64 – إلى العابثين بالأعراض

الأربعاء 19 رجب 1445هـ 31-1-2024م

 

64 –  إلى العابثين بالأعراض pdf

 

  

 

 إلى العابثين بالأعراض([1])

 

تأليف

أ.د عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1] نحمده سبحانه ـ أباح لنا النكاح ـ وحرم علينا الزنا والسفاح.

قال تعالى: {.. فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ..} [النساء:3].

وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا}[الإسراء:32].

والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. وبعد:

فإن من الأمور المحرمة العظيمة المنذرة بمخاطر وبيلة جريمة الزنا التي ظهرت هذه الأيام، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، وخلفت ورائها الدمار والعار؟

هذه الجريمة الشنعاء التي ما ظهرت في أمة من الأمم إلا كان ذلك إيذانا لها بالأسقام والأوجاع، وغضب الجبار. مصداقا لما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)([2]).

وهذا مشاهد في المجتمعات التي شاعت فيها الإباحية الجنسية، فها هي أمريكا رائدة الحضارة الغربية، وها هي الدول الأوروبية كلها تصطلي بنار الآثار التي خلفتها لهم الإباحية الحيوانية حتى أعلن أطباؤها ومفكروها ومؤسساتهم إفلاسهم من تقديم أي حل لآثار الفواحش التي انتشرت عندهم.

مما جعل أعداء الله يسعون سعيا حثيثا لنشر هذه الفواحش في المجتمعات الإسلامية بكل الوسائل والسبل.

وقد تحقق لهم بعض ما أرادوا وكان الضحية غالبهم من الشباب والفتيات الذين تهيأت لهم أسباب هذه الجريمة ووسائلها، وكثرة روافدها التي تغذيها، ولعلاج جريمة الزنا لابد لنا من معرفة الأسباب وتشخيصها، وتعقب آثارها في كل جانب من جوانب الحياة المرتبطة بها حتى نستطيع أن نتخذ التدابير الواقية لشبابنا وفتياتنا ومجتمعاتنا، ثم تقديم العلاج الناجع لهذه الظاهرة الخطيرة التي اتفقت الأديان السماوية على تحريمها نظرا لقبحها وشناعتها بأن من نعم الله على بلادنا أن حرسها الله بالإسلام وأنعم عليها بتحكيم شرعه، ولكن أعداء الله ما فتأوا يخططون ليل نهار لكسر تماسك المجتمع وصلابة أفراده وسمو أخلاقه، ولقد نفد كيدهم على حين غفلة من الغيورين والمصلحين إلى قلوب بعض الشباب اللاهي العابث، وحرصا على معالجة هذا  الداء قبل انتشاره واستفحاله كانت هذه الرسالة وهي توجيه وذكرى وعظة وعبرة لعل الله ينفع بها من كتبها وقرأها وسمعها إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

                                                                                               وكتب

                                                                       أبو محمد عبد الله بن محمد الطيار

                                                                         أبو سليمان سامي سليمان المبارك

                                                                           ضحوة الأربعاء: 11/ 5/ 1413هـ

  

الإسلام والغريزة الجنسية

لقد خلق المولى تبارك وتعالى الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}[الإسراء:70]. وقال سبحانه:{لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}[التين:4].

ومع هذا التكريم أودع سبحانه وتعالى في هذا الإنسان مجموعة من الغرائز والنوازع والشهوات، وهي لا تعتبر في حد ذاتها عيبا في الإنسان، فهو مكرم بما فيه من هذه الغرائز، لأن الله هو الذي أوجدتها فيه، وبالتالي فالإسلام لا يتصادم مع هذه الغرائز، بل يوجهها الوجهة السليمة حتى تصب في مصبها السليم وتسير في مسارها الصحيح، ولكن الإسلام لا يطلق العنان لهذه الغرائز بل متى انحرفت عن مسارها الذي رسم لها وقف منها موقف الحسم والتطهير.

فحب المال غريزة في الإنسان، قال تعالى: {وتحبون المال حبا جما}[الفجر: 20].

فالإسلام يسمح لهذه الغريزة بجمع المال من الطرق المشروعة ويمنعها من الطرق المحرمة، قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}[الملك: 14].

ومن مجموعة هذه الغرائز المودوعة في الإنسان الغريزة الجنسية، فما هو المسار الصحيح لهذه الشهوة أو الغريزة سواء عند الذكر أو الأنثى؟

المسار الصحيح لهذه الرغبة هو الزواج، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..}[الروم:21].

وقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ([3]).

وما هذه الدعوة الصادقة من المصطفى صلى الله عليه وسلم الموجهة إلى الشباب إلا تلبية لدوافع الغريزة الجنسية التي وضعها الله في النفس، ورسم لها طريقا تمشي فيه كما يمشي ماء السيل في مجراه الذي أعد له، ووضع فيه من السدود ما يمنعه أن يطغى عليه ويخرج عنه كما يخرج النهر أحيانا فيغرق الزرع ويهلك الحرق والنسل.

أما المجرى الطبيعي فهو الزواج، وأما الطغيان فالبغاء والفساد، ثم جئنا نحن فخالفنا فطرة الله، فسددنا المجرى الطبيعي وأزحنا السدود والحدود وتركناه ينطلق كما يشاء فيدمر البلاد ويهلك العباد.

 

تعريف الزنا

هو لغة: يمد ويقصر، زنى الرجل يزني زنى مقصورة، وزناءً ممدودة، وكذلك المرأة. وزاني مزاناةً، ويقال للولد إذا كان من زنا: هو لزنية([4]).

واصطلاحاً: كل وطء وقع على غير نكاح صحيح، ولا شبهة نكاح ولا ملك يمين([5]). وقال في الكشاف: هو فعل الفاحشة في قُبُلٍ أو دُبر([6]).

الحكمة من تحريم الزنا:

جاء الإسلام لحماية الأعراض، وصون الحرمات، وحفظ الأنساب، ولما كان الزنى منافياً لهذا كله، حرمه المولى ـ تبارك وتعالى ـ في كل الأديان السماوية المنزلة لما في هذه الجريمة من مفاسد عظيمة منافية لفطرة الإنسان، ونظام العالم بأسره.

يقول ابن القيم ـ يرحمه الله: ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة العالم في حفظ الأنساب وحماية الفروج، وصيانة المحرمات وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه أو ابنته أو أُخته أو أمه، وفي ذلك خراب العالم. كانت تلي مفسدة القتل في الكبر. قال الإمام أحمد رحمه الله: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئاً أعظم من الزنى([7]).

ويقول: فليس في الذنوب أفسد للقلب والدّين من هاتين الفاحشتين، يعني اللواط والزنى، ولهما خاصية في تعبيد القلب من الله، فإنهما من أعظم الخبائث. فإذا انصبغ القلب بهما بُعد ممن هو طيب، والله يصعد إليه إلا طيب وكلما ازداد خبثاً ازداد من الله بعداً.

ولما كانت هذه حال الزنا كان قريباً للشرك في كتاب الله تعالى، قال تعالى: { الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}([8]). فهذه الآية مشتملة على خبر وتحريم([9]).

 

أدلة تحريم الزنا

الزنا محرم بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول:

* فمن القرآن قوله تعالى:

1- {وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }([10]).

2- {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ([11]).

3- {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما}([12]).

4- {لا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}([13]).

5- { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ..}([14]).

6- { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .. }([15]).

7- { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا..}([16]).

أدلة تحريم الزنا من السنة:

1- (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)([17]).

2- من حديث الكسوف: ( يا أمة محمد ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ألا هل بلغت؟)([18]).

3- روى ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ قال: (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك: ثم قال: أي ؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يُطعم معك. قال: ثم أي؟ قال: أن تُزاني حليلة جارك)([19]).

4- عن عائشة ــ رضي الله عنها ــ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم أمريء مسلم إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس ، والثيب الزاني، والتارك لدينه)([20]).

5- قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر)([21]).

ومن الإجماع:

اتفقت الشرائع السماوية على التحريم إتيان هذه الفاحشة، وقد نقل غير واحد من أهل العلم الإجماع على تحريمها.

قال ابن المنذر رحمه الله : قد انعقد الإجماع على تحريم الزنا ([22]).

ومن المعقول:

فإن أصحاب العقول السليمة والنفوس النبيلة ينفرون من كل ما هو قبيح، وإن من أقبح الفواحش فاحشة الزنى، وقد قال عنها الله جل وعلا:{ولا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}[الإسراء: 32]. ويقول أبو بكر الجصاص رحمه الله عند هذه الآية: “وفيه دليل على أن الزنى قبيح في العقل قبل ورود السمع لأن الله سماه الفاحشة “([23]).

ويقول الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: “ووصف الله الزنى وقبحه بأنه {كَانَ فَاحِشَةً}، أي إنما يستفحش في الشرع والعقول والفطر لتضمنه التجريء على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد([24]). ومما يدل على قباحة الزنى عقلاً أن الطبائع السليمة كانت تأنف منه في الجاهلية وقبل الإسلام.

يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه: ” .. فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام.. ” ([25]).

