(( قيادة حكيمة وشعب وفي)) بتاريخ 20-4-1432هـ

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م

لمست يا خادم الحرمين شغاف القلوب وربطت الناس بخالقهم فاستحقيت تأكيد وفائهم وولائهم وحبهم الصادق، لقد كنت موفقاً مسدداً في كلماتك وتوجيهاتك لقد جاءت كلماتك كالماء البارد على قلوب شعبك الوفي.
وشملت أوامرك السامية جميع فئات الشعب، لقد كنت حارساً أميناً لبلادك ومتابعاً لاحتياجاتهم، شملت أوامرك الأجهزة والدوائر الشرعية حيث كان لها النصيب الأكبر.
أكرمت العلماء وحفظت مكانتهم وأخرست ألسنة كانت تؤذيهم وتتعرض لهم.
لقد رأيت بعيون شعبك فجاءت تلك الأوامر مؤكدة ما قامت عليه هذه البلاد على يد المؤسس ـ يرحمه الله ـ لقد جاءت كلمات قائد المسيرة توضح المعاني الكاملة والأسس المتينة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة وقد بدأ خادم الحرمين كلماته الحانية بقوله (كم أنا فخور بكم والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم أقول ذلك ليشهد التاريخ وتكتب الأقلام وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمام لوحدة هذا الوطن وأنكم صقعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء وصلابة إرادتكم المؤمنة).

ثم بعد ذلك خاطب العلماء وأظهر مكانتهم وثباتهم في المواقف الحرجة وما كان له من دور بارز في الأحداث العصيبة وأكد حفظه الله على دور رجال الأمن البواسل حماة الوطن الساهرين على أمنه بكل فئاتهم وقطاعاتهم.

وحول هذه الكلمات الحانية وتلك الأوامر الكريمة السامية أقف بعض الوقفات فأقول:
أولاً: نحمد الله ونشكره على ما تتميز به بلادنا على سائر بلاد الدنيا من نعم عظيمة منها سلامة المعتقد وتحكيم الشرع وتوحيد الصف وقوة التلاحم بين الراعي والرعية وما تتمتع به هذه البلاد من أمن وارف وطمأنينة تامة ورغد عيش كل ذلك بفضل الله ثم بفضل التمسك بشرعه المطهر.
ثانياً: من لا يشكر الناس لا يشكر الله فنحن نثني بالشكر لقائد مسيرة هذه البلاد وباني نهضتها الوالد الحاني خادم الحرمين الشريفين على هذه المكارم العظيمة التي تدل على حرصه ـ يحفظه الله ـ على مصلحة بلاده وشعبه وتقديمها على كل شيء حيث شملت هذه المكارم جميع فئات الشعب واستفاد منها الكبير والصغير الرجل والمرأة الأحياء والأموات على حد سواء.
ثالثاً: هذه الأوامر جسدت عناية خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله وحفاظه وكذا الاهتمام ببيوت الله وجسدت حرصه على العلماء وإنزالهم منازلهم الرفيعة ومنع التعرض لهم بأي شكل من الأشكال لأنهم من يوجه المجتمع ويرسم له طريقه الصحيح وهم منارات الأرض والثابتون وقت الشدائد والأزمات يستضيء الناس بآرائهم ويرجعون إلى أقوالهم.

رابعاً: جسدت هذه الأوامر عناية ولاة الأمر بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأي مجتمع يعتني بهذه الشعيرة ويعلي مكانها سيتبوأ مكانه ويكون في مركز القيادة للبشرية جمعاء لأنهم أصحاب الخيرية وصدق الله العظيم [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ](آل عمران الآية110).
خامساً: جسدت هذه الأوامر حرص ولاة الأمر وعنايتهم بتلمس حاجات المواطنين وتوفير متطلباتهم الحياتية الضرورية وبالمقابل أكدت على محاربة الفساد والقضاء عليه ومحاسبة كل من تسول له نفسه الوقوع فيه بأي شكل من الأشكال.
سادساً: أظهرت هذه الأوامر ما يكنه هذا الشعب الوفي من حب ووفاء وولاء لقيادته الحكيمة وهذا ما لمسه الجميع من ارتفاع الدعوات الصادقة من الصغار والكبار لخادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية وطول العمر والسعادة في الدنيا والآخرة والتمكين والعز وإكمال مسيرة البناء المباركة لهذا الكيان الكبير.

سابعاً: مسك الختام لهذه الكلمة الأبوية الحانية تلك الألفاظ التي خرجت على سجينها ودون تكلف ـ لا تنسوني من دعائكم ـ لقد حل هذا القائد الموفق في سويداء قلوب شعبه فبادلوه الحب بالحب والوفاء بالوفاء وارتفعت الدعوات له مباشرة فهنيئاً له هذا التوفيق والتسديد.
ثامناً: يتأكد في حق الجميع أن يحدثوا شكراً عملياً على هذه النعم وذلك بالرجوع إلى الله والتمسك بشرعه وأداء ما أوجب الله وتجسيد تلاحم وتماسك هذا المجتمع وقطع الطريق على الأعداء الذين لا يريدون لنا خيراً.
حمى الله بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وحفظ الله ولاة أمرنا وزادهم من التوفيق والهدى وأتم علينا نعمة الأمن والأمان ورغد العيش وسيري يا بلادي بخطى ثابتة لتبلغي ذرى المجد فأنت مؤهلة لقيادة العالم كله بما حباك من مؤهلات كثيرة.
اللهم احفظ خادم الحرمين من كل سوء ومكروه اللهم أتم عليه نعمة الصحة والعافية وزده توفيقاً يا كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أ.د عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
أستاذ الدراسات العليا بجامعة القصيم