فتاوى أخرى متعلقة بصلاة التراويح (أجاب عليها فضيلة الشيخ أ.د عبد الله بن محمد الطيار)

الأثنين 20 جمادى الآخرة 1440هـ 25-2-2019م
نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: إذا دخل شخص ليصلي فريضة العشاء فوجد الإمام قد شرع في صلاة التراويح، فماذا يصنع؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالمشروع في حق المأموم إذا وجد الإمام يصلي التراويح وهو لم يصل العشاء أن يأتم به بنية أداء الفريضة، فإذا سلم الإمام من صلاته قام وأتى بما تبقى من صلاة الفريضة لما ورد في مسند الإمام أحمد وأبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلاً يصلي وحده، فقال ألا رجل يتصدق على هذا فليصل معه). وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يأتي قومه فيصلي بهم تلك الصلاة)(رواه أبو داود). وفي هذا دليل على جواز إئتمام من يصلي الفريضة بمن يصلي النافلة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: ما هو الأولى بالنسبة للإمام في صلاة التراويح: أن يقرأ القرآن كاملاً على الجماعة، أم يجزئه على عدد من السنوات؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأولى للإمام النظر فيما يريح جماعة المسجد ولا يشق عليهم، فإن كان عندهم رغبة في ختم القرآن فعل ذلك، وإن كانت رغبتهم في قراءة نصفه قرأ ذلك، وهذا يرجع كما ذكرت إلى حال المأمومين خلف الإمام، وقوة رغبتهم فيما لا يشق عليهم، وهذا لا يعتبر تقصيراً من جهة الإمام إن كان يريد ختم القرآن وجماعته لا تريد ذلك، بل هذا من التعاون على الخير المأمور به شرعاً لقول الله تعالى[وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ](المائدة)، ولقوله صلى الله عليه وسلم(فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة..) (متفق عليه). والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: هل الأفضل أداء صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة، أم ثلاث عشرة ركعة، أو إحدى وعشرون ركعة، أو أقل من ذلك أو أكثر؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيجوز أداء صلاة التراويح بتلك الصور المذكورة في السؤال، وهذا بحسب جماعة المسجد وقوة تحملهم، ورغبتهم في ذلك، والأساس في ذلك النظر في مصلحة الجماعة وما يعين على الترابط والاجتماع والألفة بينهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ذلك (إن أطال القيام والركوع والسجود فليقلل الركعات، أي يجعلها إحدى عشرة ركعة، وإن خفف القراءة والركوع والسجود فليكثر من الركعات). وعلى ذلك فينبغي على الإمام مراعاة حال المأمومين، فإن رغبوا في الإطالة أطال بهم، وإلا صلى بهم بما يناسبهم، وهذا كله يرجع إلى رغبة المأمومين ودقة فقه إمامهم. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: نرى بعض الأئمة يسرعون في أداء صلاة التراويح في القيام والركوع والسجود وغير ذلك من أركان وواجبات الصلاة، فما توجيهكم لهؤلاء؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعلى الإمام أن يتقي الله تعالى في صلاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم(الإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء يعني فعليه ولا عليهم)(رواه ابن ماجة وصححه الألباني في سنن ابن ماجة (1/314) رقم (981).
وما رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم). وليحرص على أداء الصلاة في خشوع واطمئنان وأداء أركانها وشرائطها وواجباتها وسننها على الوجه الأكمل، وليكون عوناً وقدوة لجماعته في أبواب الخير.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: نرى بعض الناس بعد أن يختم القرآن يدعو بدعاء، فهل لذلك أصل، وما نظر الشرع في تخصيص كتيب خاص فيه دعاء ختم القرآن يدعو به كلما ختم؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالمأثور عن السلف فعل ذلك كما روى الدارمي في سننه عن ثابت البناني قال (كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا أشفى على ختم القرآن بالليل بقَّى منه شيئاً حتى يصبح فيجمع أهله فيختمه معهم)، وفي رواية (كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم). وعن الحكم عن مجاهد قال (بعث إليّ، قال: إنما دعوناك أنَّا أردنا أن نختم القرآن وإنه بلغنا أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال فدعوا بدعوات)(رواه الدارمي).
والأولى عند ختم القرآن الاكتفاء بالوارد في كتاب الله تعالى وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الدعوات ففيهما خير كثير.
