الله تعالى): فَمَا يَسْأَلُونِي: قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ: قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنْ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ . رواه البخاري (6408) .

أما رضى الله فإن العبد يناله إذا تمنى الجنة وعمل لها، وإذا دخل الجنة حلَّ عليه رضوان الله فيها كما في حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا” رواه البخاري (6549) ، ومسلم (2829) ) .

والخلاصة هي أن الفوز بالجنة والنجاة من النار ورؤية الرحمن هي أقصى ما يتمناه المرء، ولا منافاة بين دخول الجنة ورضى الله تعالى بل هما متلازمان، فنسأل الله لنا ولك ولسائر المسلمين أن يرزقنا الجنة ويعافينا من النار.