السؤال رقم (5759)هل هناك تعارض بين دعاء: (أحيني ما علمت الحياة خيراً لي) وبين أن الله عز وجل يعلم الغيب؟

نص   السؤال: السلام عليكم، ورد دعاء في السنة ولا أعلم مدى صحته، وهو قول اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً. كيف يُقال إذا علمت والله سبحانه العليم علاَّم الغيوب؟ ألا يُقال إذا كانت الوفاة خيراً لي دون ذكر إذا علمت، لأنه يعلم سبحانه؟

 

الرد على الفتوى

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

ما يسأله العبد من ربه عز وجل إما أن يكون مقطوعاً بأنه من الخير، كأن يسأل الله عز وجل الجنة والنجاة من النار، أو يسأله إيماناً، أو توكلاً، أو حباً لله عز وجل، فهذا يقطع بأنه من الخير، فيلزم العبد أن يسأل الله عز وجل إياه، وإما أن يكون لا يدري هل هو من الخير أو من الشر، فينبغي عليه أن يعلق ذلك بعلم الله عز وجل أنه من الخير له، كأن يقول: اللهم وفقني إلى هذا السفر إن كان خيراً لي، اللهم قدر لي هذا الزواج إن كان خيراً لي، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستخارة، وكان هذا بدلاً من الاستقسام بالأزلام ومن التطير،

ولما كان سؤال العبد للموت أو للمزيد من الحياة لا يدري هل هو من الخير له أو من الشر له علق ذلك بعلم الله عز وجل، فقد كان النبي صلى الله عليه وآله سلم يدعو بهؤلاء الكلمات: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)؛ لأن العبد لا يعلم ما يحدث في بقية عمره، هل يزداد قرباً لله عز وجل، وحباً له عز وجل؟ أو يبعد عن الله عز وجل وينقلب على عقبيه، نسأل الله العافية، فلذلك علق هذا الدعاء بعلم الله عز وجل، (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).

والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.