126 – رسالة في بر الوالدين

الثلاثاء 25 رجب 1445هـ 6-2-2024م

 

126 –  رسالة في بر الوالدين pdf

 

 

رسالة في

برُّ الوالدين

 

تأليف

أ.د/ عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار

  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

ففي هذا الزمن الذي كثر فيه الشر، وقل فيه الخير، واهتم فيه الناس بالماديات وابتعدوا عن منهج الرب سبحانه وتعالى بدأنا نسمع ونشاهد عقوق الأبناء والبنات لوالديهم والتمرد عليهما ووصفها بالرجعية والجمود، بل قد وصل الأمر إلى أشد من ذلك، إلى ضرب آبائهم وأمهاتهم، بل إلى قتلهم ـ نسأل الله السلامة والعافية ـ. وفي هذا البحث دعوة إلي القيام بأعظم حق على المسلم بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حقُ الوالدين، والحثُّ على برّهم والنهي عن عقوقهم.

وسيكون الحديث في هذا البحث القصير ـ إن شاء الله ـ حول الحثّ على برِّ الوالدين وذلك من خلال الوقفات الآتية:

ـ معنى برُّ الوالدين.

ـ الآيات والأحاديث الدالة على وجوب برُّ الوالدين.

ـ الثمرات الناتجة عن برُّ الوالدين.

ـ صور من برِّ الوالدين:

1) طاعة الوالدين واستماع إرشاداتهما ونصائحهما.

2) الإحسان إليهما.

3) الدعاء لهما.

ـ الأضرار الحاصلة بسبب عقوق الوالدين.

أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يجعلنا من الأتقياء الأبرار، والأصفياء الأخيار، كما أسأله عز وجل أن ينفعنا بما نقول ونسمع، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

الحث على بر الوالدين والنهي عن العقوق

معنى بر الوالدين:

البرُّ: الإحسان، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (البر حسن الخلق)([1])، وهو في حق الوالدين والأقربين ضد العقوق.

وقال ابن منظور: “البرُّ : الصدق والطاعة. وبرّ يبرأ إذا صلح، وبرّ في يمينه إذا صدقه ولم يحنث.

وبرَّ رحمه يبرُّ إذا وصله. ويقال: فلان يبرُّ ربَّه، أي يطيعه، ورجلٌ برٌّ ذي قرابته، وبارٌ من قومٍ بررةٌ، وأبرارٌ. والمصدر البرُّ.

روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “إنما سماهم الله أبرارا لأنهم بَرُّوا الآباء والأبناء”.

البرُّ: ضد العقوق وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم”([2]).

قال الحسن البصري: “البر أن تطيعهما في كل ما أمراك به ما لم تكن معصية لله، والعقوق هجرانهما وأن تحرمهما خيرك” ([3]).

وقال القرطبي: “عقوق الوالدين مخالفتهما في أغراضهما الجائزة لهما، كما أن برهما موافقتهما على أغراضهما. وعلى هذا إذا أمرا أو أحدهما ولدهما بأمر وجبت طاعتهما فيه إذا لم يكن ذلك الأمر معصية، وإن كان ذلك المأمور به من قبيل المباح في أصله، كذلك إذا كان من قبيل المندوب”([4]).

 

الآيات والأحاديث

الدالة على وجوب بر الوالدين

وردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على بر الوالدين، وهذا يدل على أن برهما واجب على الإنسان إلى قيام الساعة، فمن الآيات ما يلي:

1) قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً* رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}([5]).

2) وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}([6]).

3) وقال تعالى:{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}([7]).

4) وقال تعالى:{وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}([8]).

5) وقال تعالى:{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}([9]).

6) وقال تعالى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}([10]).

7) وقال تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}([11]).

8) وقال تعالى:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}([12]).

وأما الأحاديث النبوية فمنها:

1) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال، ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين)، قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل)([13]).

2) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال: (فهل من والديك أحد حي؟) قال: نعم، بل كلاهما، قال: (فتبتغي الأجر من الله؟) قال: نعم، قال: (فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)([14]).

3) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني جئت أبا يعك على الهجرة ولقد تركت أبوي يبكيان قال: (فارجع فأضحكهما كما أبكيتهما)([15]).

4) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: (أحي والداك؟) قال نعم قال: (ففيهما فجاهد)([16]).

5) وعن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله؟ قال: (أمك حية؟) قلت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الزم رجلها فثمّ الجنة)([17]).

6) وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رجلاً هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فقال: (هل لك أحد باليمن؟) قال أبواي قال: (أذنا لك)، قال لا. قال: (فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما)([18]).

7) وروى الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض)([19]).

8) وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع: (لا تشرك بالله شيئاً، وإن قطعت أو حرقت، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمداً، برئت منه الذمة، ولا تشربن الخمر فإنهما مفتاح كل شر، وأطع والديك وإن أمراك أن تخرج من دنياك فاخرج لهما…)([20]).

 

الثمرات الناتجة عن بر الوالدين

برُّ الوالدين من أفضل الأعمال، وأجل القربات، وأحبها إلى الله، وأزكاها عنده، وهو من أكبر أسباب كسب الثواب، وتحصيل الحسنات، وتكفير السيئات، ومن أقرب الطرق الموصلة إلى الله والفوز بجنته ورضاه.

وهناك ثمرات ناتجة عن بر الوالدين في الدنيا والآخرة، منها:

1) أنه من أسباب رضا الله تعالى:

روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد)([21]).

2) زيادة العمر والرزق:

روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)([22]).

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر)([23]).

وعن سلمان رضي الله عنه أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر)([24]).

3) أنه من أسباب مغفرة الذنوب:

قال تعالى:{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} إلى أن قال في آخر الآية:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}([25]).

وما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله إني أصبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة؟ فقال: (هل لك من أم؟) قال: لا، قال: (فهل لك من خالة؟) قال: نعم، قال: (فبرها)([26]).

وعن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل فقال: “إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا، قال: تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت. (قال عطاء بن يسار) فذهبت فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة”([27]). وقد ذكر ابن عبد البر أن امرأة ساحرة جاءت إلى ابن عباس لتتوب، فقال لها: “ألك أم؟ قالت: نعم، قال: بري بها”([28]).

4) من أسباب دخول الجنة:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليه محتسباً إلا فتح الله له بابين ـ يعني من الجنة ـ وإن كان واحد فواحد، وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه، قال: وإن ظلماه”([29]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه)، قيل من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة)([30]).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الولد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه)([31]).

وعن معاوية بن جاهمة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك فقال له: (هل لك من أم؟) قال: نعم. فقال: (الزمها فإن الجنة عند رجلها)([32]).

5) أنه سبب في تفريج الكربات وقبول الدعوات:

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر فآووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم فقال أحدهم اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حبلت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني وإنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسها أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقى الصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي وأدبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء..)([33]).

6) أنه سبب في بر السماء ففرج أبنائك لك:

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بروا آبائكم تبركم أبنائكم، وعفوا تعف نساؤكم)([34]).

وإذا كانت هذه بعض ثمرات بر الوالدين فحري بكل عاقل ناصح لنفسه أن يحرص على بر والديه وإكرامهما، والقيام بما يجب عليه نحوهما، وأن يفرح بأن أدركهما ليبرهما ويشكر فضلهما، فيدخل الجنة بسببهما([35]).

 

صور من بر الوالدين

1) طاعة الوالدين واستماع إرشاداتهما ونصائحهما:

بر الوالدين يقتضي طاعتهما بالمعروف واستماع إرشاداتهما ونصائحهما، فإذا أمر الوالد ولده بأن يقضي له حاجة، أو يحقق له مصلحة، أو أن يفعل شيئاً أو يتركه، وجب عليه المبادرة إلى ذلك من غير تلكؤ وتردد، ولا تبرم ولا تأفف، فإن كان ثمة مانع شرعي أو حسي يمنعه من الاستجابة لأمره اجتهد في الاعتذار إليه، وتلطف في استرضائه وبيان السبب الذي يحول بينه وبين ما أراده منه، قال الله تعالى:{فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}([36]).

