خطبة بعنوان: (موقف المسلم من الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم) بتاريخ 29-5-1436هـ
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(آل عمران: 31)، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خير البرية، وأشرف البشرية، أحبّه الله واصطفاه، واختاره واجتباه، جمع له بين الخلّة والتكليم، وجعله أكثر الأنبياء تبعًا، وأعلاهم قدرًا ومقامًا، شرح الله صدره، وغفر له ذنبه، أخشى الخلق لله، وأتقاهم له، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102).
عباد الله: كان العرب قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية جَهْلاء، يعبدون الأصنام، ويأكلون المَيْتة، ويشربون الخمر، ويقترفون الفواحش والموبقات، ويَئدُون البنات، ويُسيئون الجوار، ويقطعون الأرحام، ويأكل القوي منهم الضعيف، وكانت حياتهم تدور بين القتال والتناحر والفرقة والاختلاف، فبعث الله الرسول الكريم الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء:107)، فهو رسول الهدى والسلام والحامل الأول لراية الإسلام، فأخرج الله به من شاء من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
أكرمه ربه بالصبر والحلم؛ فكان يعفو عمن ظلمه، ويقابل السيئة بالحسنة، ورفع له ذكره، فلا يدخل أحدٌ الدينَ إلا بشهادتَي التوحيد والرسالة مقرونتين لا تنفكّان: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله)، وقرن اسمه باسمه يُرفعان للنداء بالصلاة في اليوم خمس مرات، ولا يؤمن أحد حتى يكون أحبّ إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين، ولا يدخل أحد الجنة إلا من طريقه.
تفرّد عن الأنبياء بالقرآن باقيًا إلى يوم الدين، وأعطاه الله جوامع الكلم، ونصره بالرعب، وأُعطي الإسراء والمعراج، وتشرّف بالوصول إلى سدرة المنتهى، فرأى من آيات ربه الكبرى. أمّ الأنبياء في بيت المقدس، وأعطاه الله الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود وهي الشفاعة العظمى.
أيده الله بالمعجزات الباهرات، فانشقّ له القمر، ونبع الماء بين أصابعه، وكثر الطعام والشراب بين يديه، خرّ بين يديه الجمل ساجدًا، وأخبر بنبوّته الذئب، وحنّ الجذع لفراقه، وانقادَ الشجر له, وسبّح الطعام بحضرته، وسلّم الحجر عليه.
أكرم الله به هذه الأمة فخصّها بأفضل الكتب وخير الشرائع، وجعلها خير الأمم. جاء إلى رعاة الغنم فجعلهم بفضل الله سادة الأمم، فتح قلوبهم قبل بلادهم، فما رآه أحد إلا أحبّه وغضّ الطرف عنه إجلالاً ومهابة وإكبارًا صلى الله عليه وسلم .
عباد الله: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد ضربوا أروع الأمثلة في صدق محبتهم له، فهذا أبو بكر رضي الله عنه يسبقه إلى الغار يوم الهجرة، فيسد كل ثقب وفتحةٍ في الغار، ويبقى ثقب يغلِقه بقدمه، فيُلدغ رضي الله عنه والنبي صلى الله عليه وسلم نائم على حجره, حتى تسقط دموع أبي بكر من الألم على وجه النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا خبَّابُ بن الأرتّ رضي الله عنه يقول وقد صلبه المشركون: (والله، ما أحب أن أكون في أهلي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه الذي هو فيه يشاك بشوكة).
وهذا صاحب من أصحابه يغتمّ ويهتمّ لما فكّر بأنه لن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة لأنه سيكون في مكانةٍ أرفعَ منه في الجنة، فأنزل الله: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}(النساء:69).
عباد الله: ، لقد حذّر الله جل وعلا العباد من أذية نبيه صلى الله عليه وسلم وكتب على نفسه حمايتَه والدّفاعَ عنه وحفظَه ونصرتَه وخذلانَ من تعرض له وإهلاكَه وخسرانَه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ}(المائدة:67)، وقال {إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}(الحجر:95). وهذا وعدٌ حقٌ ووعدٌ صدقٌ من الله تعالى لرسوله وخليله صلى الله عليه وسلم أن لا يضرَّه المستهزئون، وأن يكفيَه إياهم بما شاء من أنواع العقوبة. ولقد سجل التاريخ وقائعَ بعضِ تلكَ الأحداثِ، ومن ذلك:
ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} قال: ” المُسْتَهْزِئُونَ: الوَلِيدُ بنُ المُغِيرَةِ وَالأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغُوثَ وَالأَسْوَدُ بنُ المُطَّلِبِ وَالحَارِثُ بنُ غَيطَلَةَ السَّهْمِيُّ وَالعَاصٍي بنُ وَائِلٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَشَكَاهُمْ إِلَيهِ ـ بَعْدَمَا نَالَهُ مِنْهُمْ أَذًى عَظِيمٌ ـ، فَقَالَ: أَرِنِي إِيَّاهُمْ، فَأَرَاهُ إِيَّاهُمْ، وَجِبْرِيلُ يُشِيرُ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي مَوْضِعٍ مِنْ جَسَدِهِ، وَيَقُولُ: كَفَيتُكَهُ، وَالنَّبِيُّ يَقُولُ:(مَا صَنَعْتَ شَيئًا)، فَمَا هِي إِلاَّ أَيَّامٌ حَتَّى مَرَّ الوَلِيدُ بِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ وَهُوَ يَرِيشُ نَبْلاً، فَأَصَابَ أَبْجَلَهُ فَقَطَعَهَا، وَأَمَّا الأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَنَزَلَ تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ، أَلاَ تَدْفَعُونَ عَنِّي؟! قَدْ هَلَكْتُ وَطُعِنْتُ بِالشَّوْكِ فِي عَينَيَّ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَا نَرَى شَيئًا، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلكَ حَتَّى عَمِيَتْ عَينَاهُ، وَأَمَّا الأَسْوَدُ بنُ عَبْدِ يَغُوثٍ، فَخَرَجَ فِي رَأْسِهِ قُرُوحٌ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا الحَارِثُ فَأَخَذَهُ المَاءُ الأَصْفَرُ فِي بَطْنِهِ حَتَّى خَرَجَ خَرْؤُهُ مِنْ فِيهِ، فَمَاتَ مِنْهُ، وَأَمَّا العَاصِي فَرَكِبَ إِلَى الطَّائِفِ، فَرَبَضَ عَلَى شِبْرِقَةٍ، فَدَخَلَ مِنْ أَخْمَصِ قَدِمِهِ شَوْكَةٌ، فَقَتَلَتْهُ “(رواه الطبراني والبيهقي وغيرهما بسند حسن).
