خطبة بعنوان (السفر -وصايا وآداب-) بتاريخ 14-6-1428هـ.
الخطبة الأولى :
الحمد لله مفرج الكروب، ومذهب الهموم والغموم، وشارح الصدور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المستحق للحمد على آلائه ونعمه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كان شاكراً لربه، معترفاً له بجميل فضله، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم مبعثه، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله:[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ](الحشر:17، 18).
عباد الله: لقد خلقنا في هذه الدنيا لعبادة الله تعالى، وما هذه النعم التي نتقلب فيها إلا لنتقوى بها على طاعته، ونتقرب بها إلى مرضاته، والسفر في الدنيا كما هو معروف بين الناس يحتاج إلى زاد كي يوصل العبد إلى مبتغاه من أنسه وراحته، والتمتع بما تهواه نفسه من المباحات، والسفر إلى الآخرة يحتاج إلى زاد من التقوى يبلغ به العبد إلى جنة الله ورضوانه، ففرق بين السفرين، وفرق بين النتيجتين، وقد سُئل بعض السلف متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: في أول قدم يضعها في الجنة.
عباد الله: لقد بدأت الإجازة الصيفية وتباينت الآراء في كيفية قضائها، وتزجية الفراغ فيها، وكيفية الاستفادة من وقتها، والناس يختلفون في هذا الاتجاه اختلافات شتى،
فمنهم من يفكر في السفر إلى دول خارجية للتمتع ـ كما يظنون ـ بالمناظر الخلابة، والتقدم العلمي والحضاري لهذه الدول، مع السعي خلف الشهوات والملذات التي يتمناها من سفره إلى هذه البلاد، وهناك ما يَحْرُم شرعاً يُبَاحُ عَلناً، وما تَنفر منه الأخلاق السوية المسلمة يجدونه مبذولاً في الشوارع العامة، في تلك الأسفار تهدر الكرامة، وتضيع حدود الله جل وعلا، ويتشرب الأبناء الأوضار والنجاسات التي يعدونها حرية وتقدما وهي والله انحدار مقيت نحو الهاوية، وإنه من العجب الذي يحار منه العقلاء كيف يفر أولئك الناس نحو الهلكة بعد أن أُكرموا بالعيش بين جنبات المجتمع المسلم، ولكنه الهوى والتخلي عن المسئولية، وإضاعة الأمانة المعلقة في أعناقهم، والتي منها هؤلاء الأبناء والبنات، يقول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(رواه البخاري).
ومنهم من يفكر في السفر إلى داخل المملكة ومدنها، ليتمتع بصحبة أهله وأولاده ويقوموا بزيارة مصايف بلدهم ومشاهدة ما وصلت إليه من التقدم الصناعي والزراعي، والتمتع بزيارة البيت العتيق لأداء العمرة والصلاة فيه، وزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه والسلام على رسول الله ، والذهاب إلى البرِّ للنظر في ملكوت الله، والتمتع بالجو الطيب لبلادنا، الصافي من المعكرات التي تضره، وهؤلاء أفضل حالاً من الصنف الأول.
وهكذا تختلف الهمم والنيات، وتختلف الآراء والاقتراحات، ويتوجه كل فريق إلى جهته التي يريدها، ويتزود كل من الفريقين بما يريد، ، فهذا سفر محرم، وهذا سفر مباح ويكون طاعة إذا كان لعبادة، هذا سفر يحمل أصحابه الأوزار والآثام، وهذا سفر يحمل أصحابه الأجر والمثوبة.
إن الوقت لا يقدر بمال البتة، أنفاس لا تعود، ولحظات لا ترجع، وإضاعتها في السفر العابث غبن ظاهر ومحق بيّن، ومن أراد ترويحاً ففيما أباح الله غنى عما حرم الله، قال تعالى:[فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ](النور).
عباد الله: بعد انتهاء العام الدراسي المليء بالأعمال والواجبات، تحتاج النفس إلى شيء من الراحة والاستجمام، لتعود بعدها لمواصلة العمل والجد والمثابرة بهمة عالية، ونفس مقبلة، وقد راعى ديننا الحنيف هذه الفطرة، فأباح للإنسان أن يعمل المباح ليرفه عن نفسه، ويذهب عنها الملل والسآمة، وقد راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الجانب حتى في مواعظه وخطبه، فكان يتجنب أن يصيبهم بالسآمة والملل، فقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة)، وغالب الناس يتخذون وسيلة مباحة في أصلها ليرفهوا عن أنفسهم، ونحن بحاجة لمعرفة آدابها وأحكامها، وهذه الوسيلة هي السفر طلباً للراحة والنزهة وزيارة الأقارب ونحو ذلك.
