خطبة بعنوان:(واقترب الرحيل) بتاريخ 21-12-1429هـ.

السبت 4 جمادى الآخرة 1440هـ 9-2-2019م

 

الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم [كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ](آل عمران)، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الرسول الكريم، والنذير المبين، وقدوة الخلق أجمعين، القائل في سنته (إنما الأعمال بالخواتيم)(رواه البخاري)، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن التقوى خير زاد للعبد عند لقاء الله.{يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ}(آل عمران).

عباد الله: الذي ينظر إلى الدنيا وحقيقتها ويراها بعين البصيرة واليقين يعلم حقارتها وهوانها، وأنها دار ممر، ودار عمل لدار أخرى، ومن يتفكر في حقيقة الأمر يجد أن الرحيل لازم لكل حي في هذه الدنيا، كيف لا ونحن لا يمر علينا يوم من أيامها إلا ويحمل على الأكتاف أموات في سائر أنحاء العالم شرقها وغربها، فهي سُنَّةُ الله الماضية في خلقه، أناس تحيا، وأناس تموت، وأكثر الناس عن هذا غافلون.

وفي ختام هذا العام الذي قارب على الرحيل مخلفاً وراءه المحسن والمسيء أردت توجيه النصح لنفسي وإخواني لإيقاظ القلوب من غفلتها، وزجر النفوس عن التمادي في غيها وشهواتها، ليزيد الصالح في صلاحه، ويستيقظ الغافل من غفلته قبل حسرته وندامته.
عباد الله: هناك ضيف عجيب، لا يحجبه حجاب، ولا يمنعه ذو سلطان، فهو الخَطب الأفظع، والأمر الأشنع،إنه هادم اللذات،وقاطع الراحات،وجالب الكريهات، إنه فراق الأحباب، وانقطاع الأسباب، ومواجهة الحساب، وجَّهنا نبينا صلى الله عليه وسلم ووعظنا وأبلغ في نصحنا فقال عنه: (أكثروا من ذكر هادم اللذات)(رواه البخاري) لماذا؟ لأنه لا خلود لأحد في هذه الدنيا ولنعلم حقارتها وهوانها، وللننتبه إلى عظيم شأن الآخرة والاجتهاد في العمل من أجلها.

عباد الله: من استحيا من الله حقَّ الحياء لم يغفل عن الموت ولا عن الاستعداد له، قال عليه الصلاة والسلام: (من استحيا من الله حقَّ الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا)(رواه أحمد والترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع)، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك فرصة وهو بين أصحابه إلا ويذكَّرهم به.

يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أبصر جماعة، فقال: (عَلامَ اجتمع هؤلاء؟) قيل: على قبر يحفرونه، قال: ففزع النبي صلى الله عليه وسلم وقام من بين يدي أصحابه مسرعاً حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه، قال البراء: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع، قال فبكى حتى بلَّ الثرى من دموعه، ثم أقبل علينا فقال: (أي إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا)(رواه أحمد، والبيهقي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع).

وهكذا سار السلف بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم يذكرون الموت، ويُذكِّرون الناس به.
عباد الله: إنَّ في ذكر الموت أعظم الأثر في إيقاظ النفوس وانتشالها من غفلتها لأنه أعظم المواعظ، قال بعض الزهاد: (من لم يردعه القرآن والموت، من لم يردعه القرآن والموت ولو تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع).

إنَّ زيارة القبور، وشهود الجنائز، ورؤية المحتضرين، وتأمل سكرات الموت، وصورة الميت بعد مماته، يقطع على النفوس لذاتها، ويطرد عن القلوب مسرَّاتها، من استعدَّ للموت جدَّ في العمل، وقصَّر الأمل. يقول اللبيدي: رأيت أبا إسحاق في حياته يُخرج ورقة يقرؤها دائماً، فلما مات نظرت في الورقة فإذا مكتوب فيها: (أحسن عملك فقد دنا أجلك، أحسن عملك فقد دنا أجلك).

إخواني في الله: إنَّ الذي يعيش مترقباً لنهايته يعيش مستعداً لها، فَيَقِلُّ عند الموت ندمه وحسرته. قال شقيق البلخي رحمه الله: (استعد إذا جاءك الموت أن لا تصيح بأعلى الصوت تطلب الرجعة فلا يستجاب لك).

