خطبة بعنوان:(مرض الغفلة والإعراض) بتاريخ 15-5-1428هـ.

السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م

 

الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته، وأفاض عليهم بنعمه وآلائه، وامتن عليهم ببعثة نبيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي خلق الموت والحياة ليبلوا العباد أيهم أحسن عملا، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي كان لا يفتر عن طاعة ربه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم مبعثه، أما بعد:فاتقوا الله عباد الله:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ](الحشر:18).

عباد الله: اعلموا أن العمر قصير، والحياة مهما طالت فهي إلى زوال، وأن متاع الحياة الدنيا قليل، فكم ممن كانوا معنا يأكلون ويشربون ويتمتعون ويتلذذون رحلوا إلى دار البقاء، وحملوا معهم ما قدموا من الحسنات والسيئات، فلم يجد الواحد منهم حسنة زائدة، أو وضع عنه سيئة مهلكة، فهذا حال من رحلوا، فما بالنا لو نظرنا إلى حالنا مع الدار الآخرة لوجدنا أنفسنا في غفلة كبيرة، وبعد عظيم عنها، نُصْرَفُ كل يوم عن الدنيا ونحن متعلقون بها، وأما الآخرة وهي دار البقاء والخلود فنحن زاهدون فيها أشد الزهد، وعلى الرغم من علمنا بأن وعد الله حق، وأن الموت حق، وأن الساعة حق، وأننا مبعوثون إلى ميقات يوم معلوم، وأننا موقوفون بين يدي علام الغيوب وسيسألنا عن كل صغيرة وكبيرة، وعن كل نقير وقطمير إلا أننا لا نجد الكثيرين يتزودون لدار المقام بجوار الكريم المنان.

يقول الله تعالى في كتابه العزيز:[ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ..] (الأنبياء:1ـ3)، ما أعظم هذه الآيات لو تدبرها العباد، وعلم بحقيقتها أولوا الألباب، وتيقنوا أنها سارية عليهم إلى يوم الحسرة والتناد.

عباد الله:
أذكركم ونفسي، وما يتذكر إلا من ينيب، أن من غفل عن نفسه تصرَّمت أوقاته، واشتدت عليه حسراته، فلابد من وقفة صادقة مع النفس في محاسبة جادة، ومساءلة دقيقة، فوالله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتجزون بما كنتم تعملون، [وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ](ق:21ـ22).

أفلا معتبر بما طوت الأيام من صحائف الماضين، وقلبت الليالي من سجلات السابقين؟ وما أذهبت المنايا من أماني المسرفين؟ كل نفس من أنفاس العمر معدودة، وإضاعة هذا ليس بعده خسارة في الوجود [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً](آل عمران:30).

فها هو الموت يتخطف الأرواح من أجسادها، ففي أي مكان تلقى مصيرها، نائمة مستيقظة، لاهية أو عابدة، [فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ](الأعراف:34).

ها هو ابن آدم يصبح سليماً معافى في صحته وحُلته، ثم يُمسي بين أطباق الثرى قد حيل بينه وبين أحبابه وخلانه، فويل للغافلين المغترين بحلم الله، يأمنون الدنيا وهي غرارة، ويثقون بها وهي مكارة، ويركنون إليها وهي غدارة، [وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ](آل عمران:20)، فارقهم ما يحبون، ورأوا ما يكرهون، وحيل بينهم وبين ما يشتهون، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، فما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون [إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ](يونس:7، 8).

عباد الله:
إن الدنيا تتقلب بأهلها، فلا تبقي أحداً على حال، العيش فيها مذموم، والسرور فيها لا يدوم، فلا يعرف حقيقة الدنيا إلا المحاسب لنفسه، المبادر إلى رضا ربه، فمن صفَّى صُفِّي له، ومن كدَّرَ كُدِّر عليه، ومن أحسن في ليله كُوفىء في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفىء في ليله، ومن سره أن تدوم عافيته فليتق الله ربه، فالبرُّ لا يبلى، والإثمُ لا يُنْسى، والدَّيَّان لا يموت، وكما تدين تدان، فإذا رأى أحدنا تكديراً في عيشه، واضطراباً في شأنه فليتذكر زلة قد ارتكبت، أو نعمة من الله ما شكرت.

يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: من عرف أنه عبد لله وراجع إليه فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد لكل سؤال جواباً. قيل: يرحمك الله فما الحيلة؟ قال: الأمر يسير، تُحسن فيما بقي يُغفرْ لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي أُخِذتَ بما مَضى وما بَقي.

فأين أصحاب الغفلة من أيامهم التي تمضي؟ وأعمارهم التي تفوت، وأبدانهم التي تبلى، فكل صغير يكبر، وكل كبير يموت، وكل أول له آخر، فالحياة كلها لحظات، قال تعالى[قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ](المؤمنون:112ـ115).

عباد الله:
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)(متفق عليه)، ويقول أيضاً: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه)(رواه أحمد). ويقول الحسن رحمه الله: (داوِ قلبك؛ فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم، ولن تحب الله حتى تحب طاعته).

نعم يا عباد الله إن القلب إذا صلح أحب ربه، وبادر إلى طاعته، وسارع إلى ما يرضيه، سعادته فيما يقربه إليه، وحزنه فيما يبعده عنه، لا يهنأ إلا بمناجاته وشكره، السعادة عنده هي الحصول على بغيته، وبغيته هي الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين [تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً](مريم:63). لا إله إلا الله؛ نعم يا عباد الله القلب مدار الخير والشر فيه، فمن عرف قلبه عرف ربه، وكم من جاهل بقلبه ونفسه معرض عن لقاء ربه يتقلب في الهفوات والغفلات حتى يلقى الله وهو متحسر على ما فرط في جنب الله [أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ](الزمر:56).

عباد الله:
إن الغفلة داء عضال، ومرض فتاك، أهلك الماضين، وأوقع الأحياء في بعد عن التزود ليوم الدين، صرف الكثيرين عن ربهم، وأرداهم الموت فكانوا من الخاسرين، سهوا عن طلب النجاة لأنفسهم، وغفلوا عن التزود للقاء ربهم، فاستيقظوا من غفلتهم وهم موسدون في قبورهم، مرتهنون بأعمالهم، يتمنى الواحد منهم أن يرجع إلى الدنيا كي يقدم زاداً يجده بين يدي ربه عندما تنشر الصحائف، وتفضح الخلائق بما قدموا من مساوىء أعمالهم.

عباد الله:
لابد من محاسبة النفس فيما يعتريها من الغفلة لتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعاً، فمن لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأنكاد وغموم، وآلام وحسرات،[قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى](الأعلى:15ـ16).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ](الأعراف:179).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين،

وبعد:
فاعلموا يا عباد الله: أن الغفلة لها أنواع كثيرة نقف عندها فنقول:

من أنواع الغفلة: الغفلة جهل العبد بعظمة خالقه، وإعراضه عنه، وانصرافه عن طاعته، وتعلقه بغيره، وانكبابه على شهواته وملذاته، وتقديم نفسه على ما يرضي ربه، وحرصه على دنياه، وسعيه على جمع حطامها، وصدق الله العظيم [بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى](الأعلى:16، 17)، فتجده مفرطاً في الصلوات، مضيعاً للنوافل والقربات، إن أدى زكاة ماله لم تخرج طيبة بها نفسه، وإن صام إنما يصوم رياءً، وإن بادر لفعل الخير قام به مجاملة وسمعة، تجد لسانه غافلاً عن الله، لاهياً بالقيل والقال، والغيبة والنميمة، والكذب والبهتان، يفرح بمعصية الله، ويغضب إذا نُصح في الله، قلبه بالدنيا معلق، وإلى المال محبب، همه فرجه وبطنه، إذا ذُكِّر لا يذكَر، وإذا نُصح لا يستنصح، حياته لدنياه، وعمره فانٍ في هواه، كل ما ترغبه نفسه يبادر إليه، فهل بعد هذا الخسران خسران؟

يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ليس تحسُّرُ أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله ـ عز وجل ـ فيها)(الوابل الصيب من الكلم الطيب (59).

وقال ابن القيم رحمه الله: (على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله)(الوابل الصيب (62).

ومن الغفلة: تقصير العبد في حق أهله وولده، يسارع إلى أعماله وكأنما يسارع إلى كنز ثمين، تاركاً وراءه زوجته وأولاده وهم أمانة في عنقه، يقضي حاجاتهم من طعام وشراب ولباس وتعليم وغيره، ولا يقضي حاجتهم من المحبة والنصح والإرشاد، إذا دخل بيته لم يُعلم به، وإذا خرج غاب، فماذا يفعل مع هذه الأمانة عندما يسأله عنها ربه، أحفظ أم ضيع؟

عن الحسن رحمه الله عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)(رواه ابن حبان في صحيحه، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال: حديث حسن صحيح (ج2 رقم1966،).

