حملة خَادِم الْحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن وَسُمُو وليّ عَهْدِهِ لإِغَاثَةِ فلسْطِين. بتاريخ 22/ 4/ 1445هـ
إنَّ بِلادَنَا -الممْلَكَةَ الْعَرَبِيَّةَ السُّعُوديَّةَ- تُسَطِّرُ كُلَّ يَوْمٍ مَوَاقِفَ إِنْسَانِيَّةً، ومُبَادَرَاتٍ تَاريخِيَّةً تِجَاهَ إِخْوَانِنَا المسلمينَ في شَتَّى بِقَاعِ الأرْضِ؛ لِتُقَدِّمَ للعَالَمِ صُورَةً حَقِيقِيّةً وأنموذجًا واقعيًا للتَّكاتُفِ والتَّعَاضُدِ، والتَّآلفِ والتَّآخِي بينَ المسلمينَ الَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ ربُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات: [10].
وهذه الإخُوَّةُ تَسْتَوْجِبُ حُقُوقًا وَوَاجِباتٍ للمُؤْمِنِ عَلَى أَخِيهِ: مِنْهُا: نُصْرَتُهُ في مَوَاطِنِ الضعفِ والظُّلْمِ، ومُوَاسَاتُهُ بالمالِ، ودَعْمُهُ بِالْقَوْلِ، وتَأْيِيدُهُ بِالدُّعَاءِ، قَالَ ﷺ: (مَا مَنْ امْرئٍ يَخُذُلُ امْرِءًا مُسْلِمًا في مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلا خَذَلَهُ اللهُ تَعَالَى فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَته، وَمَا مِنْ أَحَدٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا في مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إلا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ) أخرجه أحمد (16415) وأبو داود (4884) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (5690).
ومن هذا المنطلق فإنَّ المملكةَ العربيَّةَ السُّعُودِيَّةَ تُتَابِعُ عن كَثب مَا يَحْدُثُ للأَشِقَّاءِ في فلسطين وما يَتَعَرَّضُونَ له من مجَازِرَ وَنَكَبَاتٍ وَجَرَائِمَ وَوَيْلاتٍ عَلَى أَيْدِي الْيَهُودِ وَمَنْ عَاوَنَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالشَّرِّ.
وانْطِلاقًا مِنْ دورِ بِلادِنَا تِجَاهَ المسْلِمِينَ في شَتَّى بِقَاعِ الأَرْضِ وَتَلْبِيَةً لِنِدَاءِ أَشِقَّائِنَا في فلسطين واستكمالًا لدورِ المملكةِ التَّارِيخِيِّ تِجَاهَ شعبِ فلسطين وَسَبْقِهَا فِي مَجَالِ الْإِغَاثَةِ لِجَمِيعِ أَشِقَّائِهَا فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، فَقَدْ بَادَرَ خَادِمُ الحرمينِ الشَّرِيفَيْنِ الملكُ سَلْمَانُ بنُ عبدِالْعَزِيزِ آَلَ سُعُود وَوَلِيُّ عَهْدِهِ الْأَمِينُ الْأَمِيرُ مُحَمَّدُ بنُ سَلْمَانَ بِمَدِّ يَدِ الْعَوْنِ والدَّعْمِ لِلْأَشِقَّاءِ فِي فلسطين وَتَقْدِيمِ الْمُسَاعَدَاتِ الْمَادِّيَّةِ وَتَدْشِينِ الْمُبَادَرَاتِ وَفَتْحِ بَابِ التَّبَرُّعَاتِ عَبْرَ مِنَصَّةِ سَاهِم الرَّسْمِيَّةِ، بَلْ تَبَرَّعُوا مِنْ مَالِهِم الْخَاص للأَشِقَّاءِ في فلسطين، وهَذِهِ الْمُبَادَرَةُ تَجْسِيدٌ لِصُورَةِ الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ فِي التَّكَافُلِ والتَّرَابُطِ واسْتِكْمَالٌ لِدَوْرِ الْمَمْلَكَةِ فِي مُسَانَدَةِ الأَشِقَّاءِ وَإِغَاثَتِهِمْ وَدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُم.
فَبَادِرُوا بِمَدِّ يَدِ الْعَوْنِ لإخْوَانِكُم، وتَضْمِيدِ جِرَاحِهِمْ، وَكُونوًا عَوْنًا لَهُمْ عَلَى عَدُوّهم قالَ ﷺ: (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ) أخرجه البخاري (481).
وإنِّي أَشُدُّ عَلَى يد إِخْوَانِي وَأَخَوَاتِي، وَأَخُصُّ أرْبَابَ الأموال والموسرين أنْ يُبَادِرُوا بِمَدِّ يد الْعَوْن لإِخْوَانِهِمْ، والمشاركةِ في هذهِ المبادرةِ الطَّيِّبَةِ، وَأَبْشِرُوا بِالأَجْرِ، وَأَيْقِنُوا بِالْخلفِ، قال تعالى: (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) الحديد: [18].
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْزِيَ وُلاة أَمْرِنَا خَيْرَ الْجَزَاءِ عَلَى مَا يُقَدِّمُونَ للإِسْلامِ وَالمسْلِمِينَ في كل زمانٍ ومكانٍ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ إِخْوَانَنَا المستضعفينَ في فلسطِين بِحِفْظِكَ، وَاكْلأْهُمْ بِرِعَايَتِك، وَاحْرُسْهُم بِعَيْنِك الَّتِي لا تَنَامُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَهُمْ، وَاجْبُرْ كَسْرَهُمْ، وَدَاوِي جَرْحَاهُمْ، وَاغْفِرْ لِمَوْتَاهُمْ. وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
مواضيع ذات صلة
-
خطبة بعنوان: (حفظ العرض وضرورته لسلامة المجتمع) 30-3-14....
الأحد 5 جمادى الآخرة 1440هـ 10-2-2019م قراءة -
ما صحة هذا الحديث؟....
الثلاثاء 28 جمادى الآخرة 1440هـ 5-3-2019م قراءة -
خطبة بعنوان: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) بت....
الثلاثاء 7 جمادى الآخرة 1440هـ 12-2-2019م قراءة -
ما حكم الدعاء بعد رمي جمرة العقبة؟....
الثلاثاء 28 جمادى الآخرة 1440هـ 5-3-2019م قراءة -
خطبة بعنوان: (التأثيرات الجانبية على الشباب).....
الأثنين 6 جمادى الآخرة 1440هـ 11-2-2019م قراءة -
خطبة بعنوان (توجيهات هامة مع بداية الدراسة) بتاريخ 10-1....
السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م قراءة