الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين              أمــا بــعـــد:

فاتقوا الله عباد الله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ))  (( يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا))، ((يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما))، أما بعد:

عباد الله: المملكة العربية السعودية مهد الإسلام ومأرز الإيمان ودوحة الأمن ورمز السلام هذه البلاد المباركة مهبط الوحي وبها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين والمسجد النبوي الذي يقصده جموع المؤمنين من كل مكان.

هذه البلاد المباركة أيها المؤمنون ترعى شرع الله وتعتني بكتابه حفظاً وطباعة ونشر المناهج الدراسية في هذه البلاد تهتم بالإصلاح الشامل للعـقل والعواطف والوجدان وتحقيق التربية الجادة من كل الجوانب وهي في نفس الوقت ترعى الخير وتحث عليه وتمد يدها لكل محتاج في أي موقع دعماً وتوجيهاً وهي كذلك تحارب الظلم والعنف والطغيان منذ فجر الإسلام إلى اليوم وقادتها سائرون على ذلك يوصي السابق منهم اللاحق في الثبات على هذا المنهج القويم.

لكن يد الظلم والعدوان امتدت لهذه البلاد وطعنتها على يد الإرهاب الذي لا يتفق مع الدين ولا مع الأخلاق ولا مع النخوة والمروءة والشهامة وكل هذه الأمور تنطلق من بلادنا المباركة فهي مهد الإسلام ومنبع الأخلاق الكريمة وبلاد النخوة والمروءة والشهامة.     

عباد الله: وفي ظل غياب الدين والعقل تظهر التصرفات الرعناء والأعمال المشينة التي تفسد على الناس حياتهم وإن المؤمن الصادق ليأخذه العجب كيف يقدم شباب أحداث الأسنان على سفك الدم الحرام في هذا البلاد الآمنة وربنا جل وعلا يقول(( ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما))، وقال تعالى (( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ))، ويقولr ” لا يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دماً حراما”

وجاء الحديث ” من أعان على قتل مسلم جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه آيس من رحمة الله”

إن قتل نفساً معصومة واحدة فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”

عباد الله: في يوم الثلاثاء الماضي 25/11/1426هــ أقدم بعض أتباع الفكر التكفيري التفجيري على قتل خمسة من رجال الآمن دون وجه حق فبأي ذنب قتلت هذه الأنفس وهي تؤدي واجبها تحرس البلاد والعباد ماذا سيقول هؤلاء الذين أقدموا على قتلهم يوم القيامة إذا جاء رجال الآمن بدمائهم يقولون يا ربنا قتلونا ونحن نؤدي واجبنا طاعة لك ورسوله ولولاة أمرنا.

وهنا الحكم هو الله ولا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم والجرم خطير والجناية عظيمة.  

عباد الله: نحن في سفينة آمنة تسير بأمن وطمأنينة ورجال الأمن مع غيرهم عيون ساهرة لمصلحة هذه السفينة فلنكن كلنا رجال أمن ولنتعاون جميعاً في الحفاظ على هذه السفينة وسلامتها حتى تصل إلى الشاطئ بأمن وطمأنينة وكل مواطن مسؤول أمام الله في الإبلاغ عن هؤلاء ومناصحة من يتعاطف معهم فالأمر خطير ونهاية الإجرام هو الإقدام على القتل والعياذ بالله.

أليس ديننا يحرم ويجرم قتل الطيور والحيوانات بغير سبب ولغير حاجة الم يخبرنا رسولنا r  أن امرأة دخلت النار في هره حبستها لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.

الم يخبرنا رسولنا أن رجلاً دخل الجنة في سقيا كلب يلهث من العطش.                       أليس في كل كبد رطبة أجر إذا كان هذا في حق الحيوانات فكيف يكون الأمر في بني آدم وفي المسلمين في البلد الآمن بل ورجال الأمن الذين يؤدون واجباتهم بكل شجاعة وثبات.

عباد الله: تعاونوا جميعاً لمتابعة هذا الفكر الضال وشدوا على أيدي رجال الأمن والحسبة ومختلف الأجهزة التي تتابع هذا الفكر وأبلغوا عن أي موقف مريب ليتم الأخذ على أيدي العابثين ووالله ثم والله لأن يحفظ هؤلاء في السجون ويعلموا ويوجهوا وينصحوا ويطمئن عليهم أهليهم فهذا أصلح لهم وأنفع من بقائهم يجتمعون ويخططون وتسول لهم أنفسهم أموراً خطيرة يؤذون أنفسهم وأهليهم وبلادهم حمى الله بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وأعان رجال الأمن على أداء واجبهم وحراسة بلادهم ووفق كل مواطن ومقيم يتعاون لقمع هذا الفكر الضال باللسان والقلم والعاطفة والوجدان. وصدق الله العظيم (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الذ الخصام وإذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي وفق من شاء لطاعته وأشهد ان لا إله إلا الله فضل بعض المواسم وجعل العمل فيها مضاعفا وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله أفضل من استغل حياته في طاعة الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أمـــــا بـــــعــــــد:                         

فاتقوا الله عباد الله وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واعلموا أنكم مقبلون على موسم عظيم وأيام فاضلة لها ميزة على سائر الأيام فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي r قال ” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ”

ففي هذه الأيام المباركة يشرع التكبير والإكثار من الصيام والتكبير والتهليل والتسبيح والاستغفار والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسائر الأعمال الصالحة ولو لم يكن في هذه الأيام إلا الحج ويوم عرفة ويوم النحر لكفاها شرفاً وفخراً وفضلا. قال r ” أحتسب على الله أن يكفر صيام يوم عرفة السنة التي قبله والسنة التي بعده”  وربنا جل وعلا يتجلى لعبادة عشية عرفة ويقول انصرفوا مغفوراً لكم.    

عباد الله واعلموا بارك الله فيكم أن من أراد أن يضحي فلا يحل له بعد دخول العشر أن يأخذ من شعره وظفره شيئا قال r ” إذا دخل عشر ذي الحجة فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره وظفره شيئا”

والذي يمتنع عن الأخذ هو المضحي أما سائر أهله فلا يلزمهم ذلك.                             وهكذا الوكيل لا يلزمه الإمساك عن الأخذ من شعره وظفره.                                      ومن لم ينوي الأضحية إلا بعد دخول العشر فيمسك حينما نوى وما حصل قبل ذلك مصفو عنه.

عباد الله ويستحب التكبير المطلق إذا ثبت دخول عشر ذي الحجة يقول المسلم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

فأكثروا يا عباد الله من الأعمال الصالحة وجددوا العهد مع الله بالتوبة والتخلص من مظالم الخلق وبادروا إلى الحج لأداء هذه الفريضة العظيمة واحذروا من التحايل على أخذ التصاريح باسم الأخرين فالعمل الخالص السليم من الشوائب هو الذي ينفع العبد إذا قابل ربه.

اللهم وفق الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم على الوجه الذي يرضيك عنهم اللهم احفظ بلادنا اللهم سدد وأعن وقَّو عزائم رجال الأمن لمواصلة مسيرتهم في حفظ الامن والاعراض والممتلكات اللهم من ارادنا أو اراد بلادنا بسوء اللهم أشغله في نفسه.  

  عباد الله صلوا وسلموا على الحبيب المصطفى وقدوتنا المجتبى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليما(( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) اللهم صلي وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.