خطبة بعنوان: (ظاهرة التفحيط وكيفية علاجها) بتاريخ 6-3-1434هـ
الخطبة الأولى :
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله سيد الخلق أجمعين، والرحمة المهداة للعالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فاتقوا الله أيها المؤمنون: واعلموا أن تقوى الله سلاح المؤمنين، وسبيلهم إلى جنات النعيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102).
عباد الله: تحدثنا في الجمعة الماضية عن ظاهرة التفحيط والأسباب التي أدت إليها، وما ترتب عليها من الأضرار والآثار التي كان التفحيط سبباً فيها، واليوم ــ إن شاء الله ــ سوف نكمل حديثنا حول هذه الظاهرة مع ذكر قصص بعض المفحطين وما حصل لهم، وأخذ العبرة من ذلك، ونشير إلى كيفية علاج هذه الظاهرة، وبعضها خلاصة ما دار بيني وبين المفحط العائد التائب.
فأقول مستعيناً بالله: لقد اتخذ بعض شبابنا ــ هداهم الله ــ ممن استهوتهم هذه الظاهرة الخطيرة بعض الشوارع العامة التي جُعلت لمرور سيارات الناس مكاناً للتفحيط معرضين أنفسهم وغيرهم من راكبي السيارات والمارة للخطر، وقد ترتب على ذلك وقوع كثير من الحوادث، وتَركَ كثيرٌ من الناس التنقل بسياراتهم في هذه الشوارع التي يجوبها هؤلاء بسبب هذه الأفعال المشينة التي لا يقرها عاقل.
لقد أصبح المفحطون لا هم لهم سوى الدوران بسياراتهم بالشوارع ومضايقة الناس بما يصدر من سياراتهم من حركات وأصوات تؤذيهم، ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}(الأحزاب: 58)، وأنا أقول لهم عليكم أن تحمدوا الله تعالى على أن يسر لكم تلك النعمة العظيمة ــ نعمة السيارات ــ التي سخّرها لكم، وتستغلوها الاستغلال الأنفع لكم ولمجتمعكم، وتحذروا من إهدار وقتكم ومالكم وجهدكم في مضايقة المسلمين في طرقاتهم.
إن من المؤلم حقاً أن هذه الظاهرة لم تظهر في أي بلد من بلدان العالم بالشكل الذي نراه ونسمع عنه في بلادنا التي هي منطلق الرسالة ومهبط الوحي، وكان الأولى بشبابنا أن يكونوا قدوة لغيرهم في الالتزام بالنهج القويم والخلق الحسن، أسأل الله تعالى أن يهديهم، وأن يأخذ بأيديهم إلى كل ما يحبه ويرضاه .
عباد الله: إليكم هذه القصص لبعض المفحطين، ممن توفاه الله، وممن أصيب جراء تفحيطه بعاهة مستديمة وواقعهم شاهد على أفعالهم، أسأل الله عز وجل أن يرحم من مات منهم، وأن يشفي مريضهم.
* يقول أحدهم: كنت أركب مع أحد المفحطين فحلف عليّ أحد أصدقائي المقربين أن أنزل وأن يركب مع المفحط، فرفضت وقلت: والله ما أنزل، فحلف عليّ ثانيةً حتى نزلت, ثم ركب مع المفحط وبعد شوط واحد وقع عليه الحادث فمات فتأثرت كثيرا لفقد هذا الصديق وكرهت التفحيط من تلك اللحظة .
* ويقول أحد المفحطين ممن كان موقوفاً في المرور عن حادثة وقعت لأحد زملائه المفحطين: رأيت أحد الشباب يركب مع أحد المفحطين، وانطلق هذا المفحط بسيارته وبسبب السرعة الرهيبة اختل توازن السيارة، فصارت تزحف على جنبها مسافة طويلة، ثم اتجهت إلى الرصيف وصعدت عليه وارتطمت بقوة بأحد الأعمدة، وكانت الضربة من جهة الراكب الذي يجلس بجوار المفحط ففارق الحياة، أما السائق فنزل ولاذ بالفرار مع رفاقه.. ويضيف: اتجهنا إلى السيارة وإذا بالحديد قد التف على الراكب وهو يصرخ ويستنجد بالناس أخرجوني أغيثوني ولكننا لم نستطع إخراجه إلا بصعوبة بسبب قوة الصدمة وبعد قليل مات هذا الشاب، وقد ذكر عنه أنه قد رزق ببنت وحيدة قبل أسبوع من الحادث.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
* ويقول أحدهم: كان بعض الناس يؤمّنون لي السكن والرحلات مقابل التفحيط، وفي يوم من الأيام قابلني شاب يركب سيارة فخمة وقال لي: هذا مبلغ خمسة آلاف ريال بدل مواصلات وبنزين بشرط أن تفحط عندنا ثم تقف وتسلم علينا ويركب معك واحد منا حتى يعرف الجمهور أنك من شلتنا !!
