خطبة بعنوان “من رحم الظلماء ينبعث النور” بتاريخ 29-7-1440هـ

الأحد 2 شعبان 1440هـ 7-4-2019م

 

الخطبة الأولى:

الحمدُ للهِ ربّ العالمين، الرّحمنِ الرّحيمِ، مالكِ يومِ الدّينِ والعاقبةُ للمتقينَ ولا عُدوانَ إِلّا على الظالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُالله وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا, أَمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُؤَمِّنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ, {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون}[الحشر:18].

عبادَ الله: الإسلامُ يدعو إلى التفاؤلِ وحسنِ الظنِّ باللهِ، ويَنْهَى عن التشاؤمِ والقنوطِ منْ رحمةِ اللهِ: فعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ)(رواه البُخاري، ومسلم).

وعن أبي هريرة رضي اللهُ عنه قال: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَة)(رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

قالَ ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ: “مَا ظَنَّ عبدٌ باللهِ خيرًا، إَلّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ”.

فالتفاؤلُ والأملُ في اللهِ إقدامٌ وبناءٌ وعملٌ: قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ:(وَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَلا تَعْجَزْ) (رواهُ مسلم).

عبادَ اللهِ: إنّ مَنْ امتلأَ قلبُهُ تفاؤلاً وأمَلاً فهوَ دائماً معتصمٌ بربِّه، متوكِّلٌ عليه، يُحسِنْ الظّنَّ بِهِ، تَرَاهُ هَادِئَ النفسِ، مطمئن القلب، مبتسماً، ينظُرُ إلى الحياةِ بوجهٍ ضاحكٍ، ويستقبلُ أحداثَها بكلَّ مَا فيهَا منْ خيرٍ أو شرٍ بثقةٍ بالغةٍ بربّهِ لأنَّه يعلم علم اليقينِ بأنَّ مَا أصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَمَا أَخْطَأَهْ لَمْ يَكُنْ لِيُصيبهُ، وأنّ مَا يُدّبرهُ لَهُ رَبه هو خَيْرٌ محضٌ فِي كلَّ الحالاتِ.

وكَمَا يبتلي اللهُ عبادَهُ بالسراءِ يبتليهم كذلك بالضرّاءِ، ليستخرجَ عبوديتهمْ في الحالتين، ويَعلمَ – وهو العليمُ بحالِهِمْ – كيفَ يشكرونَ وكيفَ يصبرونَ.

وإنَّ منْ أعظمِ مظاهرِ الإحباطِ: ضعفًا في السلوكياتِ، وتراجعًا في القيمِ. ومن ذلكَ الانهزاميةُ والشعورُ بالنقصِ. ومنْ ذلكَ القعودُ عن العملِ الجادِ المُثْمرِ، ولا سيّمَا في مجالِ الدعوةِ إلى اللهِ.

ولا بُدّ أيُّهَا المؤمنونَ قبلَ أنْ ننتصِرَ على الأعداءِ أنْ ننتصِرَ على أنفسِنَا وذلكَ بحملِهَا على الطّاعةِ، والبُعدِ عمَّا حرَّمَ اللهُ. وفي ظلِّ ظروفِ الشّدائدِ والمِحَنِ يحتاجُ الناسُ بعدَ اللهِ إلى العلماءِ والمصلحينَ، لتثبيتِ قلوبِ الناسِ وربطهِم بخَالقِهِمْ، ووعدهِمْ بنصرِ اللهِ وفقَ سننِ اللهِ الّتِي لا تَتَبَدّل ولا تتغَيرُ. وصدقَ اللهُ: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد}[غافر:51].

إنَّ فِي الْمِحَنِ مِنَحًا، وَإِنَّ مَعَ الْعُسرِ يُسرًا، وإنّ النصرَ مرهونٌ بالصبرِ، وصدقَ اللهُ العظيمُ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَب}[الشَّرح:6، 7].

عبادَ اللهِ: ومنَ الأمورِ التي تُعِينُ على التفاؤلِ وبثَّ الأملِ، ما يلي:

أولاً: حُسنُ الظنَّ باللهِ في كلّ ما يقدّرُهُ لك مع الدعاء وصدقِ الالتجاءِ: فحسنُ الظنِّ باللهِ والدعاءُ وصدقُ الالتجاءِ من مراتبِ الإيمانِ العظيمةِ التي يُحبُّهَا اللهُ جلَّ وَعَلا، وهوَ سببٌ في نزولِ السّكِينةِ والاطمئنانِ في القلبِ، مع سرعةِ كشفِ الضرّ ورفعّ البلاءِ، وليتذكرَ المسلمُ سلفهُ منَ الأنبياءِ والمُرسلينَ والصّالِحِينَ، وعلى رأسِهِم نبيُّنَا محمدٌ صلى اللهُ عليهِ وسلّم فيما تعرّضوا لهُ من المحنِ والابتلاءاتِ فصبرُوا وحازُوا النصرَ والتمكينَ.

ثانيًا: الرّضَا والتسليمُ لقضاءِ اللهِ وقدَرِهِ: فالأقدارُ خيرُها وشرُّها بحكمةِ اللهِ جلّ وعَلَا وتقديرِهِ؛ وهي علامةٌ على صدقِ الإيمانِ في القلبِ، قال تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر:49).