وإن دعى المسلم بما تيسر له من الوارد وغيره فلا بأس شريطة ألا يبالغ في ذلك أو يتعدى في دعائه، وينسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله دعاء ختم القرآن وأغلبه يحتوي على ما ورد من الكتاب والسنة، ومن أخذ بهذا الدعاء فلا حرج عليه إن شاء الله لما ذكرنا بأن السلف كانوا يفعلونه، ولكن لو جعل إمام المسجد دعاء ختم القرآن مكان القنوت في الوتر لكان ذلك أحسن خروجاً من خلاف أهل العلم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: في رمضان ـ ولله الحمد ـ يكون الدعاء والتضرع، نريد من فضيلتكم وفقكم الله بيان شروط الدعاء الشرعي؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالدعاء في رمضان له مذاق خاص لأن القلوب فيه تقبل على ربها وتخلص في عبادتها وتحب كلام ربها، وتلك الأمور تجعل للدعاء أثراً عظيماً في نفوس المسلمين. لذا فينبغي على المسلم أن يستغل هذه الأوقات المباركة في الإكثار من الدعاء، ويكون ذلك أثناء الصلوات وفي دبرها وفي دعاء ختم القرآن،أو عند دعاء الإمام في الوتر أو في أي وقت من أوقات إجابة الدعاء. ويكون الدعاء مشروعاً إذا كان من كتاب الله تعالى، كقول الله تعالى[رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ](الأعراف)، و قوله[.. رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ](البقرة).
وأيضاً الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم، كقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم) (رواه البيهقي، والطبراني، والطيالسي، وصححه الألباني في صحيح الجامع). إلى آخر ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم. وأن يكون الداعي على طهارة ومستقبلاً القبلة، متذللاً بين يدي ربه، ملحاً عليه في طلبه إلى غير ذلك مما يسن في الدعاء. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: بعض الناس في القنوت مع الإمام قد يسهو فيغيب عن بعض الدعاء، السؤال: هل يشمل الشخص الساهي ذلك الدعاء الذي غاب عنه؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أنه لا حرج عليه في ذلك، والدعاء المستجاب يشمله إن شاء الله، لما ورد في حديث مسلم (…قالوا ويستغفرونك، قال فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا، قال فيقولون رب فيهم عبدٌ خطاءٌ إنما مرّ فجلس معهم، قال فيقول وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم).
فهذا الحديث العظيم وغيره يدل على سعة رحمه الله، وأنه أرحم بعباده من أنفسهم.
فكيف بمن حضر الصلاة طاعة لله تعالى، واجتهد في طلب مرضاته وحضر مع جماعة المسلمين صلاة التراويح وأمّن على دعاء الإمام فهذا بإذن الله تعالى يرجى له الإجابة حتى لو سها عن بعض الدعاء حيث تعرض للناس ظروف وأحوال لا يعلمها إلا الله، وهؤلاء جاءوا وتعرضوا لنفحات الله وفضله فحريٌّ أن يشملهم ما يشمل سائر المصلين. والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: يستحب بعض الأئمة ختم القرآن في ليلة السابع والعشرين ظناً منهم أنها توافق ليلة القدر، فهل في ذلك بأس؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أنه لا حرج على الإمام إذا ختم القرآن في ليلة السابع والعشرين التي يرجى أن تكون موافقة لليلة القدر لورود بعض الروايات بتحديد ليلة القدر في تلك الليلة. ولكن الأولى النظر في مصلحة جماعة المسجد، فإذا كان الإمام يظن أنهم سيستمرون معه في القيام بعد ختم ليلة السابع والعشرين فلا بأس بذلك وإلا فالأفضل في حقه ختم القرآن في ليلة التاسع والعشرين حرصاً على حضورهم صلاة التراويح، ولو نوّع الإمام وقت الختمة من سنة لأخرى فلا حرج عليه لكن مع مراعاة أحوال المأمومين معه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: ما حكم تتبع الختمات بحيث كلما ختم إمام ذهبت وصليت معه؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أراه أنه لا حرج على من تتبع ختمات القرآن في مساجد مختلفة ما دام أنه لا تحصل له مشقة، ولا يؤثر ذلك على جماعة مسجده، فإن كان يؤثر على جماعة مسجده فهنا الأولى له الاستمرار معهم حتى لو لم يكن هناك ختم للقرآن لأن في ذلك تعاوناً على الخير وإعماراً لبيوت الله بالمصلين.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: أيهما أفضل: الثبات على إمام واحد، أم التنقل بين الأئمة؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا حرج على المسلم أن يتنقل بين الأئمة إذا كان لا يفقد في مسجده ولا يتأثر جماعة المسجد وإمامهم بعدم صلاته معهم، لكن الأفضل الثبات على إمام واحد من بداية رمضان حتى لا يفوته شيء من القرآن، ويستحب له الصلاة خلف من يحسن صوته بالقراءة لأن تحسين الصوت مطلوب وخاصة في صلاة التراويح التي يزيد فيها عدد المصلين، ويكون الحرص على حضورها أكثر.