عباد الله:
ومن الغفلة: تقصيره في حقوق العباد، فلا يصل رحمه، ولا يزور جاره، ولا يعود مريضاً، ولا يبش في وجوه إخوانه، تجده قاسياً في معاملته، باخلاً عن البذل لإخوانه، يبادر إلى الإساءة وينتظر الإحسان، همه نفسه وهو لنفسه مضيعٌ.

فكيف يعيش هنيئاً من طال بعده عن الله، وكيف يعيش سعيداً من هجر محبة الله، وكيف يرتاح من شكا همه وغمه لغير الله؟

يقول ابن القيم رحمه الله: (إن حجاب الهيبة لله ـ عز وجل ـ رقيق في قلب الغافل)(الوابل الصيب (62)، وقال أيضاً: (إن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة)(الوابل الصيب ص65).

عباد الله:
من خاف الوعيد قَصُر عليه البعيد، ومن طال أمله ضعف عمله، وكل ما هو آت قريب، وما شغل عن الله فهو شؤم، فالتوفيق خير قائد، والإيمان هو النور، والعقل خير صاحب، وحسن الخلق خير قرين.

يقول الحسن البصري رحمه الله: (المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشقّ الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم).

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيُّ قلب أُشْربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيُّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين، قلب أسود مربادٍّ كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب هواه، وقلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض)(أخرجه مسلم). فاحذروا يا عباد الله من مرض قلوبكم، وبادروا إلى تصحيح أخطائكم، فاليوم مهلة، وغداً حساب.

يقول أحد الصالحين: يا عجباً من الناس يبكون على من مات جسده، ولا يبكون على من مات قلبه، شتان بين من طغى وآثر الحياة الدنيا، وبين من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. تمرض القلوب وتموت إذا انحرفت عن الحق، وقارفت الحرام، تمرض القلوب إذا فتنت بآلات اللهو وخليع الصور [نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ](التوبة:67).

قال ابن القيم رحمه الله: (إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه، وأولاهما به فهو مع أهله في الدنيا والآخرة)(الوابل الصيب ص65).

عباد الله:
إذا نظرنا إلى مرض الغفلة الذي يعتري الكثير من المسلمين لوجدنا أن له مضار كثيرة على المسلم في حياته وبعد مماته، فمن مضار الغفلة:

(1) أنها تَجْلِبُ الشيطان وتُسْخِطُ الرحمن.
(2) تُنَزِّلُ الهَمَّ والغمَّ في القلب، وتُبْعدُ عنه الفرح والسرور (تُمِيتُ القَلبَ).
(3) مَدعَاةٌ للوَسْوَسةِ والشُّكوكِ.
(4) تُورِثُ العَدَاوةَ والبَغْضاءَ، وتُذْهِبُ الحياء والوقار بين الناس.
(5) تُبلِّدُ الذِّهنّ وتَسُدُّ أبواب المعرفة.
(6) تُبْعِدُ العبد عن الله ـ عز وجل ـ وتَجُرُّهُ إلى المعاصي.
(7) تُوصِلُ العَبدَ بَعْدَ الموتِ إلى الحسرة والندامة يوم يلقى الله تعالى.
(8) تُسَبِّبُ الخُسرانَ في دار الخزي البوار مع الكفار والفجار.

عباد الله :
إن النجاة للعبد في الدنيا والآخرة هي في الإقبال على الله تعالى بقلبه وقالبه، فمدار السعادة هو طاعة الله، ومحبته، والانقياد لأمره، والعمل بما يرضيه، والحرص على كل ما يقربه إليه، [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ](الأنفال:24).

أسأل الله بمنه وكرمه أن يصرف عنا داء الغفلة، وأن يمدنا بعونه وفضله على كل عمل صالح يرضيه عنا، وأن يصرف قلوبنا عن محبة الدنيا إلى محبة الآخرة، وأن يجعلنا ممن ينتفعون بما يسمعون.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب).

الجمعة: 15/5/1428هـ