خطبة بعنوان (أهمية الصلاة) بتاريخ 28-1-1428هـ.

السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ].

عباد الله:
خلق الله الخلق لعبادته، [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ](الذاريات:25)، ولم يخلقهم عبثاً ولا سدى، [أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ](المؤمنون:115)، فأطاعه من كتب الله له السعادة فنال الرضا من رب العالمين، وفاز بالجنان والنعيم المقيم، وعصاه من حرم سعادة الدنيا والآخرة فباء بغضب العزيز العليم، وتقلب في نار عذابها أليم.

وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة عبد موقن بها ويرجو ثوابها يوم لقاء الرب الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أكمل الله به الدين وكان نعم القدوة للعالمين، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا،

أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن العبادة حق الله على العبيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأل معاذاً رضي الله عنه: ( هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله؟)، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا،وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به)(متفق عليه).

وأعظم العبادات بعد توحيد الله هي الصلاة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الإسلام، وهي الفرق بين المسلم والكافر، وهي علامة الإيمان، وقرة العيون وراحة الأبدان، وهي الصلة بين العبد وربه، وزادٌ يعين النفس على التزام الطاعات والبعد عن المحرمات، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم يلقى الله، وهي أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يفقه أحكامها درساً وتطبيقاً لعظم قدرها وسمو مكانتها في الإسلام، ولقد مدح الله بها عباده المخلصين من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من الصالحين بقوله [قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ](المؤمنون:1، 2).

والصلاة صورة من الصور التي يقوم بها الإنسان لعبادة خالقه، ومنزلتها من الإسلام منزلة الرأس من الجسد، قال صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد)(رواه الطبراني في الأوسط).

ولقد اختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 7892)،وحُببت إليه محبة عظيمة،وكانت قُرة عينه الدائمة،قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت قرة عيني في الصلاة)(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم3291)، وكيف لا يكون ذلك وقد كان يقوم من الليل في صلاته حتى تتفطر قدماه تقرباً إلى مولاه وشكراً له على آلائه ونعمه، فَيُسأل عن ذلك فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً)(متفق عليه).

والصلاة عبادة تُحقِّق دوام ذكر الله، [وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي](طه:14)، ودوام الاتصال به [وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ](البقرة:186)، تُمثِّل تمام الطاعةِ والاستسلامِ لله، والتجردِ له وحده بلا شريك، تُربي النفس وتُهذِّبُ الروح وتنيرُ القلب، بما تغرس فيه من جلال الله وعظمته، وتُحلِّى المرء وتُجمِّلهُ بمكارم الأخلاق.

فرضها الله على المسلمين للثناء عليه بما يستحقه، وليذكِّرَهم بأوامره، وليستعينوا بها على تخفيف ما يلقونه من أنواع المشقة والبلاء في الحياة الدنيا [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ](البقرة:153).

فيها يقف العبد بين يدي ربه في خشوع وخضوع، مستشعراً بقلبه عظمة المعبود، مع الحب والخوف من جمال وجلال المعبود، طامعاً فيما عنده من الخير، وراغباً في كشف الضر، وجلاً من عقابه الشديد.

عباد الله:
الصلاة فضلها عظيم، وثوابها جزيل لمن أخلص في القيام بحقوقها، قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات)(رواه مسلم)، وقال أيضاً(أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟)، قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)(متفق عليه).

والسعي إلى الصلاة والخروج لها فضله عظيم قال صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح)(متفق عليه)، وقال أيضاً(ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟)، قالوا : بلى يارسول الله، قال: (إسباغ الوضوء على المكاره،وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط)(رواه مسلم)، والمتعلق بها المنتظر للصلاة يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر منهم (ورجل قلبه معلق بالمساجد) لحبه لربه، وحبه للصلاة، فأي فضل من الله على عباده من أجل هذه العبادة العظيمة الجليلة الشأن، فلك الحمد ربنا على منّك وكرمك.

عباد الله:
والصلاة لا تسقط بحال من الأحوال عن المسلم ما دام أن عقله معه، وله أن يصلي حسب استطاعته، ولذا أوجبها الله في أشد حالات الخوف، قال تعالى:[ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمْ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ](النساء:102).