ومن ذلك ما وقع لعبدالله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم حين دعته امرأة وراودته عن نفسه وفرضت له مالاً، قال:

أما الحرام فالممات دونه  ***  والحل لا حل فاستبينه

يحمي الكريم عرضه ودينه  ***  فكيف بالأمر تبغينه([26])

 

عقوبة الزاني

نظرا لبشاعة جريمة الزنا وقبحها قد رتب المولى تبارك وتعالى عقوبات متنوعة على من أتى هذه الفاحشة ولم يتب منها إلى الله، كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[الفرقان:68ـ70].

ودلت هذه الآية على أنه ليس بعد الكفر أعظم من القتل بغير حق ثم الزنا([27]).

فالزنا موجب للعديد من العقوبات الشديدة، بعضها جسدي، وبعضها معنوي. بل إن عقوبة الزنا لا تكون على الزناة وحدهم بل تتعداهم إلى الغير.

عقوبة الزاني:

وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1ـ عقوبات شرعية زجرية.

2ـ عقوبات أخروية.

3ـ عقوبات كونية.

العقوبات الشرعية:

وتنقسم إلى قسمين:

1- عقوبات جسدية.

2- عقوبات معنوية.

أولاً: العقوبات الجسدية:

لا يخلو حال الزاني إما يكون محصنا أو غير محصن سواء كان ذكراً أو أنثى. فإن كان محصنا وهو: ” الذي حصل له الوطء في القبل في نكاح صحيح”([28]). وثبت زناه شرعاً فإن عقوبته الرجم بالحجارة حتى الموت.

خطب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يوم الجمعة في المدينة المنورة في آخر حياته في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال (إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده)([29]). وقول النبي صلى الله عليه وسلم :(واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها)([30]).  

أما إن كان غير محصن فعقوبته الجلد مائة مع التغريب لمدة عام. قال تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2].

وفي صحيح البخاري عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر فيمن زنا ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام([31]).

العقوبات الشرعية المعنوية:

وتشتمل على ما يلي:

1ـ الفضيحة: لقوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِين}([32]). يقول أبو السعود رحمه الله عند هذه الآية: (لنحضره زيادة في التنكيل فإن التفضيح قد ينكل أكثر مما ينكل التعذيب. والمراد بطائفة جمع يحصل بها التشهير والزجر)([33]).  

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن السعدي: (وأمر الله تعالى أن يحضر عذاب الزانيين طائفة أو جماعة من المؤمنين ليشتهر ويحصل بذلك الخزي والارتداع وليشاهدوا الحد فعلاً…)([34]).

2ـ التغريب: وفي هذا زيادة على العذاب الجسدي عذاب نفسي معنوي.

3ـ تحريم مناكحة الزناة، قال تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }([35]).

العقوبة الأخروية:

توعد الله تعالى ـ جل وعلا ـ من يفعل الفاحشة بالعذاب الأليم إن لم يتب منها. قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا}([36]).    

ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني قد انطلقت معهما (إلى أن قال): فأتينا على مثل التنور فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا… وفي آخر الحديث: أنهما أخبراه بأنهما جبريل وميكائيل وأن الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور الزناة والزواني)([37]).    

ويقول عليه الصلاة والسلام: (إن الزناة تشتعل في وجوههم النار)([38]).       

3-العقوبات الكونية:

للمعاصي آثار تظهر على مرتكبيها في الدنيا والآخرة. بل تظهر آثارها على الأمم والشعوب، يقول سبحانه: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}([39]). ومن سنن الله الكونية الثابتة أن من أطاعه سبحانه أحبه وأعزه في الدارين ومن عصاه وتمرد عليه أذله وأهانه في الدنيا قبل الآخرة. {جزاءً وفاقا}[النبأ: 26].

يقول ابن القيم يرحمه الله: (وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ، … وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ أَهْلَ الْأَرْضِ كُلَّهُمْ حَتَّى عَلَا الْمَاءُ فَوْقَ رَؤوْسِ الْجِبَالِ؟ وَمَا الَّذِي سَلَّطَ الرِّيحَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ حَتَّى أَلْقَتْهُمْ مَوْتَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٌ، وَدَمَّرَتْ مَا مَرّتَ عَلَيْهِ مِنْ دِيَارِهِمْ وَحُرُوثِهِمْ وَزُرُوعِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، … وَمَا الَّذِي رَفَعَ قُرَى اللُّوطِيَّةِ حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ نَبِيحَ كِلَابِهِمْ، ثُمَّ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَأَهْلَكَهُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَرَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى أُمَّةٍ غَيْرِهِمْ، وَلِإِخْوَانِهِمْ أَمْثَالُهَا، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ؟ وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ سَحَابَ الْعَذَابِ كَالظُّلَلِ، فَلَمَّا صَارَ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ أَمْطَرَ عَلَيْهِمْ نَارًا تَلَظَّى؟ وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَخَسَفَ بِقَارُونَ؟ ..)([40]).

روى الإمام أحمد عن عبدالرحمن بن جبير بن نفيل عن أبيه: “لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى..” ([41]).

وذكر الإمام أحمد عن صفية قالت: “زلزلت المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أيها الناس ما هذا؟ ما أسرع ما أحدثتم، لأن عادت لا أساكنكم فيها”([42]).

قال كعب:”إن الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي ترتعد فرقا من الرب جل جلاله أن يطلع عليها”([43]).

 

الآثار الخطيرة المترتبة على الزنا

للزنا آثار خطيرة على الأفراد والمجتمعات ولكثرتها نفصلها فيما يأتي:

1-الآثار العامة للمعاصي على الفرد والمجتمع.

2- الآثار المرضية للزنا.

3-الآثار الحضارية للزنا.

4-الآثار السلوكية والاجتماعية للزنا.

5- الآثار النفسية للزنا.

6-الآثار الإيمانية للزنا.

7- الآثار الخاصة على الزاني.

أولاً: الآثار العامة للمعاصي على الفرد والمجتمع:

1- حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئه، قال الشافعي يرحمه الله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظني  ***  فأرشدني إلى ترك المعاصي

قال اعلم بأن العلم فضل  ***  وفضل الله لا يؤتاه عاصي

2- حرمان الرزق: وفي المسند: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ([44]).

3- الوحشة التي يجدها الزاني والعاصي في قلبه بينه وبين مولاه، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها، لم تفي بتلك الوحشة، وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة، وما لجرح بميت إيلام، فلو لم تترك الذنوب إلا حذرا من وقوع تلك الوحشة لكان العاقل حريا لتركها.

4- الوحشة التي يجدها العاصي والزاني بينه وبين الناس، ولا سيما أهل الخير منهم، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم، فتقع بينه وبين أمرأته وولده وأقاربه وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا من نفسه.

5- تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا أو متعسرا عليه.

6- ظلمة يجدها في قلبه حقيقة، يحس بها كما يحس بها في ظلمة الليل البهيم، فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته، حتى يقع في البدع والضلالات، والأمور المهلكة وهو لا يشعر، كأعمى خرج من ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين، ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سوادا فيه، يراه كل أحد.

7- المعاصي تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها، والخروج منها، كما قال أحد السلف: “إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها”.

8- أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه، وسقوطه من عينه، قال الحسن البصري رحمه الله: “هانو عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، قال الله تعالى: {ومن يهن الله فما له من مكرم..}[الحج: 18].

9- أنها تستدعي نسيان الله لعبده، وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وسلطانه، {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم..}[الحشر:19]، وكذلك نسيانه في الآخرة، {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا..}[طه: 124].

10- اجتراء المخلوقات على المعاصي، فتجترأ عليه الشياطين بالأذى والإغراء والوسوسة والتخويف ويجترأ عليه كل أحد.

11- أنها تحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن، {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}[الروم: 41].

12- أنها تزيل النعم وتحل النقم، {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}[الشورى: 30]، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة”، وقد قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}[الشورى: 30]، وقال تعالى: {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..}[الأنفال: 53].

ولقد أحسن القائل:

إذا كنت في نعمة فارعها  ***  فإن الذنوب تزيل النعم

وحطها بطاعة رب العباد  ***  فرب العباد سريع النقم

وإياك والظلم مهما استطعت  ***  فظلم العباد شديد الوحم

وسافر بقلبك بين الورى  ***  لتبصر آثار من قد ظلم

فتلك مساكنهم بعدهم  ***  شهود عليهم ولا نتهم

وما كان شيء عليهم أضر  ***  من الظلم وهو الذي قد قصم

وكم تركوا من جنان ومن  ***  قصور وأخرى عليهم الهم

صلوا بالجحيم وفاة النعيم  ***  وكان الذي نالهم كالحلم

ثانيا: الآثار المرضية:

من آثار الزنا المرضية انتشار الأمراض الجنسية، كمرض الزهري والسيلان والقروح السيالة وطاعون العصر “الإيدز”، روى الحاكم بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله)([45]).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (وما تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم البلاء)([46]).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)([47]).

فكم من شاب وقع فريسة لهذا المرض الفتاك، يقول الدكتور نيكول مدير قسم الأمراض الزهرية في مستشفى سان توماس بلندن: ” إن المشكلة التي تواجهنا اليوم هي تبدل قيمنا الأخلاقية التي شجعت وتشجع على إقامة العلاقات الجنسية المحرمة، وهذه بدورها سببت ازدياداً حاداً في إصابات الأمراض الناتجة عن الإباحية الجنسية”.