عباد الله: إن مما يكمل فرحة المسلم، ويكون سبباً في سعادته في الدنيا والآخرة أن يحرص على معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره، ومعرفة ما يحل وما يحرم، ومعرفة الآداب والأحكام التي تقربه من ربه الرحيم العلام،
ونوجز هذه الآداب والوصايا بما يلي:
أولاً: الحرص على صلاح النية، وان ينوي بسفره القرب والطاعات، وإن مما يحرص عليه المسلم النية الصالحة في بعض أسفاره، كأن يشد الرحال إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي طلباً للأجر ، وكذلك ينوي بسفره تنشيط نفسه وإبعاد الملل عنها حتى تعود للعمل الصالح والعلم والخير وأداء حقوق الغير بهمة عالية، فإن المباحات إذا نوى بها التقوي على العبادات انقلبت هذه المباحات والعادات إلى عبادات يؤجر عليها المسلم.، والعكس صحيح إذا نوى الإنسان بسفره الوقوع في المعاصي فهو محاسب على ذلك، والله تعالى يعلم ذلك من نفسه، وهو مجازيه عما في صدره إذا وقع فيما حرم الله، وصدق الله تعالى إذ يقول:[يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ](غافر:19).
ثانياً: الحرص على اتباع السنة في السفر بأن يبدأ سفره بالاستخارة، ثم بكتابة وصيته، وسداد دينه، وتبرئة ذمته من حقوق الناس، ورد الودائع التي عنده، وأن يعد النفقة التي تلزم من يجب عليه الإنفاق عليه مدة غيابه، وأن يتزود لرحلته من مال حلال طيب كي يكون سفره محاطاً بعناية ربه.
ثالثاً: يستحب للمسافر أيضاً أن يودع أهله وقرابته وإخوانه كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه.
رابعاً: استحباب السفر يوم الخميس كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل.
خامساً: أن يتخير الرفقة في سفره، والأولى له أن يكون في صحبة أهله وأولاده حيث أصبحت هذه السفريات من لوازم الراحة وإضفاء السعادة على الأسرة
سادساً: الحرص على دعاء السفر عند ركوب الدابة التي يسافر عليها سواء كانت سيارة، أو طائرة، أو سفينة، أو غير ذلك، وذكر الله على كل حال.
سابعاً: يكبر عند صعود كل مكان مرتفع، ويسبح عند هبوطه إلى مكان منخفض.
ثامناً: الحرص على إقامة الصلاة في وقتها، وعدم تأخيرها إلا من أجل الجمع بين الصلاتين، كأن يصلي الظهر والعصر جمع تأخير في وقت العصر، أو يصلي المغرب والعشاء جمع تأخير في وقت العشاء، فللمسافر ذلك، وله جمع التقديم بحسب ما يتيسر له أدائها.
تاسعاً: الحرص على أداء السنن المؤكدة التي كان صلى الله عليه وسلم يحرص عليها، مثل الوتر، وركعتا سنة الفجر حتى ولو صلاها على ظهر دابته، ولو في غير اتجاه القبلة.
عاشراً: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ويحرم عليها الخروج من بيتها إلا مع محارمها حتى لو كان سفرها مع نساء، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] (التحريم). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أحل لنا ما ارتضاه، وحرم علينا ما أبغضه، والصلاة والسلام على خير خلقه الذي كان شاكراً لأنعم ربه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين، وبعد:
فاعلموا يا عباد الله: أن السفر قطعة من العذاب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله)(رواه البخاري ومسلم).
ولذا فلا ينبغي للإنسان أن يطيل سفره بعيداً عن أهله وذويه إلا لضرورة كطلب علم، أو لتجارة، أو غير ذلك مما هو مباح له.
وعلى المرء أن يجتنب ما حرمه الله تعالى عليه، فبعض الناس يستغل نعم الله ليستمع للمحرمات أو يشاهدها وهو على سفر، ومنهم من يشرب الدخان، ومنهم من يحمل بين يديه بعض المخدارت أو الآلات التي فيها معصية لله كالناي، والعود وغير ذلك التي حرمتها الشريعة الغراء، ألا يعلم هذا العبد أنه مسافر إلى الله في أي وقت، ألا يعلم أن كل ما يقوله ويعمله مكتوب عليه [مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ](ق:18)، ألا يعلم أن ربه مجازيه ومحاسبه، وناظر إلى عمله، فإن أحسن أثيب وأجر، وإن عصى أدب وعذب، فليتخير العبد الطريق الذي يوصله إلى مرضات ربه، وليعلم أن الدنيا دار فناء، وأن الآخرة هي دار البقاء، وصدق الله تعالى:[فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى](النازعات:37ـ41).
عباد الله: وإن مما ينبغي مراعاته خلال السفر الحرص على المحارم من النساء، فالبعض ــ هداهم الله ــ يسافرون إلى أماكن العبادة كالبيت الحرام والمسجد النبوي، فيترك نسائه أو بعضهن في البيت وحدهن، ويذهب إلى المسجد ويجلس فيه ربما طوال النهار، أو طوال الليل يتعبد بين يدي ربه وقد تركهن يعبثن بالخروج إلى الأسواق ومزاحمة الرجال، والوقوع فيما حرم الله، وكم من مصيبة وقعت، وكم من ذنب ارتكب، وكم من مصيبة اهتزت لها القلوب بسبب تفريط بعض الآباء في ذلك، فلابد من الانتباه.