وذلك لقول الله تعالى[وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً](المزمل)، أي بينه تبيينا كما قال ابن عباس رضي الله عنهما، وقيل: أي حسنه بصوتك، وذلك بالتأني في قراءته مع إعطاء الحروف حقها ومستحقها. وقال صلى الله عليه وسلم (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن)(رواه البخاري ومسلم). وقال أيضاً لأبي موسى الأشعري (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال أبو موسى: لو علمت مكانك لحبرت لك ـ يريد تحسين الصوت ـ تحبيراً). ووصيتي للأئمة الاجتهاد في تعلم القراءة الصحيحة مع تحسين الصوت بها وتدبر كلام الله تعالى ففي ذلك الخير العظيم لهم ولمن يصلي خلفهم.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم: يعمد بعض الجماعة ـ سواء في هذا المسجد أو غيره ـ إلى الذهاب للصلاة في مساجد مجاورة لأسباب منها: صوت إمام المسجد المقصود، أو الهدوء في المسجد، أو الالتزام في الوقت أو لأسباب أخرى، وخصوصاً في صلاة التراويح، ومع ذلك يتركون أولادهم في البيوت، ومنهم من يبكر طلباً لمزيد من الأجر، وهؤلاء الصغار في ظل غياب أولياء أمورهم دائماً نراهم يلعبون حول المسجد، ويتعبون إمام المسجد بملاحقتهم، وإذا دخلوا المسجد آذوا المصلين باللعب، فماذا يقال لهؤلاء؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) والأب مسؤول أمام الله عن أولاده، يجب عليه أن يعتني بهم، وأن يقوم على تربيتهم وتأديبهم كما أمر الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:(مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر..) وأكثر الأبناء لم يفسدهم إلا غفلة الآباء وإهمالهم واستسهالهم شرر النار بين الأولاد، فكم من أب عرّض ولده لهلاك الدنيا والآخرة بسبب تفريطه معه، وعدم الأخذ بيده، والأب الذي يذهب لمسجد آخر ويترك أولاده في الحي يعبثون ويلعبون ويؤذون المصلين ممن فرط في تربية أولاده وهو ممن يعين على أذى المؤمنين، قال تعالى[وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً](الأحزاب)، فالذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا عرضة للعقوبة، وكم من ولد حلت عليه دعوة رجل عابد تقي بسبب عبثه وإيذائه، ووالد هذا الولد في مسجد آخر لا يعلم عن ولده شيئاً، وأنا أقول لهذا الأب الذي يذهب لغير مسجد الحي ما الذي يمنعك أن تصطحب أبنائك معك وتجعل الناس يسلمون من شرهم، إن بقائك عند أولادك وكف شرهم عن الناس أفضل من تتبعك لصوت حسن أو مسجد أكثر ترتيباً أو أسرع في أداء الصلاة، فليتقي الله الآباء وليعتنوا بأبنائهم، فمعظم أئمة المساجد وجماعتهم يشتكون من هذا الأمر في شهر رمضان خاصة، والمسؤولية عظيمة وكبيرة، وعلى إمام المسجد أن يرتب من جماعته من يتابع هؤلاء الأطفال، وإذا ثبت لديهم عبث أحد أو لعبه أبلغوا عنه أباه وخوفوه بالله، فإما أن يصحبه معه أو يبقى في مسجد الحي ويصلي مع جيرانه، أسأل الله بمنه وكرمه أن يبلغنا شهر رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يصلح لنا ذرياتنا وذريات المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الفتوى: فضيلة الشيخ: عبد الله بن محمد الطيار.. وفقه الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فآمل من فضيلتكم الإجابة عن السؤال التالي.. شاكرين لكم تعاونكم وتجاوبكم:
هل استعمال الأشياء التالية مفطر أم لا: (قطرة العين ـ قطرة الأنف ـ قطرة الأذن ـ بخاخ الربو ـ الإبرة المسكنة ـ إبرة السكر ـ المغذي ـ الحقنة الشرجية ـ استعمال التحاميل ـ البنج الموضعي ـ فرشة الأسنان ـ السواك ـ ابتلاع النخامة ـ بلع الريق ـ التبرع بالدم ـ استعمال الطيب ـ السباحة للصائم ـ دواء الغرغرة)؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
(1) استعمال قطرة العين وقطرة الأذن في نهار رمضان لا يفطر بهما الصائم في أصح قولي العلماء، فإن وجد طعم القطرة في حلقه فالأحوط له أن يقضي هذا اليوم، ولكن القضاء لا يجب حيث أن العين والأذن ليسا منفذين للطعام والشراب.
أما الأنف فلا تجوز إلا إذا كان مضطراً لأن الأنف منفذ للحلق، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)(رواه أبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني في المشكاة). فمن فعل ذلك فعليه القضاء إن وجد طعم القطرة في حلقه. والله تعالى أعلم.

