وما زالت أيدي الإرهاب تعبث بأمن بلادنا بتاريخ : 20 / 4 / 1437هـ

الخميس 13 ذو القعدة 1439هـ 26-7-2018م
إن بلادنا ـ حفظها الله ـ المملكة العربية السعودية ـ ما زالت تعاني من الأعداء الحاقدين والحاسدين لها، فقد أذهلهم تماسك الجميع بوحدة الكلمة واجتماع الصف، وطاعتهم لولاة أمورهم وعلمائهم والتفافهم حولهم، فاجتهدوا في محاربتها بشتى الصور، فتارة عن طريق نشر الأخبار الكاذبة، وتارة بفتح جبهات الحرب، وتارة بالقيام بعمليات إرهابية وتفجيرات وترويع الآمين، وسفك دماء المسلمين، واعتداء على الحرمات والممتلكات والمقدسات حتى وصل الأمر في آخره إلى تفجير بيوت الله جل وعلا، وقتل المصلين والآمنين .
وقد ظن من يقوم بتلك التفجيرات أنهم يستطيعون بث الذعر والخوف في بلادنا، وأنهم يستطيعون زرع الفرقة بين أبناء شعبنا، وأنهم يملكون إضعاف عزائمنا وإرادتنا؛ فهذه والله أمنية لن ينالوها أبدا ما دام أن هناك قيادة حكيمة تقود هذه البلاد، وأبناء وطن من خلفهم يؤازرونهم ويعينوهم ويطيعونهم في المعروف، ورجال أمن يقظون يضحون بأنفسهم في سبيل الله تعالى، ثم في حفظ هذه البلاد من الأيدي العابثة التي تريد بها الشر والفساد والخراب.
إن ما حدث من تفجير لمسجد الرضا في حي محاسن بمحافظة الأحساء أمس الجمعة أثناء وقت صلاة الجمعة من توجه شخصين إلى المسجد وعند اعتراضهما من جهة رجال الأمن بادر أحدهما بتفجير نفسه بمدخل المسجد، فيما تم تبادل إطلاق النار مع الآخر وإصابته والقبض عليه وبحوزته حزام ناسف، لهو حادث آثم وجريمة نكراء راح ضحيته أنفس بريئة، وإصابة عدد من المصلين، واعتداء على أماكن العبادة، وهذه الأعمال المشينة فيها هتك لحرمات الإسلام، وزعزعة أمن واستقرار تلك البلاد, وفيها أيضاً غدر وخيانة، وبغى وعدوان.
إن من يقوم بهذه الأعمال العظيمة يريد لهذه البلاد الغرق، والهلاك، وبث الفرقة بين أبناء الوطن، وهذا بفضل الله تعالى لن يحدث أبداً، فنحن أبناء الوطن الواحد نعيش في سفينة واحدة، ولنا قائد واحد، نطيعه بالمعروف، فلا يظن من يحاول إغراق هذه السفينة أن ينال مطلبه أبداً.
وهذا العابث القاتل لنفسه أمام بيت من بيوت الله آثم، وظالم لنفسه ولدينه، ولإخوانه المسلمين، وهو كغيره إما أن يكون ضحية من ضحايا الفكر الضال، أو أنه مستأجر من جهة خبيثة تريد العبث بأمن بلادنا.
ولا زالت دولتنا ـ حرسها الله ــ تقوم بجهود جبارة في تتبع هؤلاء المجرمين والإرهابيين، والقبض عليهم ومحاكمتهم، ومحاربتهم في كل شبر من أرض هذه البلاد.
وينبغي أن يعلم الجميع أن القضاء على هذا الفكر الضال، يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون والقيام بالواجب كل حسب استطاعته، وهذا من التعاون على البر والتقوى.
وما قام به رجال أمننا البواسل من إلقاء القبض على أحد الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء على مسجد الرضا، إنما هو دفاع عن الدين والبلاد والعباد، لأنهم بفضل الله تعالى هم صمام الأمان بعد الله في التصدي لكل عدو متربص من الداخل والخارج، وما يقومون به هو مما أوجبه الله عليهم لحفظ أمن المجتمع وسلامته من كل مجرم وظالم.
أسأل الله جل وعلا أن يبارك في قيادتنا ورجال أمننا وأن يحفظهم في أهليهم وذرياتهم ومن بين أيديهم ومن خلفهم، وأن يقوي عزائمهم وإيمانهم، وأن يجعل عملهم خالصاً لوجهه إنه جواد كريم. وأسأله تعالى أن يحفظ بلادنا من شر الأشرار، ومكر الفجار، وأن يديم علينا نعمة الأمن، والإيمان، والاستقرار ووحدة الصف إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.