ومما يؤكد تأثير الزنا في انتشار الأمراض الجنسية، وجود هذه الأمراض الجنسية بكثرة في الدول التي انتشر فيها الزنى إلى درجة أنه أصبح من العادي وجود هذه الأمراض حتى في صفوف الشباب الصغار والفتيات الصغيرات الذين بدأوا يمارسون العلاقات المحرمة، وكم نادى مثقفوهم بعد أن أدركوا بعض العواقب الدنيوية، ولكن لا حياة لمن تنادي.

ثالثاً: الآثار الحضارية:

إن الفوضى الجنسية التي امتازت بها المجتمعات المتحضرة اليوم والتي يسمونها المجتمعات التقدمية قد جردت النفس البشرية من كل خلق وفضيلة، وجعلت من الإنسان حيوانا بهيمياً، بعيدا عن الأخلاق والقيم، وإنما تقاس الأمم بأخلاقها.

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت  ***  فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا

كذا الناس بالأخلاق يبقى صلاحهم  ***  ويذهب عنهم أمرهم حين تذهبوا([48])

وهذه نماذج من اعترافات أبناء الغرب نحو حضارتهم الزائفة:

يقول الرئيس ولسن قبل وفاته بأسابيع:(إن حضارتنا لا تستطيع الاستمرار في البقاء من الناحية المادية إلا إذا استردت روحانيتها).

اعتراف آخر:

يقول البروفيسور (سيمون جارجي) رئيس مركز الدراسات الشرقية بجامعة جنيف.

يقول في اعترافه: إنا من الذين يعيشون نوعاً من الوجل على ما وصلت إليه حضارتها المادية.. إننا نعيش أزمة ضمير ووجدان خانقة، وإنني من المعتقدين أن حضارتنا الغربية بمفهومها القديم والتقليدي هي الآن في حالة احتضار، وإننا نعيش الآن نوعاً من موجة التحول الذي لا نعلم ماذا سينتج عنه، نحن الآن نشاهد حضارة تنازع وتوشك على الموت ـ وستموت بلا شك ـ وهي تموت ولابد أن ينشأ عنها حضارة جديدة … أما إذا تساءلنا عن السبب، فهناك أسباب عديدة منها بالأخص أن الغرب قد فقد المرتكزات الروحية، والثقافية الدينية، التي كان يرتكز عليها، فلم يعد هناك شيء يركن إليه، فالديانة النصرانية فقدت مقوماتها والتوق إلى الروحانيات انتهى واضمحل من النفوس، فأصبح في الغرب نوع من الفراغ، ونوع من الضياع الشامل، تكتوي به الآن الأجيال الشابة، وأكبر برهان على ذلك أن هناك إقبالاً شديداً بين شباب الغرب على دراسة ما نسميه عندنا في الجامعات بـ (تاريخ الديانات)([49]).

رابعاً: الآثار الاجتماعية والسلوكية:

وذلك أن الانحرافات الجنسية لا تقتصر آثارها على الفرد، بل تتجاوز ذلك إلى المجتمع ككل، فيصبح المجتمع يعيش فوضى جنسية وانحرافات أخلاقية.

وإليك بعض آثار الصور الاجتماعية والسلوكية:

أـ مرض النضج الجنسي المبكر:

والذي ذاقت ويلاتهُ أوروبا، فتجد الفتاة أو الشاب يراهق قبل أوانه.

ب ـ الانصراف عن الزواج:

لأن الشباب همه إفراغ هذه الطاقة وقد هيئة له سبلها المحرمة، فما الداعي للزواج؟ لذلك نجد أن نسبة الإقبال على الزواج في الدول الغربية ضئيلة، وهي تتضائل كلما فشت الفاحشة.

ج ـ انهيار الأسرة:

لأن قيم الحياة الزوجية وأسس استقرارها قد تهدمت وتصدعت، فالأخلاق الزوجية التي يتبادلها الزوجان بعضهما البعض من الرحمة والمودة والعفاف أصبحت من غرائب المجتمع المنحل.

د ـ ضياع الأمن:

ذلك أن الذي يهتك ستره مع الله لا يبالي بأعراض الآخرين وسمعتهم، فكم من جريمة ارتكبت من أجل الحصول على المال للوصول إلى ارتكاب الفاحشة، وكم من نفوس تقتل من أجل ارتكاب هذه الجريمة، وقد أضحى اغتصاب الفتيات أمرا عاديا في المجتمعات التي انتشر فيها الزنا.

هـ ـ انتشار أولاد الحرام:

الزانية من زنا بها لحظات وتحمل العار في أحشائها تسعة أشهر حتى إذا ما وضعت قتلتهن وتكون بذلك قاتلة لنفس بريئة، أو رمته في مسجد أو غيره، ثم تتولى السلطات مشكورة باحتواء هذا الطفل الذي لا ذنب له، وتتعهده في دار الرعاية وربما صلح حاله، وربما لا يصلح فينشأ في المجتمع بلا أم ولا أب، ولا أخ ولا عمن ولا قريب، وربما علم أحد عن حاله فيعيره، فينقم على المجتمع، ويتوغل في الفساد، وتنحرف في الغالب شخصيته، فمن الذي يربيه ويوجهه ويرشده؟ الوالد الزاني الذي أشبع رغبته في لحظات ولا يهمه إلا البحث عن أخرى؟! أم هي الأم الزانية!! فممن يأخذ العطف والحب والحنان؟!!.

خامساً: الآثار النفسية:

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للسيئة اسوداداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق).

فالاستقرار النفسي والسعادة القلبية لا يجلبها الحرام هبة يهبها الله لعباده الصالحين، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}[الرعد: 28].

سادساً: الاثار الإيمانية:

الزنا له آثار خطيرة على الإيمان، فهو يخدش صفائه، ويعكر مساره، ويكدر نقاءه، ويجعل صاحبه بعيدا عن خيار المؤمنين، بل إن إيمان الزاني يرتفع عنه كالظلة حال زناه، يقول صلى الله عليه وسلم: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)([50]).

والمعنى أنه لا يفعل هذه المعصية وهو كامل الإيمان. وحكي عن ابن عباس رضي الله عنهما: ينزع عنه نور الإيمان. وقال المهلب: ينزع منه بصيرته في طاعة الله تعالى.

وقال عكرمة: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: كيف ينزع الإيمان منه؟ قال: هكذا، وشبك بين أصابعه ثم أخرجها، فإن تاب عاد إليه هكذا. وشبك بين أصابعه([51]).

الآثار الخاصة على الزاني:

1- عدم قبول وإجابة دعاء الزاني.

روى أحمد والطبراني واللفظ له: (تفتح أبواب السماء نصف الليل، فينادي منادي: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو دعوة إلا استجاب الله عز وجل له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عشاراً) ([52]).

ونستطيع أن نجمل الأسباب المؤدية إلى الفاحشة فيما يلي:

1- غياب التشريع الإسلامي.

2- معوقات الزواج.

3- الاختلاط.

4- التبرج والسفور.

5- خلو الرجل بالمرأة.

6- السفر خارج البلاد.

7- سفر المرأة بدون محرم.

8- أجهزة الإعلام المرئي منها والمسموع، والمكتوب والمصور.

9- جهاز الهاتف.

10- رفقاء السوء.

11- المخدرات.

12- العمالة الوافدة.

13- الفقر.

14- العشق والغرام.

15- وفرة المادة بيد الناس.

16- البطالة: لأن العمل يشغل الإنسان ويلهيه، ومتى فرغ الشخص من الأعمال بحث عن شهواته ورغباته.

هذه أبرز أسباب الفاحشة، وهي تكثر وتقل في المجتمع حسب نسبة تدينه، وقيام أفراده بواجباتهم الشرعية، ووجود طائفة من أهل الخير تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وترغب في الفضيلة، وتنهى عن الرذيلة، وكلما قويت هذه الطائفة وكثر سوادها في المجتمع قلت طرق الفاحشة وسددت مسالكها.

 

أسباب الوقوع في الفاحشة

إن لكل جريمة أسبابها ودوافعها المؤدية إليها، وحتى نأمن وقوع أي فاحشة لا بد أن نسعى جادين إلى منع الأسباب المفضية إليها، فمتى ما وجدت الأسباب والدوافع وجدت النتيجة الحتمية غالباً.

لذا جاء الإسلام بقاعدة سد الذرائع، قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}([53])،  {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ…}([54]).

أسباب الوقوع في الفاحشة:

أولاً: غياب التشريع الإسلامي:

وهذا سبب رئيسي ليس للزنا فحسب، بل لكل الانحرافات، فغياب التشريع الإسلامي عن الأسرة أدى إلى الانحراف، وغياب التشريع الإسلامي عن قوانين الجزاء كما هو الحال في كثير من البلاد التي لا تحكم بشرع الله، أدى إلى انتشار هذه الجريمة، وقد أجري استفتاء للمنحرفين في إحدى الدول وكانت النتيجة أن 4و22% من مرتكبي جرائم هتك الأعراض كانوا يخشون الجزاء، وأن 6و77% لم يبالوا بالقانون.

وغياب التشريع عن ضمير الفرد وعدم مراقبته لله أدى إلى هذه الجريمة، وصدق الله إذ يقول: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق… مسلمون}[آل عمران: 102].

وقد أخبر الله عن عاقبة الذين يعرضون عن منهجه وأنهم يعيشون في ضنك من العيش، قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا…}[طه: 124].

ثانياً: معوقات الزواج:

الزواج هو المجرى الطبيعي لإفراغ الغريزة الجنسية، وإشباعها للطرفين، والإسلام لا يتصادم مع هذه الغريزة، لأن الله هو الذي أودعها في الإنسان، لكنه يوجهها الوجهة السليمة وهي الزواج، ومتى وضع أمام الزواج معوقات وسدود وعقبة كؤود فإن الغريزة تصبح كالسيل الجارف في الوادي الذي وضعت فيه السدود وطغى السيل، وطغى الشباب، ووقعت الفاحشة، فوضع العقبات في طريق الزواج وتعسير أموره سبب من أسباب هذه الجريمة، فالزواج هو الحصن الواقي المانع إن شاء الله من هذه الجريمة، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج..)([55]).

وقال: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) ([56]).

فالزواج خير وسيلة شرعية لإفراغ الغريزة الجنسية وإشباعها، وعلى أفراد المجتمع أن تتضافر جهودهم لتيسير أموره وتسهيلها، ليقبل عليه الشباب والفتيات، ويبتعدوا عن أسباب الفاحشة، وما كان لمؤمن أن يقع مواقع الريبة وطرق الحلال ميسرة أمامه، هذا إن كان صادق الإيمان، سليم السريرة، وإن حدث خلاف ذلك فيفتش عن إيمانه.

ومن أبرز معوقات الزواج:

1- المغالاة في المهور: حتى انصرف كثير من الشباب عن الزواج بسبب التكاليف الباهظة للزواج، والطلبات المرهقة من أولياء الفتاة، قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: ” يا عباد الله اتقوا الله في أنفسكم وفيمن ولاكم الله عليهن من البنات والأخوات، وغيرهن، وفي إخوانكم المسلمين، واسعوا جميعا إلى تحقيق البر في المجتمع، وتيسير سبل نموه وتكاثره، ودفع أسباب انتشار الفساد والجرائم، ولا تجعلوا نعمة الله عليكم سلما إلى عصيانه، وتذكروا دائما أنكم مسؤولون ومحاسبون عن تصرفاتكم([57]). كما قال تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}[الحجر: 92، 93].

2- دعوى إكمال الدراسة: فمن الأمور التي تقف حائلا دون المبادرة للزواج دعوى مواصلة الدراسة، فالفتاة تعتبر الزواج عائقا يقف دون تحقيق طموحاتها العلمية، وترى من الأفضل لها تأجيل الزواج، والشباب يعتبر الزواج أيضا عائقا عن مواصلة دراسته، ولذا نجد هؤلاء يعزفون عن الزواج بحجة التفرغ للدراسة، وأن الزواج عائق عن المواصلة والتفوق، لأنه مسؤولية تحتاج إلى تحمل وتفرغ حتى أن بعض هؤلاء قد يقع في الحرام، ومع ذلك يعتبر هذا أيسر وأسهل من أن يقدم على الزواج الذي يقيد حريته حسب زعمه وكأن الحرية عند هؤلاء هي الابتعاد عن الأخلاق والقيم، ولو أنهم التفتوا يمنة أو يسرة ورأوا بعض الشباب الذين بادروا بالزواج وكيف استقرت أحوالهم وتفوقوا في دراستهم بسبب هدوء النفس وراحة البال، وقلة التفكير لوضعوا أقدامهم على الطريق الصحيح، لكنهم عموا عن ذلك فكان من أمرهم ما كان.

ثالثاً: الاختلاط:

ويقصد منه اختلاط النساء بالرجال، وهذا سبب خطير من أسباب الوقوع في الفاحشة، يقول ابن القيم رحمه الله:”ولا ريب أن تمكين اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر”.

والاختلاط أنواع:

1-الاختلاط في العمل. ففي ظل دعوى الزمالة والصداقة وحرية العمل الوظيفي تبدأ المرأة بمجالسة الرجل لقضايا العمل، ثم تبدأ الأحاديث الشخصية، ثم التلطف من الطرفين، ثم الضحك، ثم التهادي، ثم تقع الكارثة!.

إن للمرأة حياءً وسترا يمنعها من الحرام، فمتى ما أسقطته فقد سهلت لنفسها الحرام، فمشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله واختلاطها بالرجال بحجة العمل يؤدي ذلك كله إلى شر كبير وفساد عظيم.

2-الاختلاط في بيوت الأقارب والأصدقاء:

حيث تجالس الفتاة أو المرأة المتزوجة الرجال الأجانب بحجة الصداقة لزوجها أو للعائلة، أو القرابة، وهي بكامل زينتها، وقد تحدث الخلوة تحت ظل الثقة، وسقوط الكلفة، كما أن المصافحة من مباحات تلك الصداقات والجلسات العائلي’، فكم من خطيئة ارتكبت وأعراض هتكت، وأسر تهدمت من جراء هذا الاختلاط.

3- الاختلاط في أماكن التعليم والدراسة:

فيحدث التجاذب بين الجنسين، فكيف لنا أن نأمن اندفاع ذلك التجاذب عن حدوده الشرعية لا سيما عند الشباب، وقد اعترفت إحدى طبيبات الغرب وتدعى “د. ماريون فقالت: “وإني أعتقد أنه ليس في الإمكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين الرجل والمرأة ينفرد إحداهما بالآخر أوقاتاً طويلة وكنت أسأل بعضهن ممن يتسمن بالذكاء كيف أمكن أن يحدث ذلك؟ أي الوقوع في الفاحشة، فكانت الفتاة تجيبني قائلة: لم أستطع أن أضبط نفسي!”. ومجتمعاتنا الآمنة يخشى عليها أن تنزلق فيما وقع فيه الآخرين إذا لم توجد الضمانات اللازمة، والفصل التام بين الجنسين في مراحل التعليم بما فيه الكليات العلمية والتطبيقية لئلا يحصل ما تحمد عقباه، ولأنه لا يمكن أن نجني من الشوك العنب.

4-الاختلاط في أماكن الترفيه والأسواق:

ففي مثل هذه الأجواء الصاخبة يتسكع الشباب اللاهث وراء المتعة المحرمة وتحدث الظواهر الخطيرة من إلقاء النظرات، وتبادل أرقام الهواتف، ويبدأ شياطين الجن والإنس بنسج الشباك حول الفتاة المسكينة، والتي تقدم خطوة وتؤخر أخرى في تجربتها الأولى.

لذا أنصح أولياء الأمور بالأمور التالية:

1ـ منع الفتيات من الذهاب إلى السوق إلا مع أحد محارمها وفي حدود ضيقة جدا.

2ـ أن تخرج الفتاة متسترة تماماً ومحتشمة لأن قيمتها وقدرها بما تحمله من مبادئ سامية يأتي في مقدمتها الحياء والعفة.

3ـ المراقبة الدقيقة من أولياء الأمور لمن ولاهم الله عليهم، فلا يتركوا الحبل على الغارب دون متابعة وتوجيه.

4ـ المحاسبة أولاً بأول، فلا يتساهل ولي الأمر في سدّ باب الشر مهما كلفه ذلك من تضحيات.

5ـ التوعية العامة في البيت بأضرار الاختلاط والذهاب للأسواق والوقاية خير من العلاج.

رابعاً: التبرج والسفور:

فخروج النساء إلى الأسواق والمنتديات العامة متبرجات يؤجج نار الشهوة في نفوس الشباب.

لهذا نهى القرآن نهيا صريحاً عن إبداء النساء زينتهن لغير أزواجهن، وكم من شاب وقع ضحية لامرأة متبرجة! وكم من امرأة خرجت متبرجة! وليس لها مقصد سيء وقعت ضحية لشباب لاهين عابثين، ولذا من الخير للمرأة ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال.

خامساً: خلو الرجل بالمرأة:

سواء في المنزل أو السيارة أو العيادة أو العمل أو المحل التجاري أو غير ذلك، كما هو حال أكثر السائقين والخدم والأقارب الذين ليسوا من المحارم.

فالخلوة تفعل فعلها الشنيع بين الرجل والمرأة، لأن الشيطان ثالثهما، كيف لا وقد حذر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، قالوا: أرأيت الحمو([58])، يا رسول الله، قال: الحمو الموت)([59]).

وقد بين عليه الصلاة والسلام علة تحريم الخلوة بامرأة أجنبية، حيث قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإن ثالثهما الشيطان)([60]).

سادساً: السفر إلى خارج البلاد:

إذ أن السفر إلى خارج البلاد سبب قوي للوقوع في الفاحشة لاسيما دول الغرب التي لا تعد الزنا جريمة، لكونه بزعمهم من كمال الحرية التي تتمتع بها المرأة، ومتى أولع الشاب بالسفر للخارج فإن الشباك تنصب له، ويسهل اصطياده، ولا شك أن القاعدة العامة من العصمة ألا تقدر، تتضح أكثر في مثل هذه المجتمعات المفتوحة التي لا تراعي الدين والحياء والعفة، بل فتحت الأبواب لإشباع الشهوات من أي طريق غير عابئة باختلاط الأنساب وضياع الأخلاق وانتهاك الحرمات، وعلى قدر توغل المجتمع في الجريمة وانغماسه في الشهوات بقدر ما تكثر المشكلات وتتسع دائرتها، ولا يعرف خطورة هذا الأمر إلا من يتصدى لعلاج مشكلات الناس وقضياهم الخاصة وعند الهيئات والسجون والمحاكم الخبر اليقين.

سابعاً: سفر المرأة وحدها دون محرم:

روى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسافر المرأة ثلاثا إلا ومعها ذو محرم) ([61]).

وروى الإمام مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم منها) ([62]).

ولو كان هذا السفر للحج إلى بيت الله الحرام.

فسفر المرأة وحدها يعرضها لعبث العابثين من الكلاب الجائعة الذين لا يقيمون وزنا للأخلاق والأعراض، بل همهم إشباع رغباتهم بأي شكل، وعن أي طريق وهم كثير لا كثرهم الله.

ثامناً: وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة:

أولاً: الوسائل المرئية: وتشمل التلفاز، السينما، الفيديو.

ثانياً: الوسائل المسموعة: وتشمل المذياع، المسجل.

ثالثاً: الوسائل المقروءة: وتشمل الكتب، المجلات، الصور، والصحف.

أولاً: وسائل الإعلام المرئية:

1-التلفاز:

ويعتبر من أخطر الوسائل الإعلامية مما له من تأثير كبير على المشاهد، وقدرته على جذب الانتباه، لذلك جاء في أحد التقارير العلمية لمنظمة اليونسكو أن الإنسان يحصل على معلوماته بنسبة 90% عن طريق النظر، و8% عن طريق السمع.

بعض آثار التلفاز:

1- يؤكد علماء النفس والاجتماع أن هناك علاقة ارتباط بين ازدياد جرائم العنف وازدياد البرامج المليئة بالسلوك الإجرامي وأعمال العنف.

2- التلفاز يمكن أن يثير الدوافع الجنسية والغريزية، كما أنها تثير عواطف المراهق.

3- يحرص التلفاز على إظهار المرأة بالصورة العاطفية، حتى يستغرقها الحب لفتاه، لذا نوصي بأن تخلو برامج التلفاز ليكون قناة توجيه وتعليم وتثقيف وإرشاد وما ذلك على الله بعزيز.

2- السينما:

وهي من الوسائل التي لا تقل خطورة عن التلفاز ـ إن لم تفقه ـ فقد استطاعت قوى الشر السيطرة عليها وتوجيهها توجيهاً خطيرا تستطيع من خلاله دفع الشباب والفتيات من أبناء الأمة الإسلامية إلى مفاهيم خطيرة في العلاقات الاجتماعية وخاصة في شؤون الحب والزواج، وما تعرضه من انحراف وفساد. يقول مدير التلفزيون الفرنسي: ” إنه لا يوجد منذ سنين شريط واحد يصلح للعرض لاتجاه منتجي الأفلام إلى إنجاز أفلام عنيفة أو جنسية”([63]).

3- أشرطة الفيديو:

والتي بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة انتشارا ذريعاً حتى هتكت ستر الحياء والدين والأخلاق عند الشباب والفتيات حيث صاحبت انتشار الأشرطة قضية خطيرة جدا ألا وهي الأفلام الجنسية الخالعة التي تعرض العري واللقطات الفاضحة جدا والتي تصرع الشباب من الجنسين صرعاً إذا ما وقعوا في حبال هذه الأشرطة.

فمشاهدة الأفلام الساقطة الخالعة عبر الشاشة المرئية المتحركة أي كانت هذه الشاشة لها أثرها البالغ السيء على الشباب وغيرهم.

فهذه الأجواء الفاسدة والمشاهدات الآثمة لها آثارها في النفوس لا سيما الشباب بحيث لا ينفع معهم نصح الآباء أو توجيه المربين والمصلحين.

ثانياً: الوسائل المقروءة تشمل:

المجلات والكتب والصور والصحف.

المجلات: وهي قسمان:

1- المجلات التي تحمل صور العري والخلاعة.

2- المجلات التي تحمل الأفكار المنحلة الداعية إلى الفحش والتفسخ. وإليك الآثار السيئة للصحف والمجلات والتي تبرز في الجوانب التالية:

3- عرض الصور الخليعة للنساء الساقطات من الممثلات والمغنيات والراقصات ويتم العرض بأبهى الصور.

4- عرض الصور عبر الإعلانات التجارية والتي غالباً ما تستخدم المرأة كوسيلة لإثارة الدعاية.

5- تتبع أخبار الساقطات على أنهن قدوات لغيرهن من النساء مما يثير في النفوس الخاوية الرغبة في تقليدهن في اللباس والزينة.

6- تعمد الإكثار من الزوايا التي تعرض صورا للنساء لتبرجهن وزينتهن مما يشجع غيرهن على التسابق بوضع صورهن.

7- عرض القصص والروايات التي يجد فيها أدباء الجنس بغيتهم في نشر الميوعة والانحلال. يقول الدكتور السباعي يرحمه الله: ” إن هؤلاء الناس من أدباء الجنس يحملون بأيديهم معاول التهديم في صرح كياننا الداخلي المتين، وهم في هذا الطريق الذي اختطوه لا يريدون بذلك مصلحة الأمة ولا يندفعون وراء عقولهم بل وراء أهوائهم وشهواتهم، وهم يبغون منه الإثراء المادي بنشر هذا الأدب الرخيص المدمر بين الشباب والفتيات ليقبلوا عليه ويلتهموا ما فيه)([64]).

 

نماذج مما تنشره المجلات

1- نشرت إحدى المجلات عنواناً بارزاً (ماذا يجب على الزوجة أن تفعل عندما يخون الزوج؟!) وكان الحل عبر رواية فيلم([65]). وفحوى الحل: ماذا فعلت المرأة يوم علمت بالخيانة؟ هل أقامت الدنيا وأقعدتها؟ ونصحت زوجها وطلبت الطلاق كما تفعل بعض الزوجات؟ الرواية تقول: أن الزوجة المحبة لزوجها الحريصة على استمرار حياتها وبيتها مقتنعة أن زوجها يخونها بجسده ولكن قلبه معها.

فالخيانة الجسدية أمر طارىء يفيق منه الإنسان نادماً آسفاً، أما الخيانة العاطفية وهو الأخطر، فهي اضطراب أساسي في الوجدان لا يجدي معه إصلاح أو رجعة!. الزوجة العاقلة تعرف أنها مرحلة مؤقتة وحرة في حياتها الزوجية لكنها ليست مبرراً للهدم) ([66]).

2- ونشرت إحدى المجلات عن أصحاب أحد المطاعم قوله: وإنما أتمنى أن يسمح للفتاة السعودية بأن تمارس مهنتها الأساسية في الطبخ في المطاعم والعمل بأعمالها من الغسيل والنظافة والطهو في حدود تعاليم ديننا الحنيف، بحيث لا يكون هناك اختلاط، وإنما تقديم الوجبات من خلال سيور متحركة لا تنكشف المرأة أمام الرجال، والمحاسب يتلقى الطلبات من خلال نوافذ ساترة ثابتة، وهذا من شأنه إعطاء الفرصة للمرأة في الاسهام في الخدمة المطعمية.

3- صورة أخرى: نشرت إحدى المجلات موضوعا بعنوان نقص فيتامين ( د ) في السعودية من المألوف أن تظهر أعراض فيتامين ( د ) في البلدان التي تغيب الشمس من سمائها معظم أيام العام، وخاصة مرض الكساح عند الصغار، ومرض لين العظام عند الكبار، لن الأشعة فوق البنفسجية يؤثر على مادة الجلد التي تنتمي إلى الكوليسترول لهذا فمن غير المألوف ان يعاني سكان المناطق الحارة والمدارية من أمراض نقص هذا الفيتامين، غير أن مجلة طب المناطق الحارة نشرت بحثاً أكد معه. كاتبه أن نقص فيتامين ( د ) ينتشر في السعودية أيضا، وخاصة بين النساء. بالرغم من سماء السعودية الشمسية وفي البحث عن سبب انتشار هذه الظاهرة بين النساء دون الرجال لم يجد الأطباء سبباً سوى الرداء الأسود التقليدي الذي يحجب أي أشعة بنفسجية من أن تصل إلى الجسم.

غير أن الأطباء اكتشفوا مؤخرا ظهور حالات لنقص فيتامين ( د ) بين الرجال أيضا من السعودية أو غيرها مما أوحى للباحثين أن طبيعة الطعام السعودي يتميز بنقص هذا الفيتامين، ومن هنا ينصحون بتعمد التعرض لأشعة الشمس وتدعيم الطعام السعودي فيتامين ( د).

هذه نماذج مما نشر من هراء دافعه الحقد على هذا المجتمع الآمن ومحاولة كسر حاجزه الصلب، ولكن الله لهؤلاء بالمرصاد، فيسمنون بالهزيمة في الدنيا بمشيئة الله وبالعذاب في الآخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أما المسموع من أجهزة الإعلام:

فيأتي في مقدمتها الغناء، فهو دليل الزنا، وداع من دواعيه، لا سيما إذا صحبه كلمات الفحش والعشق والغرام، يقول تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما}[الفرقان: 72]. قال محمد ابن الحنفية: ” الزور ها هنا الغناء”.

ويقول تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون} [النجم: 59- 61]. قال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما: السمود الغناء في لغة حمير يقال: اسمدي لنا، أي غني لنا([67]).

ويقول تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين}[لقمان: 6]. ويقول عليه الصلاة والسلام: (ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) ([68]).

إن الغناء من أكثر الأسباب الداعية للفاحشة، ومن كان له اطلاع على حياة كثير من الشباب والفتيات الذين فتنوا بهذا الغناء الماجن الذي أصبح يسمع في البيوت، بل في الأسواق والحدائق، وفي بعض المناسبات، ومتى تملك حب الغناء في القلب سهل اصطياده وبالتالي إيقاعه في شرك الجريمة.

نسأل الله أن يغسل قلوبنا من حب كل أمر محرم.

تاسعاً: الهاتف:

قد يستغرب بعض الناس أن يكون هذا الجهاز ذو الفائدة العظيمة سبباً من أسباب وقوع الفاحشة.

 

المعاكسات الهاتفية وأثرها:

1ـ إن المعاكس ذئب   ***      يغري الفتاة بحيلة

2ـ يقول هيّا تعالي     ***      إلى الحياة الجميلة

3ـ قالت أخاف العار  ***  والإغراق في درب الرذيلة

4ـ والأهل والإخوان   ***    والجيران بل كل القبيلة

5ـ قال الخبيث بمكر  ***   لا تقلقي يا كحيلة

6ـ إنّا إذا ما التقينا   ***    أمامنا ألف حيلة

7ـ متى يجيء خطيبُ   ***   في ذي الحياة المليلة

8ـ لكل بنت صديق   ***   وللخليل خليلة

9ـ يذيقها الكأس حلواً  ***   ليسعدا كل ليلة

10ـ للسوق والهاتف والملهى  ***   حكايات جميلة

11ـ إنما التشديد   ***   والتعقيد أغلاق ثقيلة

12ـ ألا ترين فلانة  ***   ألا ترين الزميلة

13ـ وإن أردت سبيلا    ***   فالعرس خير وسيلة

14ـ وانقادت الشاة   ***   للذئب على نفس ذليلة

15ـ فيا لفحش أتته  ***   ويا فعال وبيلة

16ـ حتى إذا الوغد أروى  ***   من الفتاة غليله

17ـ قال اللئيم وداعاً  ***  ففي البنات بديلة

18ـ قالت ألمّا وقعنا  ***   أين الوعود الطويلة

19ـ قال الخبيث وقد  ***   كشّر عن مكر وحيلة

20ـ كيف الوثوق بغرٍ  ***   وكيف أرضى سبيله

21ـ من خانت العرض يوماً   ***   عهودها مستحيلة

22ـ بكت عذاباً وقهراً   ***   على المخازي الوبيلة

23ـ عار ونار وخزي   ***    كذا حياة ذليلة

24ـ من طاوع الذئب يوماً  ***   أورده الموت غيلة

عاشرا: رفقاء السوء:

وهم أخطر ما يكون على حياة القلب السليم، فكم من شاب ذلت قدمه، فوقع في الفاحشة، ووقع في هاوية سحيقة ما لها من قرار بسبب الرفقة السيئة، قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا }([69]).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير)([70]). فإياك إياك الرفقة السيئة الغاوية.

يقول أحد الشباب الذين وقعوا في الفاحشة بسبب النظر إلى الأفلام إن أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي.

أحد عشر: المسكرات وخاصة المخدرات:

المخدرات ذلك السلاح الذي استغله أعداء الإسلام ليحطموا به شباب المسلمين ويهدموا جسور الأخلاق عندهم، وجعلهم ينغمسون في وحل الرذيلة والفاحشة، فمن المسلمات أن المرء إذا زال عقله ساغ له أن يزني ويفعل كل شيء، ومن المحزن حقاً أن شبابنا امتدت أيديهم إلى هذه المسكرات والمخدرات، وأقدموا بسبب ذلك على كل جريمة، فيتموا أطفالهم، ورملوا زوجاتهم، وهناك قصص يشيب لها رأس الرضيع، فمن متعاط للمخدرات من وقع على أخته، ومنهم من أرخص عرضه للحصول على المخدر إلى غير ذلك من الأعمال الوحشية والجرائم البشعة([71]).

اثنا عشر: العمالة الوافدة:

من خدم وسائقين وخادمات ومربيات وغيرهم، وكم حصل بسبب هؤلاء من المآسي الكثيرة التي تفرق بسببها أسر وضاعت أخلاق وتشردت أطفال.

إن وجود السائق في البيت وتهاون الناس في دخوله على المحارم جعل هذا الرجل وهو غير مسلم أحيانا يتعرض للنساء بكل وسيلة متاحة له، فتارة يصف شعره، وتارة بتجميل ملابسه، وثالثة وضع الأصباغ على وجهه، والنساء في البيت ينظرن إليه صباحا ومساءً، وأحيانا يغفل الرقيب، ويخلوا بهن ويكون الثالث الشيطان، فيحدث ما لا تحمد عقباه، وكم من فتاة ذاقت الويلات بسبب وقوع السائق عليها، وكم ولي أمر سافر بابنته لبلد آخر لتضع فيه بعيدا عمن يعرفونه، والذي يزيد المسلم حسرة وألماً أن بعض الناس يدرك ذلك وإذا تحدثت معه عن خطر السائقين قال نعم!

وقد حدث كذا وكذا، ولكن إذا جاء التطبيق وجدت مثل هذا المسكين يضعف أمام نسائه، وأحيانا أمام أعراف وعوائد ما أنزل الله بها من سلطان.

أما مصائب الخدم والخادمات فحدث عنها ولا حرج، ولعل في دوائر الهيئات والسجون والمحاكم ما يقنع كل منصف وعاقل.

ثلاثة عشر: الفقر:

وقد كفل الإسلام الحياة الرغيدة والعيش الطاهر في ظل حمى الإسلام، وكل مجتمع فيه الغني وفيه الفقير، وهذه حكمة الله حيث يقول سبحانه: {أهم يقسمون رحمة ربك * نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا..}[الزخرف: 32]. وإذا وجد في المجتمع فالمسؤولية تقع هنا على ولاة أمر المسلمين، بأن يكفلوا لهذا المحتاج ما يحتاجه، ويمنعوه من الوقوع في الحرام بسبب الفاقة.

وكذلك الحال بالنسبة لأغنياء المسلمين، فالواجب عليهم أن يعطوا زكاة أموالهم كاملة، غير منقوصة، ويتحسسوا الأرامل والمطلقات، ليعفوهن من الوقوع في الحرام تحت ضغط الحاجة.

ومع ذلك لا يجوز للمرأة أن تزني تحت هذا الظرف.

أمطعمة الأيتام من كد فرجها لك  ***  الويل لا تزني ولا تتصدقي

وعلى من يتصيدون مثل هذه الظروف أن يتقوا الله عز وجل وان يتقوا يوما يرجعون فيه إلى الله ويتذكروا أن لهم عورات وحرمات، وأن هتكهم لعورات الآخرين معناه هتك الآخرين لعوراتهم.

أربعة عشر: العشق والغرام:

فالعشق والحب والغرام من أسباب الوقوع في الفاحشة، إذ أن العشق تعلق القلب بالمعشوق أيًّا كان، وكم من شاب وفتاة كان العشق نهايتهما، فلينتبه الغافلون وليعقل العابثون.

نهاية عشق مأسوي:

يروى أن رجلا عشق حتى اشتد كلفه بمن عشق، ومرض بسبب معشوقه، مرضا ألزمه الفراش، وتمنع المحبوب عليه، واشتد نفاره عنه، فلم تزل الوسائط بينهما حتى وعد المعشوق بأن يعود العاشق، فأخبره بذلك الناس، ففرح واشتد فرحه، وانجلى غمه، وجعل ينتظر للميعاد الذي ضرب له، فبينما هو كذلك إذ جاءه الساعي وقال له إنه وصل معي إلى بعض الطريق ورجع، فلما سمع العاشق البائس أسقط في يده، وعاد أشد مما كان عليه، وبدت عليه علامات الرحيل من الدنيا، وجعل ينشد هذه الأبيات:

أسلم يا راحة البال العليل  *** ويا شفاء المدنف النحيل

رضاك أشهى إلى فؤادي  *** من رحمة الخالق الجليل

فقيل له يا فلان اتق الله، فقال قد كان، فما جاوز باب داره حتى سمع صيحة الموت.

سبل الوقاية من الزنا:

قدم الإسلام العديد من التدابير التي تساعد على تهيئة المناخ الإسلامي الذي من شأنه أنه يقلل من الوقوع في الزنا، ولو التزمت المجتمعات بهذه السبل لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من الوقوع في الفواحش والتساهل في الحشمة والحياء! ولكن متى يستقيم الظل والعود أعوج.

 

اتخاذ الإسلام منهج حياة.

الحقيقة البينة والثابتة شرعا وتاريخا وواقعا أن هذه الأمة ما إن تبتعد عن شريعة الله قيد شعرة إلا وتكالبت عليها المصائب والأزمات من خارجها ومن داخلها، كيف لا والله ربنا تبارك تعالى قد أنذر وتوعد في القرآن الكريم الأمة المعرضة عن دينه ، فقال جل وعلا محذرا ، {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى..}[طه: 124].

ومتى اتخذ الأفراد على جميع مستوياتهم الإسلام منهجا لحياتهم فإن الإيمان سيمنعهم بإذن الله من الوقوع في الحرام لأنهم يمتثلون أوامر الله، ويجتنبون نواهيه.

أتى رجل إلى امرأة وأراد أن يعتدي عليها وقال لها لا أحد يرانا إلا هذه الكواكب، فقالت له: أين مكوكب الكواكب؟! حتى لو زلت القدم ووقع بالزنا فإن ضميره يعذبه ويؤلبه.

 

الزواج

هو الطريق الفطري الذي يحقق للطاقة الغريزية هدفها الإنساني، فضلا عن تحقيقه للأنس والاستقرار، والراحة والمتعة الحلال. قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين منم عبادكم وإماءكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}[النور: 32].

غض البصر:

فإنه من الأسباب القوية الواقية من الزنا، لذلك أمر الله تعالى بغض البصر فقال: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}[النور: 30]. فكم من نظرة عابرة قتلت قلب صاحبها، وأوردته المهالك، فكثير من الشباب يتهاون في إطلاق بصره على الصور الفاضحة القاتلة، سواء عبر الشاشة أو المجلة، أو إلى النساء مباشرة، ثم ترتسم الصورة في ذهنه فتثور نفسه ومن ثمَّ يبحث عما يطفئ ما سببته هذه النظرة، وصدق من قال:

كل الحوادث مبداها من النظر  ***  ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها  ***  فتك السهام بلا قوس ولا وتر

والمرء ما دام ذا عين يقلبها  ***  في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته  ***   لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

  

منافع وفوائد

غض البصر عن المحرمات([72]):

1ـ أنه امتثال لأمر الله تعالى الذي هو غاية السعادة للعبد في معاشه ومعاده.

2ـ أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم الذي فيه هلاكه إلى قلبه.

3ـ أنه يورث القلب أنساً بالله، وجميعه عليه فإن إطلاقه يفرق القلب ويشتته.

4ـ أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، فيجعل له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة.

5ـ أنه يلبس القلب نوراً وإشراقاً كما أن إطلاقه يلبسه ظلمة.

6ـ أنه يورث فراسة صادقة، يميز بها بين الحق والباطل، فإن صحة الفراسة من النور.

7ـ أنه يسد على الشيطان مدخله إلى القلب، فإنه يدخل مع النظرة أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي.

8ـ أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاقه ينسيه ذلك، ويلهيه عنه.

9ـ أن بين العين والقلب منفذاً وطريقاً يجعل أحدهما يصلح بصلاح الآخر، ويفسد بفساده.

10ـ أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه ويسهل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات وانكشفت له بسرعة، ونفذ من بعضها إلى بعض، ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم وانسد عليه باب العلم وطرقه.

11ـ تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته، فأضر شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يريد ما يشتد طلبه إليه، ولا صبر له ولا وصول إليه، وذلك غاية ألمه.

12ـ أنه يورث القلب سرورا وفرحاً، وانشراحاً أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر، وفيها مسرة نفسه الأمارة بالسوء، عوضه الله سبحانه مسرة ولذة أكمل منها.

13ـ أنه يخلص القلب من أثر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته، وهو كما قيل: طليق برأي العين وهو أسير.

14ـ أنه يقوي عقله ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه، وعدم ملاحظته للعواقب، فإن خاصة العقل ملاحظته للعواقب، ومرسل النظر لو

علم ما تجني عواقب النظر عليه لما أطلق بصره.

قال الشاعر:

وأعقل الناس من لم يرتكب سببا  *** حتى يفكر ما تجني عواقبه

15ـ أنه يخلص القلب من سكر الشهوة، ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة، ويوقع في سكرة العشق، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر.

  

من صور العفاف ومراقبة الله

1ـ يوسف عليه السلام:

شاب في ريعان الشباب والفتوة دعته امرأة ذات منصب وجمال والظروف مهيئة، والأبواب مغلقة، والسبل ميسرة كما قال تعالى: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك}[يوسف: 23].

فماذا كان موقف يوسف عليه السلام أمام هذا الإغراء اللامع، وتلك الفتنة التي تخطف الأبصار؟ هل خضع لها واستسلم لنزع النفس؟ لا!.

وإنما قال: {معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون}[يوسف:23].

لقد حاولت امرأة العزيز بإغرائها وكيدها أن تنال من قناة يوسف وصلابته، إلا أنه استعف والتجأ إلى الله يسأله السلامة والعصمة، بل إنه آثر السجن على الفاحشة، كما قال: {رب إن السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين}[يوسف: 33].

2ـ امرأة مؤمنة:

في عهد عمر رضي الله عنه ذهب زوجها للجهاد وغاب عنها كثيرا، وهنا تخيم عليها كآبة الوحشة، وتهجم عليها كوابس الوحدة، ويثور في عرقها دم الأنوثة، وتتأجج فيها نار الغريزة، فلا يصدها عن ارتكاب المحرم إلا ضمير الإيمان ووازع المراقبة لله.

وفي جنح الليل سمعها عمر رضي الله عنه تنشد وتقول:

قد طال هذا الليل واسود جانبه *** وأرقني ألا حبيب ألاعبه

فوالله لولا الله تخشى عواقبه  *** لحرك هذا السرير جوانبه

وفي اليوم الثاني دخل عمر رضي الله عنه على ابنته حفصة أم المؤمنين وقال لها: كم تصبر الزوجة على زوجها إذا غاب؟ قالت: أربعة أشهر. أرسل الخليفة الراشد إلى قواده المرابطين في جبهات القتال يأمرهم ألا يحبسوا جنديا عن أهله أكثر من أربعة أشهر([73]).

3ـ الربيع بن خثيم:

عرض قوم من أهل السوء على امرأة ذات حسن بارع وجمال قاهر ألف درهم؛ مقابل أن تغوي الربيع بن خثيم الشاب العابد. فلبست أحسن ما قدرت عليه من اللباس والزينة، ثم تعرضت له حين خرج من المسجد فراعه أمرها. فأقبلت عليه وهي سافرة، فقال الربيع بن خثيم: ” كيف بك لو قد نزلت الحمى بجسمك فغيرت ما أرى من لون بهجتك؟ أم كيف بك لو قد نزل بك ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك لو سألك منكر ونكير؟ فصرخت فسقطت مغشياً عليها. فوالله لقد أفاقت وبلغت من عبادة ربها أنها كانت  تلقب بعابدة بغداد “([74]).

* كان بالكوفة فتى جميل الوجه، شديد التعبد والاجتهاد، وكان أحد الزهاد فنظر يوماً إلى جارية فهويها وهام بها عقله، ونزل بها مثل ما نزل به، فأرسل يخطبها من أبيها، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عمها، واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى، فأرسلت إليه الجارية: قد بلغني شدة محبتك لي، وقد اشتد بلائي بك، لذلك مع وجدي بك. فإن شئت زرتك وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي، فقال للرسول: لا واحدة من هاتين الخصلتين { إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}([75]). أخاف ناراً لا يخبو سعيرها، ولا يخمد لهيبها، فلما أنصرف الرسول إليها فأبلغها ما قال، قالت: وأراه مع هذا زاهداً يخاف الله ـ تعالى ـ والله ما أحد أحق بهذا من أحد، وإن العبادة فيها لمشتركون. ثم انخلعت من الدنيا، وألقت علائقها خلف ظهرها وأصبحت عابدة([76]).

  

نصائح غالية

1ـ يقول عليه الصلاة والسلام: 

(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) ([77]).

الجوارح الناطقة:

إنه مشهد رهيب يوم أن تنطق جوارحك يوم القيامة شاهدة عليك عند الله، وقد كنت تسعى لإمتاعها بالحرام في الدنيا. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}([78]).

ضحك النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عن ذلك فقال: (عجبت من مجادلة العبد ربّه يوم القيامة يقول: أي رب أليس وعدتني أن لا تظلمني؟ فيقول تبارك وتعالى: أو ليس كفى بي شهيداً وبالملائكة الكرام الكاتبين؟. فيردد الكلام مراراً فيختم على فيه وتتكلم أركانُه بما كان يعمل فيقول: بُعداً لكُنّ وسحقاً عنكن كنت أناضل)([79]).

3ـ الجزاء من جنس العمل:

أتظن أخي الشاب أنك أطلقت العنان لشهوات نفسك دون وازع من دين أو رادع من ضمير أو ضابط من سلوك، أنك في مأمن وسلام؟ أتظن حين تعبث بأعراض الناس أنك لا تبتلى بمن يعبث بأعراضك؟ إن كان هذا يهمك فاسمع قول الإمام الشافعي:

عفو تعـفُّ نساؤكم في المحرم  ***  وتجنبوا ما لا يليق بمسلم

إن الزنا دين إذا أقرضتــــــــــه  ***  كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

يا هاتكاً حرم الرجال وقاطعـــاً  ***  سبل المودة عشت غير مُكرم

لو كنت حراً من سلالة ماجدٍ   ***  ما كنت هتّاكاً لحرمه مسلم

من يزن ُيزن به ولو بجـــــداره  ***  إن كنت يا هذا لبيباً فافهم ([80]).

4ـ باب التوبة مفتوح:

قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}([81]).

نعم إن باب التوبة مفتوح والله أرحم بعباده منهم بأنفسهم.

لكن متى ينتصر المسلم على هواه وشهواته وعواطفه؟!

متى يقف مع نفسه وقفة الرجال الشجعان الذي لا يطلقون لشهواتهم العنان؟!

بل تكون عواطفهم ورغباتهم موزونة بشرع الله، محفوفة بآداب الإسلام وأخلاق القرآن.

5ـ خطر ممنوع الاقتراب:

قال تعالى: {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}([82]).

لو أن إنسانا وجد لوحة مكتوب عليها [خطر ممنوع الاقتراب] لابتعد عنها وأبعد كل من يحب، ولكنه يقرع سمعه في كل وقت النهي عن حدود الله، ومنه الاقتراب منها، ومع ذلك يقترف ذلك جهارا نهاراً، والله مطلع عليه يعلم سبحانه خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

 

فهرس الموضوعات

الموضوع
المقدمة                 
الإسلام والغريزة الجنسية
تعريف الزنا
هو لغة:
واصطلاحا:
الحكمة من تحريم الزنا
أدلة تحريم الزنا
عقوبة الزاني
العقوبة الأخروية
العقوبات الكونية
الآثار الخطيرة المترتبة على الزنا
الاثار الخاصة على الزاني
أسباب الوقوع في الفاحشة
أولاً: غياب التشريع الإسلامي
ثانيا: معوقات الزواج
ومن أبرز معوقات الزواج
ثالثاً: الاختلاط
الاختلاط أنواع
رابعاً: التبرج والسفور
خامسا: خلو الرجل بالمرأة
سادساً: السفر إلى خارج البلاد
سابعاً: سفر المرأة وحدها دون محرم
ثامناً: وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة
أولاً: وسائل الإعلام المرئية
ثانياً: الوسائل المقروءة وتشمل:
نماذج مما تنشره المجلات
المعاكسات الهاتفية وأثرها
نهاية عشق مأسوي
سبل الوقاية من الزنا
اتخاذ الإسلام منهاج حياة
الزواج
غض البصر
منافع وفوائد غض البصر عن المحرمات
من صور العفاف: مراقبة الله
1ـ يوسف عليه السلام.
2ـ امرأة مؤمنة.
3ـ الربيع بن خثيم
نصائح غالية:
1ـ يقول عليه الصلاة والسلام
2ـ الجوارح الناطقة
3ـ الجزاء من جنس العمل
4ـ باب التوبة مفتوح
5ـ خطر ممنوع الاقتراب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) اشترك مع المؤلف في تأليف هذا الكتاب فضيلة الشيخ سامي بن سلمان المبارك.

([2]) رواه ابن ماجه برقم (4019) – 2/1332، قال في مجمع الزوائد: هذا حديث صالح للعمل به.

([3]) رواه البخاري راجع صحيح البخاري 3/354 رقم (5065) كتاب النكاح.

([4]) لسان العرب لابن منظور 359، 360  دار صادر.

([5]) بداية المجتهد ونهاية المقتصد، لابن رشد 2/466.

([6]) كشاف القناع منصور البهوتي  6/89 دار الكتب.

([7]) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم، 177.

([8]) سورة النور الآية: 3.

([9]) إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان (1/10-108).

([10]) سورة الأنعام، الآية 151.

([11]) سورة النور ، الآية: 3.

([12]) سورة الفرقان، الآيتان: 68، 69.

([13]) سورة الإسراء، الآية: 32.

([14]) سورة النور، الآية: 2.

([15]) سورة الأعراف، الآية: 33.

([16]) سورة النور، الآية: 19.

([17]) رواه البخاري، انظر: صحيح البخاري 4/245 برقم (6772) كتاب الحدود.

([18]) رواه مسلم، انظر: صحيح مسلم 2/618 برقم (901) كتاب الكسوف باب صلاة الكسوف.

([19]) متفق عليه، راجع صحيح البخاري 4/409 برقم (7520) كتاب التوحيد باب قوله تعالى: [فلا تجعلوا لله أندادا] وانظر صحيح مسلم 1/90 برقم (141) كتاب الإيمان .

([20]) رواه مسلم بنحوه كتاب القسامة، باب ما يباح به دم المسلم 3/1302 برقم (1676) والحديث في مسند أبي يعلى 4/355 برقم (4657) تحقيق إرشاد الحق الأثري.

([21]) رواه مسلم، انظر صحيح مسلم 1/102، 103 حديث رقم (172) كتاب الإيمان.

([22]) إجماعات ابن المنذر (69).

([23]) أحكام القرآن الكريم للجصاص 3/300.

([24]) تسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ عبدالرحمن بن سعدي 4/275.

([25]) سنن ابن ماجه 2/847 .

([26]) مجلة البحوث عدد 23 ص 140.

([27]) تفسير القرطبي 13/76.

([28])  النهاية في غريب للحديث1/397.

([29])  رواه البخاري، انظر صحيح البخاري 4/258، رقم الحديث (6830)، (كتاب الحدود باب الرجم الحُبلى من الزنى إذا أحصنت).

([30])  رواه البخاري، انظر: صحيح البخاري 4/257، رقم الحديث (6828) كتاب الحدود ، باب الاعتراف بالزنا.

([31]) رواه البخاري، انظر: صحيح البخاري 4/257، رقم الحديث (6831) كتاب الحدود ، باب البكران يجلدان وينفيان.

([32])  سورة النور، آية: 2.

([33])  تفسير أبي السعود 6/156.

([34])  تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 5/388.

([35])  سورة النور، الآية:3.

([36])  سورة الفرقان، الآيتان: 68ــ69.

([37])  رواه البخاري، انظر: صحيح البخاري ج 6 ص87.

([38])  قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني من طريق محمد بن عبد الله بن بسر عن أبيه ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. أنظر: مجمع الزوائد ج6 ص255.

([39])  سورة الشورى ، الآية 30.

([40])  الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ابن القيم (ص46، 47).

([41])  الجواب الكافي ابن القيم (ص 47).

([42])  الجواب الكافي ابن القيم (ص52).

([43])  الجواب الكافي ابن القيم (ص52).

([44])  الجواب الكافي ابن القيم (ص48).

([45]) المستدرك على الصحيحين 2/37 ، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

([46]) رواه ابن ماجه (4019)، وقال في الزوائد هذا الحديث صالح للعمل به، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (106).

([47]) سبق تخريجه.

([48]) قائلها: أحمد شوقي، انظر: الشوقيات 1/14، وص 44.

([49]) اعترافات متأخرة، أحمد بن عبدالعزيز المسند، ص13، 14.

([50])  رواه مسلم. انظر: صحيح مسلم 1/76 حديث رقم (100) كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي.

([51])  راجع صحيح مسلم بشرح النووي 1، 2/41، 42 باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي.

([52])  رواه أحمد والطبراني، قال في مجمع الزوائد: ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن فيه علي بن زيد وفيه كلام، وقد وثق. انظر: مجمع الزوائد 3/88.

([53])  سورة الإسراء، الآية:32.

([54])  سورة البقرة، الآية: 168.

([55]) رواه البخاري ومسلم. انظر: صحيح البخاري 3/24 ، وصحيح مسلم 4/128.

([56]) رواه الترمذي. انظر: صحيح الجامع الصغير 1/134.

([57]) التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات الزواج. الشيخ عبدالعزيز بن باز، ص9.

([58])  الحمو: هو قريب الزوج وأخوه وغيره.

([59])  انظر: صحيح مسلم، 4/1711 رقم الحديث (2172) باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها.

([60])  انظر: مجمع الزوائد1/279.

([61]) رواه مسلم. انظر: صحيح مسلم 2/975 كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج وغيره برقم (413).

([62]) رواه أحمد وأبو داود والترمذي. انظر: صحيح الجامع 5/223.

([63])  الإعلام في ديار الإسلام، د يوسف أبو هلالة. ص66 دار العاصمة الرياض.

([64])  العفة ومنهج الاستعفاف يحيى بن سليمان العقيلي، ص57.

([65])  الفيلم لإحسان عبدالقدوس.

([66])  طبيبك الخاص العدد (65) 10 مايو عام 1974.

([67])  إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ابن القيم 1/338، 339.

([68])  رواه البخاري. انظر: صحيح البخاري 4/13 رقم الحديث (5590) كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميها بغير اسمها.

([69])  سورة الفرقان، لآيات: 27ـ 29.

([70])  رواه البخاري ومسلم.

([71]) راجع كتاب المخدرات في الفقه الإسلامي د. عبدالله بن محمد الطيار.

([72]) الجواب الكافي ابن القيم 211  وما بعدها.

([73])  الإسلام والجنس د. عبدالله ناصح العلوان، ص16، 17.

([74])  كتاب التوابين، ابن قدامة، ص 262.

([75])  سورة الزمر، الآية: 13.

([76])  كتاب التوابين، ابن قدامة المقدسي ص 267.

([77])  صحيح الجامع 5/372.

([78])  سورة فصلت، الآيتان: 20، 21.

([79])  رواه مسلم (2969).

([80])  ديوان الإمام الشافعي جمع وشرح نعيم  زرزور للإمام الشافعي 9/ 98 دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

([81])  سورة آل عمران، الآية: 135.

([82])  سورة الطلاق ، الآية:1.