(2) أما استعمال بخاخ الربو اليدوي فلا مانع للصائم منه لأنه لا يصل إلى المعدة وإنما هو في الحلق والرئة، وهو في هذه الحالة لا يفطر لأنه ليس أكلاً أو شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، وصيام مستعمله صحيح خاصة أن مثل هؤلاء المرضى من هذا النوع لا يستغنون عن البخاخ ولو تركوه طيلة اليوم لأصيبوا باختناقات في التنفس. نسأل الله السلامة والعافية لنا وللمسلمين. لكن لو ثبت أنه يضاف له محاليل وقرر الطبيب المختص أنها تصل المعدة فهنا يفطر به الصائم. والله تعالى أعلم.

(3) استعمال الإبر المسكنة في نهار رمضان لا تفطر الصائم لأنها ليست إبراً مغذية، وأما إبرة السكر فالراجح أنها لا تفطر، ولكن الأولى لمريض السكر ألا يأخذها أثناء النهار إلا إذا كان محتاجاً لها، والله تعالى أعلم.

(4) لا يجوز استعمال الإبر المغذية للصائم، ومن أخذها فقد فسد صومه وعليه القضاء.

(5) استعمال الحقنة الشرجية التي يحتقن بها المريض ضد الإمساك أو غيرها من الأدوية التي تدخل من دبر الصائم ذهب بعض أهل العلم إلى أنها مفطرة للصائم بناءً على القاعدة الشرعية (أن كل ما يصل إلى الجوف يفطر به الصائم). وقال بعضهم: إنها لا تفطر لأنها ليست أكلاً أو شرباً، ولا في معنى الأكل والشرب.
والذي يظهر أن مرد ذلك إلى الطب، فإذا قال الطبيب الثقة العدل أن هذه الحقنة كالأكل والشرب وأن الجسم يستفيد منها كما يستفيد من الأكل والشرب فإنها في هذه الحالة تفطر، لكن الذي يثبت لنا عن طريق الأطباء أنها لا تصل للجوف وبالتالي لا تفطر.

(6) لا حرج على الصائم في استعمال التحاميل في نهار رمضان التي يأخذها من دبره لأن هذا ليس أكلاً أو شرباً ولا في معنى الأكل أو الشرب، والمحظور هو الأكل والشرب وما قام مقامهما، وهذه لا تدخل فيهما لا لفظاً ولا معنى ـ ثم إن هذه التحاميل تذوب ولا تتسرب إلى الجوف. والله تعالى أعلم.

