وطني الغالي وقائده المحبوب

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م
الحمد لله الذي جعل الطاعة لولاة الأمر واجباً فقال: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ](النساء: الآية59)، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى القائل (من أطاع الأمير فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله) (رواه ابن خزيمه)، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإن المحبة والولاء بين القيادة والشعب أمر يدل على ثقافة المجتمع ووعيه ومسئوليته، ونحن في بلادنا الغالية يبادل الشعب مليكه حباً، ووفاءً، وولاءً من نوع خاص، لأن بلادنا قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، ومنطلق الرسالة، وهي البلد الذي يحكم شرع الله، فلا غرابة أن يكون التلاحم والترابط على صورة ليس لها مثيل.
وخادم الحرمين الشريفين أعطى الكثير لشعبه، وبذل غاية ما يستطيع، وكان صريحاً وواضحاً، يقول، ويعمل، ويتابع، ولذا ملأ حبه قلوب شعبه، وعاشوا معه رحلته لحظة بلحظة، يلهجون بالدعاء، ويظهرون المشاعر الصادقة، وليس ذلك خاصاً بفئة من المجتمع دون فئة، بل الجميع الكبار والصغار، المتعلمون والعوام، الكل يعبر عن فرحه وسروره وابتهاجه بسلامته، ويدعو الله أن يحفظه من بين يديه ومن خلفه، ولا زلت أذكر تلك المرأة العجوز التي اتصلت لتسأل عن شيء من أمر دينها ثم تختم مكالمتها بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين أن يعيده الله إلى بلاده سالماً غانماً، وتقول عبارة تدل على سلامة الفطرة، وعلى حبها لولي أمرها، وتذكر شيئاً من أسباب هذا الحب (نحمد الله ونشكره فنحن في بلد يحكم بشرع الله، ونأمن على أنفسنا وأموالنا، ونعبد الله بأمن وطمأنينة وسلام، والتقي الصالح مقرب محبوب لولي الأمر).
بهذه العبارات ختمت المرأة العجوز مكالمتها، وكانت ألفاظها بالعامية لكنني أكبرت فيها هذا الحب، وقلت في نفسي إننا في بلادنا بخير وإلى خير ما دام هذا الحب الصادق بين الشعب وولاة أمره.

فنحمد الله ونشكره على عودة خادم الحرمين الشريفين سليماً معافى، ونسأل الله بمنه وكرمه أن يتم عليه ثوب الصحة والعافية، وأن يوفقه لقيادة هذه البلاد بشرع الله، وأن يديم عليه وعلينا وعلى أبناء هذا الوطن نعمة الأمن والأمان والسلامة في ظل تحكيم شرع الله المطهر، وأن يزيد بلادنا عزاً ومجداً وتقدماً وتلاحماً وتماسكاً، وأن يحفظها من كيد الكائدين، وعبث العابثين، وعدوان المعتدين، وأن يرد كيد الأعداء إلى نحورهم.
كما نسأله سبحانه أن يتم نعمة الصحة والعافية على ولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، وأن يجعلهم سنداً وذخراً لهذه البلاد مع قائد نهضتها وراسم مسيرتها خادم الحرمين الشريفين.

وسيري يا بلادي وعانقي السماء مجداً وفخراً فأنت بتحكيم الإسلام جديرة بقيادة العالم، وكلما زاد تمسكك بشرع الله زاد عزك وفخرك (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله).
اللهم احفظ علينا ديننا، وأمننا، ورغد عيشنا، وزدنا وحدة وقوة وتماسكاً، وأمدنا بالصحة والعافية، واجمعنا بولاة أمرنا ووالدينا في جنات النعيم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

في: 20/3/1432هـ