لقد رأيت الحياة تمضي مسرعة ومعظم أهلها في غفلة، ناس يأتون، وآخرون يرحلون، أرحام تدفع،وأرض تبلع، والناس غافلون ولا يستيقظون إلا عند معاينة الموت وسكراته عباد الله: إنَّ الحياة على ظهر هذه الحياة محدودة، فالصالحون،والطالحون، والمتقون والمذنبون، والشرفاء الذين يعيشون للآخرة، والغافلون الذين يعيشون لحطام ومتاع الحياة الفانية، وأصحاب الهمم العالية، والتافهون الذين لا يعيشون إلا من أجل شهوات الفروج والبطون، الجميع سوف يموت، ولكن هيهات الفارق بين طالب الدنيا وطالب الآخرة. [فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ](هود).

فالموت لا مفر منه [أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ](النساء)، فالكل سيموت، نعم إنه ملاقيكم .. في أي مكان تكونون ستموتون {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(الجمعة).

عباد الله: اعلموا بارك الله فيكم أنه لا سبيل للخلود في هذه الحياة، قال علي رضي الله عنه وأرضاه: (لو أنَّ أحداً يجد إلى البقاء سلَّماً أو لدفع الموت سبيلاً لكان ذلك لسليمان بن داود عليه السلام الذي سُخرَّ له مُلْكُ الجِنِّ والإِنِّسِ مع النُبوة وعِظم الزلفى، فلما استكمل أجله ومدته جاءته نبال الموت فأخذته فأصبحت الديار منه خالية، والمساكن معطلة..).

عباد الله: إن الموت من أعظم المصائب وأشدُّ النوائب، سمَّاه الله لعظيم أمره مصيبة، فقال جل وعلا:{.. فَأَصَابَتُْكُم مُّصِيبَةُ المَوْتِ..}(النساء) فهو المصيبة العظمى والرزية الكبرى، ولا نجاة منه إلا أن يكون العبد في دنياه لله طائعاً، وبشرعه عاملاً.

إنها الساعة التي تتكشف فيها الحقائق، وتتقطع فيها العلائق، ويتمنى الإنسان وليس له ما تمنى، حينها{يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتََني قَدَّمتُ لِحَيَاتِي}(الفجر)، إنها الساعة التي يُعرف فيها المصير إما إلى نعيم دائم أو إلى عذاب مقيم.

إنه الموت يا عباد الله أعظم المواعظ وأبلغها، وهو أول خطوة إلى الآخرة، فمن مات قامت قيامته، قال صلى الله عليه وسلم: (القبر أول منازل الآخرة)(رواه الترمذي، وحسنه الألباني في جامع الترمذي). فدارنا أمامنا، وحياتنا الحقيقية هي بعد مماتنا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}(آل عمران). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه وجوده وإكرامه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير رسله وأنبيائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين،

أما بعد:

عباد الله: هل يستطيع أحد من البشر الفرار من الموت؟ إذًا فلماذا الغفلة عنه، فأين من ظلم وتعدى وجار وما راعى حرمة الأهل والجار؟ أين من عقد عقد الإصرار ولم يلن قلبه لموعظة وتذكار؟!.. أين المفرط في الصلوات، وأين العاق لوالديه وقاطع الأرحام، أين آكل الربا ومستحل الحرام، أين شارب الخمر والزاني ومرتكب الآثام والأوزار، حلَّ به الموت فحلَّ من حلية الإزرار {فَاعْتَبِرُواْ يَا أُولِي الأَبْصَارِ }(الحشر).

خرج المغرور من الدنيا ما صحبه سوى الكفن إلى بيت البلى والعفن، آه لو رأيته، قد حلَّت به المحن، وتغيَّر ذلك الوجه الحسن.