(7) إذا سرى البنج في جسد الصائم في نهار رمضان بسبب قلع ضرس أو نحوه فلا بأس به ولا يفطر لأنه ليس من الأكل أو الشرب ولا في معناهما، ولكن على الصائم في هذه الحالة ألا يبتلع الدم الخارج من الضرس، بل يتفله، فإن وصل إلى جوفه شيء منه أفطر به ما لم يكن بغير اختياره. والله تعالى أعلم.

(8) يجوز استعمال فرشاة الأسنان والمعجون للصائم في نهار رمضان لأنها لا تفطر ما دام أنه لم يصل إلى جوفه شيء منها، وأما إذا وصل إلى جوفه شيء منها أفطر وقضى. والأولى للصائم ألا يستعمل فرشاة الأسنان والمعجون إلا في الليل لأنه ربما ينزل شيء من المعجون إلى بطنه دون أن يشعر، ولو خرج من أسنانه دم حال تدليكها بالفرشاة فإنه لا يفطر إلا إذا ابتلع منه شيئاً فهنا يفسد صومه وعليه القضاء.

وأما السواك فيجوز استعماله للصائم في نهار رمضان، ولكن ينبغي للصائم أن لا يدخل إلى جوفه شيء سواء عن طريق السواك أو فضلات الطعام التي تكون بين أسنانه، فإذا وصل إلى جوفه شيء من ذلك فسد صومه، وإن لم يصل إلى جوفه شيء فصومه صحيح. والله تعالى أعلم.

(9) ابتلاع الريق ما في حكمه لا شيء فيه على الصائم ولكن لا يسوغ تعمد بلع النخامة، وأما إذا ابتلعها الصائم من غير قصد فلا تأثير لها على صيامه لأنها مما لا يتحرز منه غالباً. والله تعالى أعلم.

(10) إذا تبرع الصائم بالدم فأخذ منه دم كثير فإنه يبطل صومه قياساً على الحجامة، ويقضي مكان ذلك اليوم. ولا يسوغ للصائم أن يتبرع بالدم في نهار رمضان إلا لحالة ضرورية كإنقاذ معصوم من الهلكة وبشرط ألا يتضرر الصائم من ذلك. إذ لا يزال الضرر بالضرر. والله تعالى أعلم.

(11) يجوز للصائم استعمال الطيب في نهار رمضان ولا يفسد به صومه، وأما البخور فالأولى عدم استعماله لأن له جرماً يدخل إلى جوف الصائم فيفطر به. والله تعالى أعلم.

(12) يباح للصائم في نهار رمضان أن يسبح في البحر أو البركة أو في حمام السباحة سواء كان عميقاً أو غير ذلك، وله أن يتسبح من الدش وغيره أيضاً حيث أن السباحة تنشط الصائم وتعينه على صومه لما في ذلك من التخفيف والتيسير على العباد، قال تعالى[يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ..](البقرة)، ويقول صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)(رواه البخاري). ولكن على الصائم أن يراعي ألا يتسرب الماء إلى جوفه. والأحوط للصائم ألا يسبح في الماء العميق أو الجاري في نهار رمضان لأن الغالب على من يسبح أن يدخل في جوفه الماء. والله تعالى أعلم.

(13) هذا الدواء لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه الصائم، ولكن عليه ألا يتناوله إلا إذا دعت الحاجة إليه ولا يفطر به إذا لم يدخل في جوفه شيء منه. وكذلك كل ما كان دواءً للأسنان أو اللثة ما دام أنه لا يدخل إلى الجوف فلا حرج من تناوله في نهار رمضان ولا يفطر بذلك. والممنوع هو وصوله إلى الحلق والجوف. والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحسن الله إليكم…
سؤالي حفظكم الله:
هناك حقيقة من يورد علينا مسائل تشكل على العامة وهي
1- دعاء ختم القرآن.
2- قيام الاحتفالات في المسجد ( كـ تكريم حفظة كتاب الله، وتكريم حفظة المتون، أو القيام بمركز صيفي داخل المسجد وغير ذلك).
* فيقول أن هذا من الأمور المنكرة المستحدثة لم تكن في زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم –
فما رأي فضيلة الشيخ نحو هاتين المسألتين..

