خطبة بعنوان: (الراحمون يرحمهم الرحمن) بتاريخ 20-6-1433هـ.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً}(الأحزاب: 70، 71 ).
عباد الله: الناس في حياتهم التي يعيشونها يحتاجون إلى كَنَف رحيم، ورعاية حانية، وقلب كبير، يمنحهم ويعطيهم. والإنسان بإنسانيته يتميّز عن غيره بقلبه وروحه، فهو يحسُّ ويشعر، وينفعل ويتأثر، ويرحم ويتألم. وبهذه الصفات يتميز المؤمنون، يقول صلى الله عليه وسلم:(مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)(رواه البخاري ومسلم)، وإذا تبلّد هذا الحس عند أي إنسان يهوي به إلى منزلة بهيمية أو أحطّ، فهو بغير قلب رحيم أشبه بالحجر الصلب.. والرحمة تحصل للمؤمنين المهتدين بحسب هُداهم، فكلما كان نصيب العبد من الهدى أتمّ كان حظه من الرحمة أوفر.
عباد الله: والرحمة صفة جليلة من صفات الرب جل وعلا لا تشبه صفات المخلوقين قال تعالى:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}(الأعراف: 156)، وفي الحديث القدسي:(إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي)(رواه البخاري ومسلم)، فهو أرحم الراحمين، وخير الراحمين.
وقد جعل الله تعالى هذه الرحمة عنده مائة جزء، وأنزل منها جزءًا واحداً يتراحم بها الخلق فيما بينهم. يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم:( إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(رواه مسلم). وروى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ أَخَذَتْهُ، فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ) قُلْنَا: لاَ، وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ، فَقَالَ: (لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا).
فالرحمة خلق عظيم، ووصف كريم، وهي حالة وجدانية تعرض غالباً لمن به رقة في قلبه، فتجعل المرء يرقّ لآلام الخلق، فيسعى لإزالتها. وهي صورة من كمال الفطرة وجمال الخلق، تحمل صاحبها على البر، وتهبّ عليه في الأزمات نسيماً عليلاً تترطّب معه الحياة، وتأنس له الأفئدة. ويكفي المسلمين فرحاً وفخراً أن الله جل وعلا أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام رحمة للعالمين، رحمة تعم المؤمن والكافر، والكبير والصغير، والذكر والأنثى، حتى الحيوانات والطيور نالتهم تلك الرحمة العظيمة ليتراحموا بها فيما بينهم.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرحمة، ورتب عليها الثواب الجزيل يوم العرض والجزاء فقال:(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ،ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)(رواه أبو داود والترمذي)، وحذر ممن ليس في قلوبهم رحمة لعباد الله فقال صلى الله عليه وسلم (مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ لَا يَرْحَمُهُ اللَّهُ)(رواه البخاري ومسلم).
عباد الله: لقد حض الإسلام على الرحمة، وحث عليها، وأمر بها، ووجه العباد إلى التراحم فيما بينهم ليسود بينهم الحب والوئام والسلام.
وإن من أولى الناس وأحقهم بالرحمة وأمنّهم بها الوالدين، فببرهما تُستجلب الرحمة، وبالإحسان إليهما تكون السعادة، {وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا}(الإسراء:24). وكذلك الرحمة بفلذات الأكباد وسائر أطفال المسلمين، فعن أسامة بن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول:(اللهُمَّ ارْحَمْهُمَا، فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا)(رواه البخاري). ومن الرحمة أيضاً الرحمة بذوي الأرحام والشفقة عليهم، فليس للمسلم أن يوصد قلبه وبيته دون صلة رحمه، يقول صلى الله عليه وسلم:(الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ)(رواه أبو داود والترمذي).
ومن الرحمة أيضاً الإحسان إلى ذي الشيبة المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، فَلَيْسَ مِنَّا)(رواه البخاري في الأدب المفرد).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تقبّلون الصبيان وما نقبّلهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ؟!)(رواه البخاري)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ)(رواه أبو داود والترمذي).
ومن الرحمة حسن معاملة الخدم، والترفق بهم فيما يكلّفون به من أعمال، والتجاوز عن هفواتهم، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خَادِمًا يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ، قَالَ: (تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً)(رواه أحمد).
