أثر الحج وإيجابيات التنظيم

الجمعة 29 شوال 1439هـ 13-7-2018م

من فضل الله تعالى علينا وعلى المسلمين أن أكرمنا بأداء فريضة الحج في هذا العام ورأينا كيف أدى حجاج بيت الله الحرام حجَّهم بكل يسر وسهولة، وقاموا بأداء مناسكهم آمنين مطمئنين على أنفسهم وأموالهم وأهليهم، واستمتعوا بما قدمته لهم هذه البلاد من خدمات.
ولقد رأينا ورأى غيرنا عشرات المسئولين من أصغرهم إلى أكبرهم في كل مكان من مناسك الحج، تعلوهم البسمة، ويظهر منهم روح التعاون، فالكل يد واحدة، وأسرة واحدة، والجميع يريدون الخير لزائري بيت الله الحرام.
ولقد سمعنا ألسنة الحجاج وهي تدعو لولاة أمورنا وأبناء هذا الوطن على هذا الجهد العظيم والتنظيم الرائع، وما كان ذلك إلا بفضل الله تعالى أولاً وآخراً، ثم بفضل ولاة أمور هذه البلاد المباركة حيث أغدقوا على الخدمات التي تقدم للحجاج في كل منسك من مناسك الحج، فوجد حجاج بيت الله تعالى الراحة والطمأنينة وذلك من خلال توسيع مرمى الجمرات، وبناء أدوار جديدة لها، والقيام بتنظيم حركة الحجاج عند الدخول إلى الجمرات والخروج منها، وأيضاً تنظيم عملية تحرك الحجاج من مكة إلى عرفات ومن عرفات إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، وهكذا في سائر المناسك في تخطيط وتنظيم رائع بديع يدل على الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام، ومن أجل راحتهم، ومن أجل أدائهم مناسك الحج بيسر وسهولة.
ولقد ظهر للقاصي والداني الأمن والأمان اللذان اتصف بهما الحج في هذا العام وهذا يدل على عون الله تعالى أولاً ثم يقظة رجال الأمن ومن قبلهم ولاة أمورنا الذين لم يألوا جهداً في تقديم كل سبل السلامة والراحة من أجل إنجاح حج هذا العام.
فهنيئاً لهذه البلاد هذا التنظيم الرائع، وهذا التوفيق الكبير، ومزيداً من جهود الخير التي تيسر سبل الطاعة وتخففها على الناس.
وإن كل مسئول عن الحج من أصغر موظف وأصغر رجل أمن إلى أعلى مسئول في هذه البلاد وهو خادم الحرمين الشريفين ليرجى أن يتحقق لهم أجر راحة كل حاج ومعتمر لأنهم هم السبب بعد الله تعالى في تيسير الحج وسهولة أدائه، فمزيداً من هذه الخدمات الرائعة، وتلك الإنجازات الجبارة، ومزيداً من التعاون على الخير والبر والرحمة.
نسأل الله تعالى أن يتقبل من حجاج بيته حجهم، وأن يكتب لهم المثوبة والأجر، وأن يرد بقية حجاج بيته إلى ديارهم سالمين، ونسأله سبحانه أن يبارك في الجهود، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمورنا وعلمائنا وسائر إخواننا المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
16/12/1428هـ