وقالَ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم:(اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ) (متفق عليه).

وقال صلى الله عليه وسلَّم لابنِ عبّاسٍ رضي اللهُ عنهُمَا:(يَا غُلامُ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقلام وجفَّت الصُّحُف)(رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني)

ثالثـًا: الصبرُ وحُسْنُ القولِ والعملِ عندَ نزولِ البلاءِ: فالصبرُ يجعلُ المتفائلَ متأنّياً في كلِّ ما يقولُهُ ويفعلُهُ عندَ نزولِ البلاءِ، فلا يندَفِعُ، ولا يتضجّرُ، ولا يُعَلّق قلبَهُ بأحدٍ سوى اللهِ جلّ وعلَا، وينظرُ لمنْ هو أَعْلَى منهُ في البلاءِ، فيحمدُ ربّهُ جلّ وعَلَا ويشكرهُ على ما أولاهُ من نِعَم، بلْ ويُمَنّي نفسَهُ بالأملِ والتفاؤلِ فيمَا هُوَ قادمٌ بإذنِ اللهِ.

ولقدْ كانَ نبيُّنَا صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندَ نزولِ الشّدَائِدِ يبثُّ في نفوسِ صحابتِهِ الكرامِ روحَ التفاؤلِ والجدِّ والإقدامِ حتى في أشدَّ الظروفِ وأقساهَا، فعن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ رضي الله عنه قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو لَنَا، فَقَالَ:(قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ، لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ) (رواه أحمد، والبُخَارِي).

أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرجيم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا* وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب:22].

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ أقولُ ما سمعتمْ فاستغفروا اللهَ يغفرْ لي ولكُم إنَّهُ هو الغفورُ الرّحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الذي علَّم أمتَه كلَّ خيرٍ، وحذَّرهم من كلِّ شرٍّ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعدُ: فاتقوا الله أيها المؤمنون، واعلموا أن تقواهُ هي زادكُم ليوم المعادِ.

عباد الله: وها هو حبيبُنا وقدوتُنا صلّى اللهُ عليهِ وسلّم يُذكِّرنا بالتفاؤلِ ويربِّي أمَّتهُ عليهِ حتى وإنْ اشتدّتْ بهم المحنُ والمصائبُ والكروبُ؛ فقد وردَ عنه صلى اللهُ عليه وسلّم حينما كانَ في الغارِ ومعهُ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنهُ، وكانَ أبو بكرٍ خائفاً منْ أنْ يُصيبَ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم شيءٌ منْ أذى الكفَّارِ إذا شعرُوا بوجودِهِ، فقَالَ: (نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُؤوسِنَا، وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟) (رواه مسلم).

ولمّا اشتدَّ البلاءُ من قريشٍ على رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّه عليه وسلّم بعدَ موتِ عمِّهِ خرجَ إلى الطّائِفِ، رجاءَ أنْ يُؤْووه وينْصُرُوهُ ويمنعُوهُ حتى يبلغَ رسالةَ ربِّه، ودعاهُمْ إلى اللَّهِ عزّ وجلَّ فآذُوهُ أشدَّ الأَذَى، ونَالوا منهُ مَا لمْ يَنَلْ قومُهُ، وأغروا به سفهائَهم، فجعلوا يرمونَهُ بالحجارةِ ويسبُّونَهُ حتى شُجَّ رأسُهُ وأُدْمِيَتْ قَدَمَاهُ، فانصرفَ إلى مكةَ حزينًا مهمومًا، فأرسلَ إليهِ ربُّه جلّ وعلَا ملكَ الجبالِ يستأْمِرُهُ أنْ يطبقَ على أهلِ مكةَ الأخشبينِ، فقال صلى الله عليه وسلم:(بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)(رواه البخاري ومسلم، واللفظ له)، وهذا مِنْ عَظِيمِ تفاؤلِهِ وحسنِ ظنِّهِ بِرَبِّهِ جَلَّ وَعَلا.

وهَا هُو يعقوبُ عليه الصلاة والسلام بعدَ طولِ سنين في معاناتِهِ وبعدِهِ عن ابنِهِ الحبيبِ يُوسُفَ عليهِ السّلام ينتظرُ الفرجَ ويَبْعَثُ في أولادِهِ التفاؤلَ والأملَ، فيقولُ لهمْ:{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}[يوسف:87]. ثُمَّ تَتَابَعَ الفرجُ منَ اللهِ جلَّ وعلَا، وكانت العاقبةُ لِمَنْ صَبَرَ وأمَّل ورضِيَ وَلَمْ يَتَسَخّط، {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُون}، وَمَا أعظمَه منْ حُسْنِ ظَنٍّ بربِّ العالمينَ، {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون} [يوسف:96]، فزالَ الكربُ، وحصلَ الثوابُ، وبلغَ الأملُ، واجتمعَ الأحبابُ، وكانَ ردُّهُ الموقنُ بنعمةِ اللهِ تعالى {أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [يوسف: 96].

أسألُ اللهَ جلَّ وعلَا أنْ يَرْزُقَنَا حُسْنَ الظَنِّ بِهِ.

هَذا وصلُّوا وسلّموا على الحبيبِ المصطفى والنبيّ المجتبى محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب:٥٦).                         

الجمعة 29-7-1440هـ