خطبة بعنوان:( اعتداءات اليهود على المسلمين في غزة) 5-1-1430هـ.
الخطبة الأولى:
الحمد لله المعز المذل، الرافع الخافض، لا مانع لما أعطى ولا مُعطي لما منع، ولا قاطع لما وصَلَ ولا واصِلَ لما قطع، القائل سبحانه {وتلك الأيّام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتّخذ منكم شهداء، والله لا يحبّ الظالمين}(آل عمران: 140). والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله القائل في سنته (ليَبلُغَنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَرٍ ولا وَبَرٍ إلا أدخله الله هذا الدين بعزّ عزيزٍ، أو بذلّ ذليلٍ، عِزّاً يُعزُّ به الإسلام، وذُلاًّ يُذلّ به الكفر) (رواه أحمد) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً،
أمّا بعد:
فاتقوا الله عباد الله: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران).
عباد الله: لقد عظمت محنة المسلمين بكيد أعداءِ دين الله، وعلى رأسهم اليهود وأعوانهم من الشرق والغرب الذين يمكرون بالمسلمين بالليل والنّهار، وأصبح ذلك ظاهراً للعيان حتّى اشتدَّ الخَطْب، وتداعَى الكرب، وصارَ الاعتداء على المسلمين سهلا ميسرا، وتفنن أبناء القردة والخنازير من اليهود وغيرهم في استباحةِ أعراض المسلمين، وقتل الأنفس البريئة، وانتهاك الأعراض، وتدنيس أماكن العبادة، والاستهزاء والسخرية بعلماء المسلمين، وقتلِ شبابهم، وسلبِ ممتلكاتهم، وترويعهم بشتى صور الإرهاب، وسجنِ المظلومين ممن يدافعون عن أعراضهم وأراضيهم وذراريهم، وكلُّ هذا يحدث أمام العالم كلَّه شرقهِ وغربهِ ولا أحد يحرك ساكناً، وإن ما حصل في المجزرة الأخيرة على إخواننا في قطاع غزة من وقوعِ كثير من القتلى والجرحى وتهدمِ البيوت وترويعِ الناس ومنعِ الغذاء عنهم لهو إشارة واضحة على قسوةِ قلوب هؤلاء الظالمين وحبِّهم لسفك الدماء، وهذا هو ديدنهم في الماضي وفي الحاضر.
عباد الله: لقد قص الله تعالى علينا من أحوالهم مع أنبيائهم وتكذيبِهم لهم وصدّهم عن سبيل الله عَجَباً، ولذلك لم تُلعن أمّة في كتاب الله تعالى كما لُعن اليهود؛ ولم يَسخطِ اللهُ عزّ وجلّ ويغضبْ على أمّة ما سخطَ وغضبَ عليهم نعوذ بالله تعالى من ذلك.
إن دولة اليهودِ قَتلةِ الأنبياء وأعداءِ الرسل، قد نطق الكتابُ العزيز بزوالِها، وبيِّن فيه مقَوِّماتِه وأسبابَه، وبشَّر به نبيّنا وإمامُنا وقدوتُنا صلوات الله وسلامه عليه، قال تعالى { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}(الإسراء: 4ـ 8).
فهذه الآيات قد ذكر فيها الله سبحانه وتعالى عصيانَ بني إسرائيل ومخالفتَهم أمرَ الله تعالى وأنّهم يستكبرون استكباراً شديداً بعلوّهم وجراءتِهم على الله تعالى، ولذا سيصيبهم الهوان والعذاب في الدنيا والآخرة بسبب ما أقدموا عليه وكسبته أيديهم.
عباد الله: إنّ الله تعالى لمّا بيّن أنّ إفسادهم في الأرض وعلوّهم فيها سببٌ لبعثِ من يسومهم سوءَ العذاب توعّدهم تعالى بأنّهم كلّما عادوا إلى معصيته وخلاف أمره وقتل رسله وتكذيبهم عاد عليهم بالقتل والسبي وإحلال الذلّة والصغار بهم لقد كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتموا صفاته ونقضوا عهوده، وظاهروا عدوّه عليه، إلى غير ذلك من أفعالهم القبيحة فسلّط الله عليهم نبيّه صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فجرى على بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع وخيبر ما جرى من القتل والسبي والإجلاء، وضرب الجزية على من بقي منهم، وضرب الذلّة والمسكنة.