عباد الله: انتبهوا من رقادكم قبل الردى {أَيَحْسَبُ الإنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدَىً}(القيامة)، إنما هي جنة أو نار.أين النفوس المستعدَّة؟! أين المتأهبون قبل الشدة؟! أين المتيقظون قبل انقضاء المدة؟! إنَّ العاقل من راقب العواقب، والجاهل من مضى قُدُماً ولم يراقب، كم يوم غابت شمسه وقلبك غائب! وكم ظلام أُسبل ستره وأنت في معاصي وعجائب! وكم أسبغ الله عليك وأنت على معاصيه تواظب! وكم صحيفة قد ملأتها بالذنوب والمَلَكُ كاتب! وكم أنذرك الموت يأخذ أقرانك من حولك وأنت ساه ولاعب! أفق من سكرتك، وتذكر نزول حفرتك، تذكر هجران الأحباب والأقارب، آهٍ لألسنٍ نطقت بالآثام كيف غفلت عن قول ربَِّ الأنام {اليَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهمْ}(يس)، آهٍ لأيدٍ امتدت إلى الحرام كيف نسيت قول الملك العلام {وتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ} آهٍ لأقدامٍ سعت في الإجرام كيف لم تتدبر {وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} آه لأجساد تربَّت على الربا كيف لم تفهم(كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به)(رواه الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع)

أين أثر المواعظ والآيات في قلوبنا؟! أين أثر كلام الرحمن في حياتنا؟! اسمع رعاك الله وتدَّبر كلام الله:{أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُواْ يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يُمَتَعُونَ}(الحجر)، تلا بعض السلف هذه الآيات وبكى، وقال: (إذا جاء الموت لم يُغني عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم، يا ابن العشرين كم مات من أقرانك وتخلَّفت؟! يا ابن الثلاثين أدركت الشباب فما تأسفت؟! يا ابن الأربعين ذهب الصبا وأنت على اللهو قد عكفت؟! يا ابن الخمسين أنت زرع قد دنا حصاده لقد تنصّفت المئة وما أنصفت؟! يا ابن الستين هيا إلى الحساب فأنت على معترك المنايا قد أشرفت؟! يا ابن السبعين ماذا قدمَّت وماذا أخرت؟! يا ابن الثمانين لا عذر لك فقد أُعذرت؟! والله، وأقسم بالله من حَملَ نَعْشاً اليوم سيأتي يوم ويُحمل هو على الأكتاف، ومن دخل المقبرة اليوم زائراً سيدخل يوماً ويكون فيها مقيماً، ومن عاد إلى بيته اليوم سيأتي يوم ولن يعود. كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: إذا ذُكر الموتى فعُدَّ نفسك منهم.

عباد الله: تفكّروا وتيقنوا أنَّ الأعمال بالخواتيم، فالخوف من سوء الخاتمة هو الذي طيَّش قلوب الصديقين، وحيَّر أفئدتهم في كل حين،أسألكم بالله أما أقضَّ مضاجعنا هذا الخبر من سيد المرسلين والذي يقول فيه: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم)(رواه البخاري).

نعم صدق من قال: لا تبت وأنت مسرور حتى تعلم عاقبة الأمور. فإن أردتم حسن الختام فالزموا الاستقامة واعلموا أنها أعظم الكرامة،أما قال الله:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}(فصلت)، وإياكم من التسويف وطول الأمل فوالله أكثر بكاء أهل النار من (سوف، ولعل، وعسى).

عباد الله: خذوا الوصية من سيد المرسلين قبل فوات الأوان، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يعظه: (اغتنم خمساً قبل خمس: اغتنم شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)(رواه الحاكم، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترغيب)، فأنت في زمن الإمكان، أصلح ما بقي يُغفر لك ما مضى وما بقي، وإلا ستُأخذ بما مضى وما بقي، متى سنعرف قيمة الحياة؟! متى نعرف قيمة الحياة! إذا عاينا الموت عرفنا قيمة الحياة، نُنادي حينها فلا يستجاب لنا، فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بمن مضى من القرون وانقضى، واخشوا مفاجأة القضا.

اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تكتب لنا حسن الختام، وقبول الأعمال، وأن تجعلنا من عبادك المقربين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اللهم أعنا على الموت وسكراته والقبر وظلماته، ويوم القيامة وكرباته، اللهم امنن علينا بتوبة نصوح قبل الموت، وبشهادة عند الموت، وبرحمة بعد الموت يا رب العالمين.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم اجعل خير أعمارنا آخره، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه يا سميع الدعاء.

اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا..

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مغيثا، سحا طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب)

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة: 21-12-1429هـ