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: إذا كان السائل يقصد دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح فأقول إن الأمر في ذلك واسع ولا حرج أن يدعو المسلم بما أحب من خيري الدنيا والآخرة في صلاة التراويح لكن لو جعل ذلك في الوتر كسائر الأيام لكان أولى وقد ثبت عن أنس بن مالك أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو.
ولا ينبغي الإنكار في مثل هذا الأمر وأهل العلم على هذا جيلاً بعد جيل من غير نكير وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ورزقنا وإياك الإتباع والاقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وثانياُ: إذا كانت هذه الاحتفالات تشتمل على الأمر المحرم مثل التصوير وغيره فلا يجوز إقامتها في المسجد وأما إن كانت تشتمل على نماذج من تلاوات الطلاب وكلمات فيها حث وتشجيع للطلاب وأولياء أمورهم فلا حرج في ذلك إن شاء الله سواء كان ذلك في المسجد أو غيره.
وفقكم الله لكل خير وأعانكم ورزقكم العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..أرى كثيراً من المصلين في صلاة التراويح عند بداية دعاء الإمام إذا كان يثني على الله لا يرفع بعض المصلين أيديهم.. وإذا سأل الله بعد الثناء عليه يرفع المصلي يديه. ما صحة هذا العمل؟

الإجابة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأولى للمسلم عند قيام الإمام في صلاة التراويح بالثناء على الله في دعاء القنوت أن يرفع يديه، وإن لم يرفع يديه فلا حرج عليه إن شاء الله لأن الأمر في ذلك واسع، وأما رفع اليدين عند سؤال الله تعالى من فضله في دعاء القنوت فهو من باب التضرع والتذلل والمسكنة بين يدي الله ليكون ذلك أحرى بالإجابة، وكلما كان العبد حاضر القلب مستكيناً بين يدي ربه، رافعاً يديه طلباً لعطائه وفضله وجوده فهو من أفضل الأسباب لاستجابة الله تعالى لطلبه، قال تعالى [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ..](البقرة).
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نص الفتوى: عندما يبدأ الإمام في القنوت في صلاة التراويح فمتى يسن للمأموم أن يرفع يديه لأن كثير من الأئمة يبدأ بتسبيح الله والثناء عليه وحمده وشكره ويطيل في ذلك فهل يرفع المأموم يديه عند ذلك أم ينتظر حين يشرع الإمام في الدعاء المأثور عنه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اهدنا فيمن هديت )) هذا وأجزل الله لكم المثوبة.

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إنما جعل الإمام ليؤتم به..)(متفق عليه)، وعلى ذلك فمتى رفع الإمام يديه بعد الرفع من الركوع ودعا تبعه المأمومون في ذلك، ورفع اليدين عند الثناء على الله وتسبيحه وتعظيمه وحمده فيه خير عظيم لما فيه من تعظيم الله وذل وانكسار الخلق له وخاصة في مثل هذه المواضع.
وبدء الإمام أول الدعاء بالثناء على الله وحمده وتعظيمه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في غالب خطبه وتوجيهاته، وأمر بذلك المسلمين بأن يثنوا على الله بما هو أهله في بداية دعائهم، وأن يثنُّوا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعون بما شاءوا من خيري الدنيا والآخرة، وبهذا يتبين أن رفع الأيدي في الصلاة يكون حال الدعاء، لكن لو رفع الإمام يديه حال الثناء على الله فالمأموم يرفع يديه، وإن لم يرفع الإمام يديه لم يرفع المأموم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص السؤال: في صلاة التراويح أو القيام بصفة عامة هل عليَّ أن أنوى في كل ركعتين أم تكفي النية فيها لأول ركعتين ثم أصلي الباقى على أساس النية الأولى؟