وها هم اليوم قد علوا في الأرض فأهلكوا الحرث والنسل، وأفسدوا في البلاد، وإنّا لنسأله تعالى أن يعجّل لهم ما توعّدهم به وأن يجعل ذلك على أيدي الصالحين من عباده بمنّه وفضله سبحانه، فقد قال تعالى في كتابه الكريم {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(الأعراف: 167).
عباد الله: لقد علم القاصي والداني ما أصاب المسلمين في قطاع غزة في الماضي، وفي الأيام القريبة من حصار اقتصادي من الصهاينة ومن ساعدهم من الدول الأخرى حتى تضرر المواطنون في غزة فأنهكهم وأضعفهم الحصار، فلما أيقن اليهود بضعفهم وقلةِ حيلتهم وهوانِهم وانصرافِ المسلمين عن نصرتهم أحدقوا بهم، ورموهم بالصواريخ والقاذفات، وأهلكوا الحرث والنسل، وقتلوا وجرحوا الكثيرَ من المدنيين والعسكريين، والنساء والأطفال وهم يقصدون من ذلك كلِّه إبادتهم وتركيعهم لمطالبهم، بل هدموا المساجد وقصدوا الآمنين.
وهنا أوجه ندائي إلى إخواننا المسلمين المنكوبين في غزة، فأقول يجب أن تصبروا وتحتسبوا الأجر في هذه المصيبة، وتتذكروا قول الله تعالى:{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ..}(سورة آل عمران: 186).
وعليكم أن يقوموا قدر استطاعتكم بالدفاع عن أنفسكم وحرماتكم وبلادكم، وتعتمدوا على الله تعالى وتطلبوا النصر منه، وأن تكونوا واثقين بنصر الله تعالى، فإنه سبحانه قال في كتابه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}(سورة محمد: 7)، وقال تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}(سورة الأنفال: 10). وعليكم أن تقوموا بحقوق الله تعالى، وذلك بفعل أوامره وترك زواجره، والالتزام بشرعه، وتحقيق الإيمان، وعدم الخوف إلا منه.
ثم أذكر المسلمين في كل مكان بحقوق الأخوة الإسلامية في قوله تعالى [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ](الحجرات)، وقوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)(رواه مسلم) وإخواننا في غزة يحتاجون إلى نصرتنا بقدر الاستطاعة بالدعاء لهم، والمطالبة برفع الظلم عنهم.
وإن مما يثلج الصدر ما قامت وتقوم به بلادنا أعزها الله بتوجيه من قيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين بإغاثة عاجلة وفتح لأبواب المستشفيات للجرحى والمرضى وهذا من النصرة العاجلة لإخواننا المنكوبين، وقد دعا خادم الحرمين الشريفين لفتح أبواب الإغاثة العاجلة، فعلى كل مواطن ومقيم أن يساهم بقدر استطاعته عبر القنوات الرسمية، وليحذر الناس من تسليم الأموال أو المعونات للأشخاص أو الجهات غير الرسمية. +
وعلى المسلمين حكومات وشعوباً أن يحذروا من خذلان إخوانهم المظلومين المستضعفين فقد قال عليه الصلاة والسلام:«ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته..)(رواه أحمد وأبو داود)، ولا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار؛ بل لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة لوقف المعتدين وإظهار قوة المسلمين. أسأل الله تعالى أن يكشف عن إخواننا ما بهم من ضر وأن يرفع عنهم البلاء ويرد عنهم كيد الكائدين وعدوان المعتدين ويعجل لهم بالنصر المبين، وسيكون لنا حديث حول حجم المأساة في الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم [لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ](آل عمران).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين ناصر المستضعفين ومذل أعناق المستكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك القائل في كتابه المبين [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ](الحج)، وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله الذي جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وأعلموا أن الحياة مليئة بالمكدرات والأحزان، وأن ما أصاب إخواننا في فلسطين الجريحة خير برهان على عظم البلاء، وأن المسلم لابد أن يبتلى كي يمحص في دينه، وليعلم الله الصادقين من الكاذبين.
وتلك الفتن التي يعيشها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من اضطهاد وقتل وانتهاك لأعراضهم وسلب لأموالهم هي خير برهان على صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث يقول (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ)(رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب).