وممّن تتطلب حالتهم الرحمة المرضى وذوو العاهات والإعاقات، فهم يعيشون في الحياة بوسائل منقوصة، تعوق مسيرهم، وتحول دون تحقيق كل مقاصدهم، وتضيق بها صدورهم، وتحرج نفوسهم. فلقد قيّدتهم عللُهم، واجتمع عليهم حرّ الداء، مع مرّ الدواء، فيجب رحمتهم، والترفق بهم، والحذر من الإساءة إليهم، أو الاستهانة بمتطلباتهم.
ومن الرحمة التي أمر بها الإسلام أتباعه بأن لا يظلموا غير المسلمين، فعَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَجَدَ رَجُلًا وَهُوَ عَلَى حِمْصَ يُشَمِّسُ نَاسًا مِنَ الْقِبْطِ فِي أَدَاءِ الْجِزْيَةِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الَّذِينَ يُعَذِّبُونَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا)، فدخل على الأمير فحدثه، فأمر بهم فَخُّلوا(رواه مسلم).
بل إن الإسلام شمل برحمته حتى الحيوان البهيم وغيره؛ فعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حنَّ وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت، فقال:(مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟) فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال:(أَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ)(رواه أحمد وأبو داود).
ورتب على من يرحم هذه الحيوانات المغفرة ودخول الجنة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّ رَجُلًا رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ، فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَأَدْخَلَهُ الجَنَّةَ)(رواه البخاري)، وعنه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنَ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا)(رواه مسلم). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(الأنعام: 54).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون: واعلموا أن التقوى هي رأس الفلاح في الدنيا والآخرة.
عباد الله: وإن في الناس أقواماً شداداً قساة القلوب، تجد ذلك من خلال تعاملهم وتصرفاتهم مع غيرهم، فهم لا يرحمون أماً ولا أباً، ولا كبيرا ولا صغيرا، ولا امرأة ولا خادماً، وتراهم في جلّ حياتهم يقسون على من حولهم، إما ببذاءة اللسان، أو بالضرب أو بالظلم بشتى صوره، بل وفي بعض الأحيان يتجاوز ذلك إلى القتل، كما نرى في زماننا هذا، حيث يقتل الرجل أباه أو أمه، أو أخاه أو أخته، أو ربما أولاده أو زوجته، وكذا ما نراه من بعض الشباب البعيدين عن الله مما يقومون به من قتل لأصدقائهم أو تعديهم بالسرقة على غيرهم بسبب المخدرات وغيرها التي دمرت عقولهم، وهذا نذير شؤم على من ابتلي بقسوة في قلبه، وقد حذر رسولنا صلى الله عليه وسلم من القسوة على كل من ملَّكه الله شيئاً، فإن الله إذا ملّك أحداً شيئاً فاستبد به وأساء سَلَبَهُ ما ملك، ويُخشى عليه من سوء المنقلب. فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: (اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ)، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ: (أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ)، أَوْ (لَمَسَّتْكَ النَّارُ)(رواه مسلم).
وحذر أيضاً من القسوة بالحيوان فقد ذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار لأنها حبست هرة حتى ماتت، لا هي أطعمتها وسقتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، فكيف بمن يظلم الناس ويقسو عليهم؟!
وأكثر ما يسبب القسوة في القلوب يا عباد الله هو البعد عن ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُكْثِرُوا الكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلَامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ قَسْوَةٌ لِلْقَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ القَلْبُ القَاسِي)(رواه الترمذي)
عباد الله: ما أحوجنا في هذا الزمان الذي نعيشه مع كثرة المشاغل والملهيات إلى فهم معاني الرحمة، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بها والتي عن طريقها نضمّد جراح المنكوبين، ونواسي المستضعفين المغلوبين، فبالرحمة تجتمع القلوب، وبالرفق تتآلف النفوس، وإذا أدرنا نظرنا إلى ما يعيشه إخوة لنا في الإسلام من مظاهر القتل والسلب والحرق والدهس والدفن علمنا أن الله نزع الرحمة من قلوب هؤلاء نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه.
أسأل الله تعالى أن يمن علينا بقلوب رحيمة نرحم بها أنفسنا ومن حولنا، وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: 56).
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم ارحم ضعف إخواننا في سوريا، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم إنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، فاللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر جندك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (البقرة).
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة: 20-6-1433هـ