خطبة بعنوان:(وداع عام واستقبال عام جديد) بتاريخ 28-12-1429هـ.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل في محكم التنزيل:[وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً](الفرقان)، ولا معبود بحق سواه، القائل سبحانه جل في علاه [وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ](فصلت)، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المبعوث إلى الثقلين الإنس والجن كافة بشيراً ونذيراً، القائل في سنته صلى الله عليه وسلم: (أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلَّغه ستين سنة)(رواه البخاري)، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين ، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن التقوى سبيل الفوز للعبد المسلم بالجنان، قال تعالى [إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً](النبأ).
عباد الله: تمر الأيام والليالي، وتمر السنين والأعوام والناس بين غافل ساه، وبين معرض جاف، وبين محسن مقبل، فمن أي الأصناف نحن يا عباد الله.
ألم يعلم العباد أن الله هو الذي أحيانا وهو الذي يميتنا، وهو الذي يبعثنا ويحاسبنا، وبالعدل يحكم بيننا.
ألم يعلم العباد أن الله واحد في ربوبيته، وهو المدبر وهو المتصرف والمالك، وهو المعز والمذل، الذي يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير، وأنه على كل شيء قدير. فلا ركوع ولا سجود إلا له، ولا حلف إلا به، ولا توكل إلا عليه، ولا إنابة إلا إليه، ولا يُخاف إلا من عذابه، ولا يطمع إلا في ثوابه.
وقد وحه ربنا جل وعلاه عباده إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض ليعتبروا ويتدبروا ويتفكروا في عظمة هذا الكون وعظمة بانيه ومحكمه، قال تعالى[إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ](آل عمران).
روى ابن حبان في صحيحه عن عبيد بن عمير رضي الله عنه أنه قال لعائشة رضي الله عنها أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت وكان جالسا فلم يزل يبكي صلى الله عليه وسلم حتى بل لحيته قالت ثم بكى حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت عليّ الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها [إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ..]إلى آخرها..(آل عمران)(وصححه الألباني في الصحيحة).
فانظروا رحمكم الله إلى توجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن التفكر يوصل العبد إلى تعظيم الله في قلبه والعمل من أجله، والإقبال عليه بجميع جوارحه، وأن المتفكرين في ملكوت السماوات والأرض أكثر الناس تعظيماً لهأ في كل وقت، فيذكرونه على كل حال قياما وقعودا وعلى جنوبهم، وهذا حال المؤمنين الصادقين مع ربهم ومولاهم.
عباد الله: لقد مرت أيام هذا العام والذي قارب الرحيل مروراً سريعاً وكأنها لحظات، ومن أراد أن يعلم ذلك فلينظر إلى نفسه، إن كان صغيرا فقد بلغ، وإن كان بالغاً فقد اشتد عوده، ومن كان شاباً فقد قارب على الكبر، ومن كان كبيراً فقد شاب شعره وانحنى ظهره، ومن شاب شعره وانحنى ظهره فقد قارب على الرحيل، قال تعالى[وفي أنفسكم أفلا تبصرون](الذاريات)، فتلك آية عظيمة من آيات الله لعباده ليتفكروا في حقارة هذه الدنيا، وأنها دار ممر وعبور إلى الدار الباقية. فالواجب علينا التفكر والتدبر في فراق الدنيا ورحيل الأيام والأعوام.
عباد الله: لقد أزف هذا العام على وداعنا مثلما تغيب الشمس عند الغروب، فلم يبق إلا يومان ويذهب راحلاً، ينزع من غابة العمر شجرة هي سنة بأغصانها، أشهرها وأوراقها الأيام والليالي.
وعامنا الذي سنودعه بعد يومين حمل بين طياته الكثير من الهموم والغموم، والمشاكل والأحزان، والأحداث العظام، فكم من دولٍ انقرضت، وكم من عالٍ انخفض، وكم من قوي ذل، وكم من غني افتقر، وكم من مظلوم انتصر، وكم رحل من شخص، وكم ابتلي من معافى، وكم وكم.. فدار الدنيا دار حَزَنٍ، [لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ] (البلد)، وهكذا أيام العمر تتوالي وتقارب على الرحيل وكأنها حلمٌ، [قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ](المؤمنون).