وها هو كسرى يُمزّق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسخر منه ومن رسوله، فيدعو عليه صلى الله عليه وسلم أن يمزّق الله ملكه، فَيُمزّقُ، ويُقتلُ على يد ولدِه أقربِ الناس إليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: ” كَانَ رَجُلٌ نَصْرَانِيًّا، فَأَسْلَمَ وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ ، فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، ــ أي رجع إلى النصرانية ــ فَكَانَ يَقُولُ: مَا يَدْرِي مُحَمَّدٌ إِلاَّ مَا كَتَبْتُ لَهُ، فَأَمَاتَهُ اللهُ، فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ؛ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَقَالُوا: هَذَا فِعْلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ؛ نَبَشُوا عَنْ صَاحِبِنَا لَمَّا هَرَبَ مِنْهُمْ فَأَلْقَوْهُ، فَحَفَرُوا لَهُ وَأَعْمَقُوا لَهُ فِي الأَرْضِ مَا اسْتَطَاعُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ لَيسَ مِنَ النَّاسِ، فَأَلْقَوْهُ “(رواه البخاري).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(المائدة: 67 ),
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
عباد الله: إن الواجب علينا في ظل هذه الهجمة الشرسة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نهبّ للدفاع عنه، والذبِّ عن عرضه، وتوقيره وتعزيره ونصرته، ولئن كان الله قد تكفل بالدفاع عنه صلى الله عليه وسلم إلا أن واجب النصرة يحتم علينا الدفاع عنه لعظم مكانته في قلوبنا، وما له من حق علينا، فما من خيرٍ أصابنا إلا وله منّة علينا به؛ ولئن كنا ندافع عن نبينا اليوم فلِعلمنا بأن الطعن في صاحب الشريعة هو طعنٌ في الشريعة ذاتها..
إن لهذا النبي العظيم علينا حقوقًا، أعظمَها الإيمانَ به واتباعَه ومحبتَه وتوقيرَه وتَعْزِيرَه والتمسّكَ بسنته ولزومَ منهجِه وطريقتِه والدفاعَ عنه وعن دينه وشرعته. قال شيخ الإسلام: “إن تَعْزِيرَه عليه الصلاة والسلام نصرُه ومنعُه، وتوقيرَه إجلالُه وتعظيمُه، وذلك يوجب صون عرضِه بكل طريق، بل ذلك أولى درجات التَعْزِير والتوقير، فلا يجوز أن نصالح أهل الذمّة على أن يُسمعونا شتمَ نبينِّا ويُظهروا ذلك، فإنَّ تمكينَهم من ذلك ترك للتعْزِير والتوقير، بل الواجب أن نكفّهم عن ذلك ونزجرهم عنه بكل طريق” اهـ.
إن الواجب علينا أن نجابه أولئك بما نستطيع، وأن نتولّى الدفاع عنه وبيانَ صورتِه الصحيحةِ بذكر سيرتِه العطرة، وأن نربّي أنفسَنا وأبنَاءنَا على ضوء سنته وسيرته ونسيرَ على منهاجها.
وعلى كل واحد منا أن يقدّم ما يستطيع في سبيل الدفاع عن إمامه وقدوته وسيده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالكلمة والكتابة والدعوة، وقبل ذلك كله التمسك بشريعته ولزوم منهجه واتباع هديه.
اللهم عليك بمن آذى نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، اللهم ارزقنا اتباعه، والتمسكَ بهديه، والعملَ بسنته، وأكرمنا بشفاعته، وأَوْرِدْنا حوضه، وارزقنا مُرافَقتَه في الجنة بمنِّك وفضِّلك يا أكرم الأكرمين.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نسألك أن تحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وعبث العابثين، وأن تمن علينا وعلى المسلمين بعز الإسلام ونصر المسلمين.
اللهم إنا نعوذ بك من الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم عليك بالظالمين المعتدين على بلاد المسلمين، فإنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، اللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين. اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا. اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً يا كريم.
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(البقرة).
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة:29-5-1436هـ