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيكفيك أخي الكريم أن تنوي أداء صلاة التراويح مع جماعة المسلمين في كل ليلة وليس في كل ركعتين، والنية محلها القلب؛ لقول النبي _صلى الله عليه وسلم_: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” [متفق عليه].
ولا تكفي نية أداء صلاة التراويح في أول يوم عن باقي الشهر، بل لابد من تجديدها _كما ذكرنا سابقاً_ في كل يوم.
وفقك الله للعمل بكتابه وسنة رسوله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ/ عبد الله الطيار .. حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سؤال: يعمد بعض الجماعة _ سواء في هذا المسجد أو غيره _ إلى الذهاب للصلاة في مساجد مجاورة لأسباب منها: صوت إمام المسجد المقصود، أو الهدوء في المسجد، أو الالتزام في الوقت أو لأسباب أخرى، وخصوصاً في صلاة التراويح، ومع ذلك يتركون أولادهم في البيوت، ومنهم من يبكر طلباً لمزيد من الأجر، وهؤلاء الصغار في ظل غياب أولياء أمورهم دائماً نراهم يلعبون حول المسجد، ويتعبون إمام المسجد بملاحقتهم، وإذا دخلوا المسجد آذو المصلين باللعب، فماذا تقول لهؤلاء؟

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وبعد: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأب مسؤول أمام الله عن أولاده، يجب عليه أن يعتني بهم، وأن يقوم على تربيتهم وتأديبهم كما أمر الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر.. وأكثر الأبناء لم يفسدهم إلا غفلة الآباء وإهمالهم واستسهالهم شرر النار بين الأولاد، فكم من أب عرّض ولده لهلاك الدنيا والآخرة بسبب تفريطه معه، وعدم الأخذ بيده، والأب الذي يذهب لمسجد آخر ويترك أولاده في الحي يعبثون ويلعبون ويؤذون المصلين ممن فرط في تربية أولاده وهو ممن يعين على أذى المؤمنين، [والذين يؤذون المؤمنين بغير ما اكتسبوا عرضة للعقوبة، وكم من ولد حلت عليه دعوة رجل عابد تقي بسبب عبثه وإيذائه، ووالد هذا الولد في مسجد آخر لا يعلم عن ولده شيئاً، وأنا أقول لهذا الأب الذي يذهب لغير مسجد الحي ما الذي يمنعك أن تصطحب أبنائك معك وتجعل الناس يسلمون من شرهم، إن بقائك عند أولادك وكف شرهم عن الناس افضل من تتبعك لصوت حسن أو مسجد أكثر ترتيباً أو أسرع في أداء الصلاة، فليتقي الله الآباء وليعتنوا بأبنائهم، فمعظم أئمة المساجد وجماعتهم يشتكون من هذا الأمر في شهر رمضان خاصة، والمسؤولية عظيمة وكبيرة، وعلى إمام المسجد أن يرتب من جماعته من يتابع هؤلاء الأطفال، وإذا ثبت لديهم عبث أحد أو لعبه أبلغوا عنه أباه وخوفوه بالله، فإما أن يصحبه معه أو يبقى في مسجد الحي ويصلي مع جيرانه، أسأل الله بمنه وكرمه أن يبلغنا شهر رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموضوع: وقت رفع اليدين للمأمومين عند دعاء الإمام في القنوت.
نص الفتوى: عندما يبدأ الإمام في القنوت في صلاة التراويح فمتى يسن للمأموم أن يرفع يديه لأن كثير من الأئمة يبدأ بتسبيح الله والثناء عليه وحمده وشكره ويطيل في ذلك فهل يرفع المأموم يديه عند ذلك أم ينتظر حين يشرع الإمام في الدعاء المأثور عنه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اهدنا فيمن هديت )) هذا وأجزل الله لكم المثوبة.

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إنما جعل الإمام ليؤتم به..)(متفق عليه)، وعلى ذلك فمتى رفع الإمام يديه بعد الرفع من الركوع ودعا تبعه المأمومون في ذلك، ورفع اليدين عند الثناء على الله وتسبيحه وتعظيمه وحمده فيه خير عظيم لما فيه من تعظيم الله وذل وانكسار الخلق له وخاصة في مثل هذه المواضع.
وبدء الإمام أول الدعاء بالثناء على الله وحمده وتعظيمه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في غالب خطبه وتوجيهاته، وأمر بذلك المسلمين بأن يثنوا على الله بما هو أهله في بداية دعائهم، وأن يثنُّوا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، ثم يدعون بما شاءوا من خيري الدنيا والآخرة، وبهذا يتبين أن رفع الأيدي في الصلاة يكون حال الدعاء، لكن لو رفع الإمام يديه حال الثناء على الله فالمأموم يرفع يديه، وإن لم يرفع الإمام يديه لم يرفع المأموم. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.