جهود المملكة في مواجهة كورونا وتأمين لقاحه.
إنّ بلادَنا– ولله الحمد والمنة- أصبحتْ رائدةً في كثيرٍ من المجالاتِ، وقائدةً في كثيرٍ من المواقفِ، وقدوةً للدولِ في إدارةِ الأزماتِ.
ولقد واجهتْ بلادُنا -مثل باقي دول العالم- وباءَ كورونا بفضلٍ من الله بحنكةٍ عاليةٍ، وتفكيرٍ سديدٍ وموفّق، وحرصٍ شديدٍ على صحةِ المواطنينَ والمقيمينَ على ثَراهَا، فقدّمتْ خلالَ هذه الأزمة جهودًا جبّارة وموفّقة من أجلِ دفعِ الضّررِ والهلاكِ عن أرواحِ العبادِ، فطبّقتْ جميعَ الإجراءاتِ الوقائيةِ والتَّدابيرَ الاستباقيةِ والاحترازيةِ منذُ ظهورِ هذا الوباء.
وعملتْ على الحدِّ منَ انتشارِهِ، وتقليل نسبة الإصابات به قدر المستطاع؛ فقامتْ بتنسيقِ الجهودِ بين كافة أجهزتِها تحت مِظلّةِ لجنةٍ متخصصةٍ لمتابعةِ مستجداتِ هذا الوباء، ونشرتْ الوعيَ الصحيّ والبيئيّ بين الأفرادِ من أجل سلامتهِم وسلامة من حولهم.
وتذكيرًا بجانب من الجهود الجبّارة، والتضحيات العظيمة التي قامت بها بلادُنا تجاه فيروس كورونا، أقول وبالله التوفيق:
أولاً: أخذها بجميع الأسباب والوسائل والاحتياطات اللازمة على أعلى المستويات، مع تجنيد جميع المؤسسات الصحيّة والأمنيّة والتقنية وغيرها.
ثانيًا: تعليق الدخول إلى المملكة للعمرة والزيارة والسياحة، والتنقل بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
ثالثًا: تعليق جميع الرحلات الدولية، والنشاط الرياضي وإغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة، وأماكن الألعاب والترفيه.
رابعًا: تعليق الدراسة في التعليم العام والجامعي، وتعليق الحضور في مقرات العمل الرسمية، وإغلاق الأسواق والمجمعات التجارية.
خامسًا: إيقاف صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، مع استمرار النداء بالأذان.
سادسًا: تعليق رحلات الطيران الداخلي والحافلات وسيارات الأجرة والقطارات، وفرض حظر التجول لفترات معينة، ومنع التنقل بين المدن والمحافظات.
سابعًا: تقديم خدمات العلاج المجاني والفوري لجميع المصابين بفيروس كورونا من المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين لنظام الإقامة.
ثامنًا: تحمّل الدولة لنسبة كبيرة من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين في المنشآت المتأثّرة، وتمديد هوية مقيم للوافدين داخل وخارج المملكة دون مقابل، ودعم وإعفاء وتعجيل مستحقات القطاع الخاص.
تاسعًا: القيام بحملات موسعة في أماكن التجمعات الكبيرة لفحص الأفراد وعزل كل من تثبت عليه عدوى الوباء.
عاشرًا: إدارتها لموسم الحج في ظل تلك الجائحة بحنكة كبيرة وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية منعًا لانتشار الوباء خلال هذا الموسم العظيم.
كما لا ننسى دورها الإيجابي والواضح بالوقوف مع بعض الدول ماديًا ومعنويًا، ودعمها لمنظمة الصحة العالمية حتى تؤدّي دورها في مواجهة الجائحة العالمية.
فجزى الله خيرًا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده وكل عامل في القطاع الصحيّ وغيره، على تلك الجهود الطيبة والمشكورة التي قدّمتها بلادنا حفاظًا على الأرواح من هذا الوباء، وكل ذلك بتوفيقٍ من الله وفضل.
ومما يجدر الإشارة إليه أن المنهج الإسلامي في تلقي الأخبار هو قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )[الحُجُرات:6]، وقول النبي “:( إيّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ) (متفق عليه).
فينبغي على المسلم أن يأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة، وألا يسهم في نشر أي معلومات مغلوطة وغير صحيحة، ليسلم المجتمع من الشائعات.
ونظرًا لخطورة فيروس كورونا على البلاد والعباد؛ قامت بلادنا –ولله الحمد والمنة- بتوفير لقاح آمن ضد هذا الوباء، يساعد على حماية الإنسان ـ بإذن الله ـ من الإصابة به، فهو يقوم بتكوين استجابة بالأجسام المضادة في الجسم لتكوين مناعة قوية ضد هذا الفيروس والقضاء عليه والتغلب على أعراضه.
وقامت الدولة بإيصال اللقاح للجهات المعنية للقيام بتطعيم كل فرد من أبناء الوطن والمقيمين على ثراه حرصًا على سلامتهم وعدم تعرضهم لهذا الوباء مرة أخرى.
وإني أُهيب بإخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي الحرص على أخذ اللقاح، وعدم الالتفات لأكاذيب المغرضين، وإشاعات المفسدين.
أسأل الله جل وعلا أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يرفع الوباء عاجلا غير آجل. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتبه/ أ.د عبدالله بن محمد الطيار.
عضو الإفتاء بمنطقة القصيم.
والأستاذ بكلية التربية بالزلفي -جامعة المجمعة-.
تحريرًا في15-5-1442هـ