فأين المتفكرون في كلام الله، وأين المتعظون من أحداث الأيام والليالي، ومن انقضاء السنوات والأعوام، أين المتجهزون للقاء الله؟
كم أناس عصوا ربهم في الأيام والليالي المنصرمة، فبين مضيع للصلوات، وبين عاق لوالديه وقاطع لرحمه، وبين آكل للربا، ومضيع عمره في النظر إلى المحرمات والاستماع إلى الأغاني والمنكرات، وبين واقع في الكذب، والغيبة والنميمة، وبين حاسد، وظالم ومتكبر، وبين آكل لحقوق الناس، وبين حريص على الدنيا لا يأبه لآخرة ولا معاد، وأقول لمن بقي حياً من هؤلاء: يا عبد الله! ليلتك التي عشتها، بما فيها من معصية وفاحشة، هل تذكر الآن من لذاتها شيئاً؟! لا والله، لقد انقضت اللذة وبقي الإثم، وبقي شؤم المعصية، وبقيت الحسرة، فيا خسارة من وقع في الغفلة والتفريط، ولم يحصِّل إلا الندامة والعقاب.
وكم من أناس صالحين قد كان لهم أعمال صالحة من قيام، وصيام، وتلاوة وذكر وبر بالوالدين وصلة للأرحام، لو سألت اليوم من بقي منهم: هل بقيت آلام العبادة أم ذهبت؟ هل راح التعب الذي نالكم إبان طاعتكم لربكم أم بقي؟، لكان جوابهم، لا والله، لقد ذهب الألم والجوع والتعب، وبقي الأجر والثواب، وبقي الجزاء العظيم من الرب الكريم.
فهنيئاً لمن مضى عمره وانقضى عامه على طاعة الله جل وعلا، ويا خسارة من مضى عمره وانقضى وهو على معصية الله، وشتان بين الفريقين.
عباد الله: اعلموا أن لكل أجل كتاباً، وأن لكل عبد موقفاً وحساباً، وسوف يكون اللقاء عند الملك العلام ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله، ويعامل المسيء بعدله وقسطه. فاتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من الدين بالعروة الوثقى، وأحسنوا في دار العمل تنالوا رضا الرحمن وتفوزوا بالنعيم والجنان.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ * وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ *وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ * وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(ق).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير رسله وأنبيائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً،
أما بعد:
عباد الله: إن العبد الكيس الفطن من نظر إلى حاله مع ربه، وحاسب نفسه على تقصيره وغفلته، وبادر إلى العمل الصالح الذي يكون له زاداً بين يدي مولاه وخالقه.
فهنيئاً لمن بلَّغه الله العام الجديد ليتزود فيه ليوم الوعيد، وليقدم فيه عملاً صالحاً متقبلا رشيدا، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل..
عباد الله: لقد امتن الله علينا بنعم كثيرة، وأفاض علينا بأجور جزيلة، فكل عمل صالح يقوم به العبد يحصل به على ثواب كبير، ومن النصوص الدالة على ذلك في كتاب الله:
قوله تعالى [وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ..] (البقرة)، وقوله [إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً](الكهف)، وقوله [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ](النحل)، وقوله تعالى [فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ](النساء)، وقوله تعالى [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ](المائدة).
ومن السًُّنة قول النبي صلى الله عليه وسلم (أبشروا أبشروا إنه من صلى الصلوات الخمس واجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء)(رواه الطبراني، وصححه الألباني في الصحيحة)، وقال صلى الله عليه وسلم (لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)(رواه النسائي، وصححه الألباني في سنن النسائي)، وقال أيضاً (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة) (رواه مسلم)، وقال (من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه الله عز وجل على النار)( رواه النسائي، وصححه الألباني في سنن النسائي)، وقال (من صلى البردين دخل الجنة)(متفق عليه)، وقال (من صلى على جنازة فله قيراط وإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد)(رواه مسلم).
فأي فضل بعد هذا، وقال أيضاً: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)(متفق عليه)، وقال (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)(متفق عليه)، وقال (من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)(متفق عليه)، وقال (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)( رواه مسلم)، وغير ذلك من النصوص الدالة على فضل الله على عباده، فأين المشمرون مع بداية هذا العام، وأين المتنافسون في طاعة الله. فاحرصوا بارك الله فيكم على استغلال عامكم الجديد فيما يرضي الله عنكم ويقربكم إلى رحمته وجنته، وابتعدوا عن كل ما يسخطه، فالفائز يوم القيامة من أخذ كتابه بيمينه والخاسر من أخذه بشماله، فليختر كل واحد منا مصيره، وليعمل فكل ميسر لما خلق له.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يغفر لنا التقصير والزلل، وأن يعيننا على التزود ليوم المعاد، وأن يمن علينا بواسع فضله ورحمته إنه كريم جواد.
اللهم احفظ علينا دينا وأمننا وولاة أمورنا وعلمائنا وإخواننا المسلمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين، اللهم عليك بمن يكيد للإسلام والمسلمين، اللهم رد كيدهم في نحورهم، واجعل الدائرة عليهم يا قوي يا عزيز.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً، اللهم أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم أسق به البلاد والعباد واجعله زاداً للحاضر والباد.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب) الجمعة: 28-12-1429هـ