السؤال رقم (5495) هل يجوز قول الحياة مُتعبة لأنني كل ما قلت ذلك داخل نفسي جتني وسوسة الحياة فاعله وانا اعلم ان ذلك خطأ هل يجوز هذا القول ام انه من سب الدهر ام ماذا؟ ومالحكم اذا قلت ذلك لكني اقول ذلك داخل نفسي واقول الحياة متُعبة ثم اقول كأني قصدت انها فاعله فهل يجوز ذلك القول وارجو منكم ان تفيدوني جزاكم الله خير الجزاء

 

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:

فلا ينبغي اطلاق مثل هذه العبارات أي قول: (الحياة متعبة): لأنه من سب الدهر ، فإن ( الحياة ) هي ( الدهر ).

والحياة، والدهر، والأيام: كلها ظروف زمان ، لما يقدره الله فيها من مقادير العباد ، وما يجري عليهم من الحوادث والبلايا .

وليس لـ”الدهر” ولا لـ”الحياة” دخل، ولا تأثير في تدبير شيء من ذلك، ولا تصريفه ، وإنما هي مجرد ظرف لما يودعه الله ، ويخلقه فيها من أمور عباده. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ” يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا ” رواه البخاري (6181) ومسلم (2246) واللفظ له.

ثم إن هذه العبارة تظهر التسخط وعدم الرضا بأقدار الله جل جلاله. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم منزلة الرضا بأقدار الله تعالى فقال: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ  ) . رواه الترمذي (2396) وابن ماجه (4031)، وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي “.

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.