المرأة المسلمة (2)

الجمعة 29 شوال 1439هـ 13-7-2018م
إن المرأة كأخت لها حق على أخيها من حيث المتابعة والنصيحة برفق ولين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)(رواه مسلم).
ومن حق المرأة على أخيها مرافقتها في السفر وغيره لقضاء حاجتها وتلبية رغباتها في حدود الاستطاعة.
أما المرأة كبنت فلها حقوق كثيرة على والديها ومنها: أن يحسن الأب (الزوج) اختيار الأم (الزوجة) لكي ينشأ ذرية صالحة تعبد الله من بعدهما وأن يحسن اختيار اسمها وأن يعلمها شيئًا من القرآن.
وعلى الأم أن تحرص على تعليم ابنتها كيفية الطهارة وكيفية الاغتسال وكيفية الصلاة وما الذي يجب على البنت إذا بلغت ونزل عليها دم الحيض وما الذي يمتنع في حقها.
وعليها أن تنصحها بما هو واجب عليها تجاه زوجها من احترام وتقدير وطاعة والقيام على خدمته وتلبية رغباته في حدود شرع الله فإن الأم إذا فعلت ذلك تكون قد أراحت زوج ابنتها من عناء كبير في التوجيه والإصلاح وتكون قد أسعدت المجتمع كله عندما قدمت له نموذجًا إسلامياً صحيحًا سيثمر الخير والتقدم في المستقبل لهذا المجتمع ليس هذا فحسب بل إنها تكون قد جنبت زوجها والمجتمع كله أن يوجد بينهم امرأة أيَّم كل ما يشغل زوجها كيفية الخلاص منها يقول الله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ]( سورة التحريم: الآية 6).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع ومسئول عن رعيته……. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها)
ولن يتحقق للمسلم سباب أطهار وبنات عفيفات إلا إذا وجد الأب القدوة والأم المربية الصالحة الفاضلة فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يحنو على أطفاله ويربيهم ويعلمهم الصدق والأمانة والعفة ثم إذا به يختبر إحدى بناته فيما رباها عليه فيقول يا فاطمة: ما الذي يجب على المرأة في هذه الحياة؟ فترد- رضي الله عنها- قائلة: ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال هكذا فهمت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم العفة والطهارة التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة في هذه الحياة.
وبما أن المرأة تمثل نصف المجتمع لأنها الأم والأخت والزوجة والبنت فهي تلد النصف الآخر وبذلك هي تمثل المجتمع كله لذا لابد من الاهتمام والاعتناء بها والارتقاء بمستواها الإيماني والفكري والروحي لكي تستطيع القيام بواجبها على أكمل وجه فتسعد وتسعد جميع من حولها ومن ثم يرتقي المجتمع وتتقدم الأمة عندما تخرج لنا المرأة شبابًا يسعون جاهدين لخدمة دينهم ووطنهم وبلادهم.
إننا نريد نساءً مثل الرعيل الأول تحملن عبء الحياة مع أزواجهن فها هي سيدة نساء قومها وزمانها بل وسيدة من سيدات نساء العالمين أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يدخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما روع بالملك في غار حراء يدخل عليها وهو يرجف فؤاده ويقول زملوني زملوني فزملته حتى ذهب عنه الروع ثم حدثها بما رأى لأنه كان يجد عندها السكينة ويرى في قلبها المحبة والحنان والوعي وقال لها: لقد خشيت على نفسي فماذا قالت له هذه الزوجة العاقلة الواعية؟ هل زادت من خوفه ودعته للهروب من هذه الأمانة العظمى التي ألقيت على عاتقه؟ إنها تعلم حقيقة زوجها الناصعة لذا أجابته بقولها: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق).
لقد استدلت خديجة بهذا الوعي أن زوجها سيبدأ مرحلة جديدة في حياة البشرية بل ومرحلة مهمة فكانت أول من أسلم من النساء ولعلها أول من أسلمت من الناس جميعًا.
وها هو أيضًا صلى الله عليه وسلم يدخل على أم المؤمنين آم سلمة رضي الله عنها يوم صلح الحديبية يستشيرها في أمر يتعلق بمصير الأمة الإسلامية كلها وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة أن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم لكنه لم يستجب له أحد فعندما دخل على أم سلمة رضي الله عنها ويخبرها بذلك تعطيه الحل بهدوء وبساطة وتقول اخرج يا رسول الله واحلق رأسك وانحر هديك فإنهم سيفعلون ويخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ويعمل بمشورة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها فإذا بالصحابة جميعًا يقتدون به فيأخذون في حلق رؤوسهم ونحر هديهم.
هكذا يجب أن تكون المرأة المسلمة وإلى هذا المستوى الراقي من الفهم نتمنى أن يصل نسائنا وليعلمن بارك الله فيهن أنه ما صلحت أمة إلا كان نساؤها ينضبطن بشرع الله ويتقين الله جل وعلا وما فسدت أمة إلا كان نساؤها فتنة بالغة وكانت ملازمة للهو والزينة والمتاع.