فيجب على المسلمين جميعاً النظر فيما يصيبهم من المحن والابتلاءات، وأن يعلموا أن ما أصابهم لم يكن إلا بسبب بعدهم عن دينهم وتعلقهم بالدنيا، وعليهم أن يصححوا حالهم مع خالقهم سبحانه وتعالى، وأن يأخذوا بالأسباب التي تعيد للأمة عزها ومكانتها.
عباد الله:
لقد دخل علينا شهر الله المحرم، وهو شهر عظمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)(رواه مسلم)، فيستحب فيه الإكثار من الصيام، ولاسيما يوم عاشوراء فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه ؟ فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه)(متفق عليه).
وعنه رضي الله عنهما قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم يعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)(رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم في فضل صيام هذا اليوم (صيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)(رواه ابن ماجة، وصححه الألباني في سنن ابن ماجة).
وحيث رؤي الهلال ليلة الأحد فيكون الصيام في هذا العام في يومي الاثنين والثلاثاء، ومن أراد أن يصوم يوماً واحداً فيوم الثلاثاء، ومن أراد صيام ثلاثة أيام فيصوم معها الأربعاء.
عباد الله: ومع تنوع وسائل الاتصالات المسموعة والمرئية يكثر ظهور بعض البدع التي يقع فيها بعض المسلمين وخاصة في نهاية كل عام أو بدايته، والغالب أن تلك البدع يكون قصد مروجيها حسناً، لكنهم يقعون في المخالفة الشرعية لما ورد من النهي عن الإحداث في الدين في قوله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)(رواه البخاري)، فهم يجلبون الضرر لأنفسهم ولغيرهم بوضعهم بعض العبارات والأقوال التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم و ربما تكون واردة ولكن تستعمل في غير وقتها.
فمن الناس من يستغل الجوال في إرسال بعض الرسائل التي تحتوي على الأمر بختم العام بالاستغفار، أو طلب الصفح والعفو، أو بالصيام أو بالدعاء، أو غير ذلك، ومثل ذلك في بداية العام الجديد أو يقول ستطوى الصحف وهذا كله خطأ شائع. والأدهى من ذلك من يأخذ العهد على الناس لكي يبلغوا تلك الرسائل لغيرهم.
وهناك من يضع بعض الكلمات المشروعة في غير محلها، ويقيدها بزمن أو مكان وهذا هو الممنوع، والقاعدة عند أهل العلم: (أن تقييد العبادة بزمان أو مكان لم يرد فيه نص شرعي يعتبر من البدع). إن انتشار البدع ورواجها فيه ضرر عظيم على الأمة لأن كل بدعة تخرج على الناس يترك بدلها سنة، فعلينا أن نكتفي بما ورد في الكتاب والسنة ففيهما النجاة.
كما ينبغي على المسلم ألا يقدم على شيء إلا ويكون عنده مستند شرعي صحيح له، ولعل آخر ما وقفت عليه ليلة الخميس أن شخصاً يقول ينبغي أن نوحد الصيام غداً نصرة لإخواننا في غزة وهذا من الجهل الفاضح وهو فتح لأبواب البدعة.
فتعاونوا أيها المؤمنون على الخير ووضحوا الأمر للجهلاء، فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع من خلف.
هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة محمد بن عبد الله، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارضى اللهم عن أمهات المؤمنين، وعن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، سريع الحساب، اهزم اليهود ومن عاونهم على المسلمين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، الله أنزل عليهم رجزك وغضبك ومقتك وبأسك وعذابك إله الحق.
اللهم أنت مولانا ونصيرنا، وأنت حولنا وقوتنا، نسألك ربنا أن تفرج عن إخواننا المستضعفين في فلسطين، اللهم تقبل من قتل منهم، واشف جرحاهم، وعافي مبتلاهم، وفك أسراهم، واجعل اللهم لهم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم أمدهم بمدد من عندك، وجند من جندك.
اللهم يا حي يا قيوم، يا قوي يا عزيز، انصر عبادك الموحدين في فلسطين وفي كل مكان.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً له يارب العالمين.
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم أمده بعونك وتوفيقك، واجعل عمله في رضاك يا أكرم الأكرمين، اللهم أصلح له البطانة، واصرف عنه بطانة السوء يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مغيثا، سحا طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد، واجعله بلاغا للحاضر والباد.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً](الأحزاب)
الجمعة: 5-1-1430هـ