ووصيتي لكل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحافظ على بناتها عند سفرهن معها، وعند خروجهن لأماكن العبادة أو لشراء أغراض من الأسواق، لأن هناك من الذئاب البشرية من ينتظرون غفلة الآباء والأمهات ليوقعوا هؤلاء البنات في حبائلهم.
وأحذر الآباء والأمهات من ترك الأولاد أو البنات ومعهن الجوالات يلعبون بها فيشاهدون المقاطع الفاسدة، ويستمعون إلى الأغاني الماجنة التي تُلقى بين أيديهم حتى في أطهر البقاع على ظهر الأرض.
ووصيتي للآباء عند سفرهم بأهليهم ألا ينغصوا عليهم هذا السفر بتعكير صفوه بالسباب واللعان والشتم والتوبيخ، بل عليهم أن يوجهوا وينصحوا ويرشدوا إلى الخير مع ضبط النفس وعدم الغضب، فالغضب جمرة من النار يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم كي يوقعه فيما حرمه الله.
وليحرصوا على التوسعة على أهليهم في سفرهم بحيث يدخلوا عليهم السرور والسعادة، وليحتسبوا ما ينفقونه فإنهم مأجورون عليه، وليحرصوا على عدم الإسراف لقول الله تعالى:[ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً](الفرقان:67).
واعلموا رحمكم الله أن التمتع بما أحل الله من المأكولات والمشروبات وغيرها بدون إسراف أو مخيلة لا حرج فيه، وكذلك شراء ما يحتاجه الأهل حال سفرهم من الملابس والأغراض، وشراء هدايا للأقارب والمعارف لإدخال السرور عليهم، وخاصة الوالدين، وهذا بحسب حال المسافر وظروفه المادية.
وعلى الجميع التفكر في مخلوقات الله تعالى وذلك من خلال النظر إلى سعة الأرض واستوائها، وارتفاع الجبال وعظمتها، والنظر إلى السماء وعلوها وما فيها من النجوم والكواكب، والنظر إلى الدواب من حولنا، قال تعالى:[ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ](الغاشية:17، 21)، فكل هذه المخلوقات جعلها الله للاعتبار والتفكر كي يزداد العبد إيماناً بخالقه ومولاه، ويعلم ضعفه وأنه محتاج إلى فضله، وليقوم بحقه الواجب عليه.
عباد الله: إن في السفر مواقفَ وآياتٍ وعظاتٍ، يتعلم منها المؤمن أن السفر الدنيوي قصير مهما طال، وأنه يحتاج إلى زاد من راحلة ومال، وأن نهايته الترفيه عن النفس والأهل والأولاد، ولكن لا يغفل الجميع عن السفر إلى دار القرار، ونهاية المآل، فهذا السفر يحتاج منا إلى زاد عظيم، وعمل صالح كثير، ويحتاج إلى صلاح القلوب، وتعلقها بالرب المعبود بمحبته وطاعته، مستعيناً به في كل أموره وشؤونه، متوكلاً عليه في جميع أحواله، فالدنيا سفرها قصير، والآخرة سفرها طويل، والدنيا همها وغمها وكربها قليل، والآخرة همها وغمها وكربها شديد وكثير، الدنيا محل فناء، والآخرة دار بقاء، فلينظر المسافر العاقل إلى النهاية التي يريدها، فالجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، ولكل منهما أهلون، فليتخير العبد الطريق الذي يوصله إلى هدفه، وليعمل بقدر استطاعته على ما يكون فيه نهايته إما سعادة أبدية، وإما تعاسة سرمدية، [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً](الفرقان:27ـ 29)، ويوم يفرح المؤمن بفضل الله فيقول [الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ](الأعراف:43)، يوم يُحشر المتقون إلى الرحمن وفدا، ويُساق المجرمون إلى جهنم وردا، يوم الحسرة لمن فرط وضيع، ويوم الفرحة لمن حفظ وقدم، فليحرص كل منا على السفر الذي يوصله إلى الجنة، وليحذر من السفر الذي يوصله إلى النار وبئس القرار.
وإني أحذر شبابنا خاصة وغيرهم من الناس عامة من السفر إلى أماكن المعاصي والمنكرات، فشؤمُها يعود عليهم أولاً بالابتلاء بالأمراض الخبيثة والمعدية، وثانياً بالحسرة والندامة يوم العرض على الله، فيندمون ويتحسرون بعد فوات الأوان، وعليهم بالابتعاد عن رفقة السوء فكل قرين بالمقارن يقتدي، وصدق الله تعالى إذ يقول:[ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ](الزخرف:67).
أسأل الله بمنه وكرمه أن ييسر لمن أراد سفر الطاعة أمورهم، وأن يحفظهم من كل سوء ومكروه، وأن يهدي من أراد السفر إلى معصية ربه، وأن يردهم إلى الصواب والخير قبل انقضاء أجلهم، كما أسأله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمرنا وعلمائنا وأولادنا، وأن يبصر المسلمين بأمر دينهم، وأن يحفظ أمة الإسلام من كل بلاء.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب) الجمعة: 14-6-1428هـ