جزيرة العرب حرم الإسلام ومأرز الإيمان

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م

إن إعلان دين غير دين الإسلام في جزيرة العرب أمر محرم ولا يقول بذلك أهل الحق وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم. والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج اليهود والنصارى من هذه الجزيرة. ولم تمض خلافة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وفيها دين غير دين الإسلام.

وقد قرأت كما قرأ غيري كلاماً منسوباً لشخص لا يعد من أهل العلم، ولم تكن دراسته دراسة شرعية أنه يقول إن المسيحيين واليهود والهندوس لهم حق إقامة كنائس ومعابد في الجزيرة العربية ولهم الحق في ممارسة شعائرهم في هذه الكنائس إضافة إلى حرية أن يعيشوا حياتهم الدينية الشخصية بالكامل وأن ذلك لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

هكذا نقلت جريدة الشرق الأوسط في عددها 6276 الصادر يوم الأحد 8/9/1416هـ والعهدة على الناقل وهذا القول قول باطل وصاحبه لا يستحق الرد لذاته لأنه ليس من أهل العلم ولكن خشية أن ينطلي ذلك على من ليس لديه علم ولا بصيرة فأحببت بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة التي هي محل اتفاق بين أهل العلم حيث وردت أحاديث صحيحة تنص على أن الأصل شرعاً منع أي كافر مهما كان دينه أو صفته من الاستيطان والقرار في جزيرة العرب.

وأن هذا الحكم من آخر ما عهده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (آخر ما عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته: لا يترك بجزيرة العرب دينان). ولفظ الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما: (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان) رواه أبو عبيدة في الأموال وانظر مجموعة من الأحاديث في هذا الباب في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (924، 1132، 1133).

والإسلام يأرز إلى هذه الأرض الطيبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها). رواه مسلم (146). وابن منده في الإيمان (421) والبيهقي في الزهد الكبير(202).

وبهذا يتضح أن جزيرة العرب هي ديار الإسلام وأهلها أصل المسلمين ومادتهم وأنها حَرَمُ الإسلام ومعمله الأول وداره الأولى وللحرم حرماته التي لا تنتهك ومن فضل الله على أهل هذه الجزيرة أن دولتهم قامت على تحكيم شرع الله المطهر وإقامة توحيده والعبودية الخالصة له سبحانه وتعالى ثم إقامة حدوده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله على منهج النبوة. كما خص الله هذه الجزيرة في الوقت الحاضر ولله الحمد بخلو أرضها من التماثيل والنصب والأوثان والأضرحة والمقامات والمشاهد والمزارات وفشو البدع الاعتقادية التي فشت في كثير من بلاد الإسلام، وميزها على غيرها من بلاد العالم في الوقت الحاضر بأنها اتخذت شعارها في رايتها الخفاقة صباح مساء الشهادتين.

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسوله الله. وهذه الراية لا تنكس ولا تخفض لموت عظيم مهما كان قدره ومكانته. وبلاد الحرمين هي البلد الوحيد الذي لا تمنح جنسيته إلا لمسلم فلا موقع فيها للمعابد والكنائس ولكن أقواماً شرقوا بالحق وخنقهم ما تتمتع به هذه البلاد من أمن وطمأنينة ورغد عيش فأرادوا الكيد لها بكل وسيلة ولكن الله حافظ دينه ومعلٍ كلمته وناصر حزبه ولو كره الكافرون. وستظل هذه الجزيرة المباركة حرم الإسلام ومأرز الإيمان ومنطلق الدعوة الصافية النقية على منهج النبوة رغم أنوف المعاندين والجاحدين وأذناب الكافرين.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجميعين