وداعًا والدنا الغالي المنفق الباذل إبراهيم بن محمد الأومير.

الأربعاء 21 جمادى الآخرة 1442هـ 3-2-2021م

قال الله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) الرحمن الآية (26،27)، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) آل عمران الآية (185).

الموت حقيقة تواجه كل حي، فلا يستطيع لها ردًّا ولا دفعًا، ولا يملك أحد أن يقدّم حياله شيئًا؛ لأنها آجالٌ مضروبة، وأنفاسٌ معدودة، وأعمارٌ مكتوبة، وأرزاقٌ محسوبة، ولن تموتَ نفسٌ حتى تستكمل رزقها وأجلها.
وما الحال إلا مثل ما قال من مضى         وبالجملة الأمثال للناس تُضربُ

لكل اجتماع من خليلين فرقة               ولو بينهم قد طاب عيش ومشرب.

ودّعنا هذا اليوم والدنا الغالي: أبا ناصر إبراهيم بن محمد الأومير-غفر الله له ورحمه.

لقد عرفته باذلًا سخيًّا، ولا يكاد يعرف عن بذله وإنفاقه إلا من يعايش ذلك ممن يستفيد من ذلك، أو تمر عليه وسائل بذله.

وعرفته محبًّا لولاة الأمر والعلماء وكثير الدعاء لهم في المجالس الخاصة والعامة.

يحبُّ بلده – الزلفي- محبة عظيمة، بل هو عاشق لها، يزوره كثير من زوّار المحافظة من المسئولين والوفود الرسمية والأهلية والسواح، ويقوم بإكرامهم وتقديم ما يحتاجون إليه خلال زيارتهم للمحافظة.

ومن آثاره الكبيرة على المحافظة، ذلك المشروع المبارك –الإعانة الخيرية للزواج- وكانت بداية المشروع بعد لقاء جمعني به قبل سنوات عند أحد الفضلاء، وعندما خرجت من المناسبة تبعني وقال: لعلّك تكتب لي عن الأشخاص الذين يرغبون في الزواج، فقلت: أبشر، ثم استدرك وقال: المهم يكونون من أبناء المحافظة، ويكون زواجه الأول، ويكون الشخص محافظًا على الصلاة، ومنذ ذلك الوقت بدأ هذا المشروع المبارك.

وأصبحت أكتب له خطابًا مبنيًا على شهادة من إمام المسجد الذي يصلي فيه من يرغب الإعانة، وشهادة أخرة من العاقد له، أو من أحد معارفه من طلاب العلم في المحافظة، وأرفق صورة عقد الزواج، ويعطيه ما كتب الله مما تجود به نفسه، ولم يرد أحدًا أبدًا خلال هذه السنوات الطويلة، وكان يبذل بذلًا سخيًّا، وكثيرًا ما يدعو لي عند اللقاء به ويقول: أنت تعيننا على الخير، وتفتح لنا هذه الأبواب.

وقد استفاد من هذه الإعانة الخيرية كثير من شباب المحافظة الذين تزوجوا خلال تلك المدة.

وآخر خطاب كتبته له كان صباح هذا اليوم 21-6-1442هـ قبل أن أعلم عن وفاته –رحمه الله-.

ومن يبذل ويُنفق في وجوه البر والإحسان؛ فليبشر بالخير، وصدق الله العظيم: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران الآية:(185).

أسأل الله جلّ وعلا أن يرفع درجاته، وأن يجعل هذه الليلة أفضل ليالي عمره التي مرت عليه، وأن يوسّع له في قبره، وأن يجمعه بوالديه وأزواجه وذريته وأحفاده وأحبابه في الفردوس الأعلى من الجنة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

بتاريخ 21-6-1442هـ