وتجب الصلاة جماعة في المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم: ( خمس صلوات كتبهن الله على العباد فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم3243)، ولما جاءه رجل أعمى قال له: يا رسول الله: ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال له: (هل تسمع النداء بالصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب)(رواه مسلم)، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر)(صححه الألباني في صحيح الجامع رقم 6300)، فما بال أقوام من المسلمين فرطوا في صلاة الجماعة، من أجل ماذا؟ من أجل دنيا حقيرة زائلة لا تدوم، متاعها قليل ونكدها كثير، تأخذ من العبد أكثر مما تعطي له، تخدعه ببهرجها وزينتها لتلقي به في نار جهنم والعياذ بالله.

والمساجد هي التي يجتمع فيها عباد الله الصالحون يصلون، ويقرأون القرآن، ويتعلمون العلم، قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)(رواه مسلم وأبو داود وغيرهما).

والمساجد أحب البقاع إلى الله، وهي بيوت الله في الأرض، قال تعالى[فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ](النور:36ـ38).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم نفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أكرمنا بطاعته, وأفاض علينا بجزيل نعمه وعطائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الصلاة من أوجب الواجبات على المسلمين، ولقد كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته قوله: (الصلاة، الصلاة؛ وما ملكت أيمانكم)(رواه أحمد، وصححه الألباني في الإرواء 7/238).
والناظر في أحوال الناس اليوم يجد تهاوناً واضحاً في صلاة الجماعة، حتى أننا نجد القلة القليلة من المسلمين في البلاد الإسلامية الذين يحافظون على الصلاة وخاصة صلاة الفجر، التي ذكرها الله تعالى في كتابه عن سائر الصلوات بقوله:[ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً](الإسراء:78)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون)(متفق عليه)، فهي التي تحفظ العبد في يومه لقوله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله..)(رواه مسلم)، وهي صلاة المجاهدة للنفس على طلب المعالي وترك الركون للدنيا وزينتها، وهي بركة على العبد في يومه كله.

عباد الله :
لقد كثرت الأسئلة من النساء خاصة حول ترك بعض الأزواج للصلاة، وهذا ينم عن ضعف الإيمان في القلب، وقلة الخشية من الربّ جل وعلا، وبعض الأئمة يشكون من تخلف الكثيرين، ألا يخشى هؤلاء أن يصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)( رواه أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي وقال:حديث حسن صحيح، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وقال:صحيح) فما بال البعض من الناس انصرفوا عن حق الله وبحثوا عن حقوق أنفسهم، ألا ترون أنا نخرج لطلب الاستسقاء من أجل نزول المطر فنهرع إلى الصلاة، ونخاف إذا لم ينزل المطر، فمن الذي ينزل المطر غير الله، وكيف يمنّ علينا بالسقيا ونحن نفرط في جنبه، قال تعالى:[ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ](الماعون:4، 5).

عباد الله:
ومن ظواهر تضييع الصلاة أن نرى بعضاً من أولياء الأمور لا يهتم بإحضار أولاده للصلاة وخاصة صلاة الفجر، وربما يتركهم نائمين حتى تطلع الشمس، وربما يترك زوجته وبناته نائمين ولا يوقظهم للصلاة، ألا يذكر هذا المسلم أن الله تعالى خاطبه بقوله:[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] (التحريم:6)، ألم يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..)(رواه مسلم).

عباد الله:
إذا استمر بنا الحال على تضيع أوامر الله فسوف نرى أثر ذلك في أنفسنا وأولادنا وحياتنا وأرزاقنا وفي كل شيء، ألم تسمعوا قول الله تعالى:[ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] (الشورى:30).

عباد الله:
ولعل تضييع الصلاة في وقتنا الحاضر له أسباب كثيرة منها:

* ذهاب الخشية من الله، [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ](فاطر:28).
* فساد القلوب، [ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً](البقرة:74)
* كثرة الذنوب والمعاصي من الغيبة والنميمة، والكذب، وأكل المال الحرام.
* التعلق بالدنيا والاغترار بها.[لا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ](لقمان:33).
* طول السهر، وتضييع الأوقات في غير طاعة الله وذكره [وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ](الحشر:19).
* إتعاب البدن بالأعمال الكثيرة والشاقة.

فعلينا عباد الله بالتوبة النصوح إلى الله من هذا الذنب العظيم ولا نكون ممن قال الله فيهم [فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً](طه:59، 60)، وعلينا بالمحافظة على صلاة الجماعة في بيوت الله، وأن نأخذ بأيدي أولادنا وأهلينا لما فيه رضا الله تعالى، فالدنيا أيامها قليلة، وأحزانها كثيرة، والراحة والسعادة في الفوز برضا الرحمن ودخول الجنان.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيننا وإياكم على طاعته، وأن يمن علينا بعفوه ومغفرته.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب )
أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
28-1-1428هـ