* وهذا شاب من ضحايا التفحيط، قد أصيب بشلل نصفي وتم تنويمه بمستشفى النقاهة، وكان عمره يوم أن دخل المستشفى عشرين عاماً، وقد أمضى بعد الحادث أحد عشر عاماً على السرير، وقد انثنت أطرافه، وانحرفت رقبته، وسكنت حركته فلم يبق له سوى نظراتِ عينه والتفاتةٍ يسيرة بعنقه.
* وهذا شاب آخر: دخل المستشفى وعمره أربعة وعشرون عاماً وهو مصاب بشلل في جسده، وقد أمضى في المستشفى بعد الحادث ثماني سنوات، وكان بجوار هذا الشاب أحد الممرضين، ومعه وعاء فيه طعام سائل، ويقوم برفع السائل بالملعقة، فإذا وصلت إلى فم الشاب المسكين حرك شفتيه ليشرب، ثم ينتظر الملعقة الأخرى، وهكذا .
وهنا أقول لكل شاب يمارس هذه المهنة الخطيرة، اتق الله في نفسك، واحذر أن تكون ممن تسبب في قتل نفسه، أو قتل غيره، أو إصابته، فهذه بعض أحوال هؤلاء المفحطين، وهم عظة وعبرة لغيرهم، فإن لم تتعظ وترتدع فزرهم، وانظر إليهم عن قرب، فليس من رأى كمن سمع .
* وهذا مفحط آخر يقول: أغمي علي بسبب ما شاهدت من موقف عصيب كاد يودي بحياتي، ثم أفقت بعد حضور رجال الأمن والإسعاف وشاهدت سيارتي وهي تحترق، فتوجهت إلى القبلة وصليت ركعتين شكراً لله الذي نجاني من الموت .
عباد الله: لقد تعدت ظاهرة التفحيط غير المفحطين، حيث تسببت في التعدي على الآخرين، بإتلاف أرواحهم، وإيذاء أبدانهم، وترويعهم في طرقاتهم .
فكم من رجال ونساء، وأطفال أبرياء تحولوا إلى أشلاء أو معاقين بسبب هؤلاء المفحطين وتهورهم، ومن القصص المؤلمة في ذلك:
* وهذه عجوز مسكينة تمشي مع ابنتهـــــا في أحد شـــوارع الريــــــــــــــــــاض وهما في طريقهما إلى المنزل وبعد عبورهما الشارع يقبل أحد الشباب وهو يفحط بسيارته، فتزحف السيارة لتحصِد المرأة وابنتها، ثم يهرب الشاب تاركاً ضحيتيه أمام الناس، وقد فزع جميع من شاهد هذه الحادثة، وقام بعضهم بنقل الضحيتين إلى المستشفى لتموتَ الأم وترقدَ البنتُ في العناية المركزة بسبب إصابة شديدة بالرأس.
* وهذه امرأة في الثلاثين من عمرها لا تشعر بمن حولها، ولم يبق لها من الحياة إلا النفس والأكل عبر أنبوبٍ في أنفها، وفتحةٍ في حلقها، هي على هذه الحالة منذ أكثر من خمسةَ عشرَ عاماً بعد أن سحقتها سيارة أحد المفحطين بعد خروجها من المدرسة وعمرها آنذاك ثلاثة عشر عاماً.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.. فما ذنب هؤلاء المصابين من أعمال هؤلاء المفحطين. أسأل الله أن يكشف الضر عنهم وأن يرزقهم الأجر والثواب على صبرهم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْيُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(النور: 63).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن تقواه تنجيكم من كربات الدنيا والآخرة.
عباد الله: ظاهرة التفحيط من أخطر ما يواجه المجتمع، فحق علينا جميعاً أن نتعاون ونتكاتف من أجل الوصول إلى حلول لعلاجها، ومن ذلك ما يأتي:
* أولاً: قيام أولياء الأمور بدورهم المناط بهم شرعا ونظاماً تجاه أولادهم بحيث تكون هناك متابعة مستمرة مع تجنيبهم الصحبة السيئة وعدم تسلميهم السيارة إلا في أضيق الحدود.
* ثانياً: تفعيل دور الإعلام والمجتمع والمنزل والمدرسة والمسجد على حد سواء للتحذير من هذه الظاهرة، وأسبابها، والمخاطر التي تترتب عليها.
* ثالثاً: أهمية الحوار مع هؤلاء الشباب بطريقة تربوية ونفسية بحيث يقوم على هذا الحوار من يوثق في دينه وأخلاقه وخبرته للوصول معهم لنتائج إيجابية.
* رابعاً: إيجاد محاضن تربوية لاحتواء أوقاتهم وتفريغ طاقاتهم، في النشاطات النافعة، والبرامج الترفيهية البريئة عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها بحيث تستوعب المراحل الخطرة من أعمارهم، فإذا شُغلوا بما هو مفيد ابتعدوا عن كل ما هو ضار.
* خامساً: تعزيز ثقة الشباب بأنفسهم عن طريق ربطهم بدينهم وتذكيرهم بخطورة ما يقعون فيه، والوقوف معهم وتشجيعهم وتحفيزهم وإيجاد الوظائف المناسبة لهم.
* سادساً: على المدارس التصدي لهذه الظاهرة وذلك برفع الوعي بين طلابها، ومتابعتهم وتقويم سلوكياتهم، وخاصة ممن يقومون بها، والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها .
* سابعاً: إيجاد قنوات إعلامية هادفة لمعالجة السلوكيات غير السوية عند هؤلاء الشباب بطريقة تتناسب مع أعمارهم وتفكيرهم.
* ثامناً: عمل دراسات متخصصة لمعرفة الأسباب الحقيقية للتفحيط والوصول إلى حلول لها مع وضع آليات مناسبة تساعد الشباب على إبراز قدراتهم وميولهم.
* تاسعاً: وضع ضوابط قانونية لتأجير السيارات، وإيجاد العقوبات المناسبة والحزم في تنفيذها.
* عاشراً: العمل الدؤوب من قبل الأسر لتحقيق حاجات أبنائهم النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة في مستقبل الشباب المشرق بتوفيق الله.
وأخيراً: أقول لكل شاب مفحط اعلم أن دماءَ المسلمين غاليةٌ عند الله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق)(رواه ابن ماجة)، واعلم أن مكتسبات بلادك أمانة في عنقك، فاحذر أن تفرط فيها، أو أن تكون سبباً في ضياعها ومن ذلك الأمن، والمركوبات، والشوارع، والكهرباء، والمباني، وغيرها. وأقول لبعض أصحاب ورش السيارات ممن يقومون بالتعاون مع هؤلاء المفحطين في إصلاح سياراتهم دون علم الجهة المختصة اتقوا الله في هؤلاء الشباب، واعلموا أن ما يقومون به مخالف للأنظمة الموضوعة، وعدم إصلاح سياراتهم يضيق عليهم الوقوع في هذه الظاهرة، ويفوت عليهم الفرصة في الاستمرار بها، فلا تكونوا عوناً لهم على هذه الأفعال الخطيرة وإلا فأنتم ممن يتعاونون على الإثم والعدوان، والله جل وعلا يقول:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}(المائدة: 2). لقد كدرت هذه الظاهرة على كثير من المسؤولين والمربين والأسر، وهي جديرة بالاهتمام وتضافر الجهود من المجتمع بأكمله للقضاء عليها.
أسأل الله تعالى أن يهدي شبابنا، وأن ينفع بهم، وأن يردهم إلى دينهم رداً جميلاً.
عباد الله: لقد ودعنا قبل أيام رجلاً من رجالات بلادنا، اشتهر بالبذل والإنفاق، وبذل جاهه في مجالات الخير، ودعنا أخانا الوجيه/ فوزان الفهد الذي كرس حياته مكافحاً وباذلاً، عرفته الأسر الفقيرة، والجمعيات الخيرية، ووجوه البر والإحسان. أسأل الله أن يرحمه، وأن يعلي منزلته، وأن يبوأه الفردوس الأعلى من الجنة .. آمين.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك أن تحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين وعبث العابثين، وأن تمن علينا وعلى المسلمين بعز الإسلام ونصر المسلمين.
اللهم فرج عن إخواننا المسلمين في كل مكان، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم عليك بالظالمين المعتدين على بلاد المسلمين، فإنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا في الأرض الفساد، اللهم صُبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الصالحين.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم ارفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم رد المسلمين إلى دينهـم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(البقرة).
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا
من القانطين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثا مغيثا، سحا طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد، وتجعله زاداً للحاضر والباد.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة: 6-3-1434هـ