فنهى عن مجرد التأفف معهما، فما بالك بمعاندتهما وعصيان أمرهما؟ قال تعالى: {أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، وقال:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، وليس من شكرهما والإحسان إليهما: معصيتهما ومخالفة رغبتهما.

وقال عز وجل: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}([37]).

وقد دلت الآية على وجوب طاعة الوالدين بالمعروف من وجهين:

الأول: أنه نهى عن طاعتهما فيما يأمران به ولدهما من معصية الله تعالى والإشراك به. فدل ذلك على أنهما إذا أمراه بشيء لا معصية فيه من مباح أو مشروع وجب عليه طاعتهما.

الثاني: أنه أمر الولد بمصاحبة والديه بالمعروف ولو كانا يجاهدانه على الشرك، وليس من المصاحبة بالمعروف عصيان أمرهما، والخروج عن طاعتهما.

ويدل على وجوب طاعة الوالدين كذلك: أن الجهاد في سبيل الله ـ إذا لم يكن فرض عين ـ لا يصح إلا بإذن الوالدين المسلمين.

لأن طاعة الوالدين واجبة، والجهاد في هذه الحال مستحب، فلا يترك الواجب لأمر مستحب.

ومن عجائب القصص في هذا الباب: قصة جريح العابد مع أمه، التي أخبر بها النبي  صلى الله عليه وسلم ناصحاً لأمته، ومحذراً من تجاهل أمر الوالدين والتشاغل عنهما، ومبيناً خطورة دعوة الوالد على ولده:

عن حميد بن هلال عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كان جريج يتعبد في صومعة فجاءت أمه، قال حميد: فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه حين دعته كيف جعلت كفها فوق حاجبها ثم رفعت رأسها إليه تدعوه فقالت: يا جريج أنا أمك كلمني فصادفته يصلي، فقال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته، فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت: يا جريج أنا أمك فكلمني. قال: اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته. فقالت: اللهم إن هذا جريج وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات، قال: ولو دعت عليه أن يفتن لفتن. قال: وكان راعي ضأن يأوي إلى ديرة. قال: فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الراعي فحملت فولدت غلاماً. فقيل لها: ما هذا؟ قالت من صاحب هذا الدير. قال فجاؤوا بفؤوسهم ومساحيهم فنادوه فصادفوه يصلي، فلم يكلمهم. قال: فأخذوا يهدمون ديره، فلما رأى ذلك نزل إليهم. فقالوا له: سلْ هذه، قال: فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال من أبوك؟ قال: راعي الضأن، فلما سمعوا ذلك منه قالوا: نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة. قال: لا ولكن أعيدوه تراباً كما كان ثم علاه” ([38]).

فتأمل كيف استجاب الله دعوة أمه عليه، مع أن الذي منعه من إجابتها ليس اللهو واللعب، أو النوم والكسل، أو اشتغال بأمور الدنيا، أو قصد معاندتها وتجاهلها، وإنما الذي منعه: اشتغال بعبادة عظيمة كره أن يقطعها.

وقد دل الحديث كذلك على أن من شرع في صلاة نافلة ثم دعاه أحد والديه، وهو يعلم أنه يتأذى بانتظاره، أو يغضب عليه لتأخره عن إجابته، فإنه يقطع صلاته ولا حرج عليه لأن إجابة الوالد واجبة، وإتمام النافلة مستحب.

2) الإحسان إلى الوالدين:

لقد أمر الله تعالى في آيات كثيرة ببر الوالدين والإحسان إليهما، وشكرهما بالقول والفعل، وبين كيفية ذلك في آيتين جامعتين بالغتين، فقال:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً* رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً}([39]).

فأمر بالإحسان إلى الولدين، وحذف المعمول، ليعمم جميع أنواع الإحسان إليهما وشكرهما بالأقوال والأفعال، والبدن والمال.

ثم أكد على أهمية ذلك في حال كبرهما، لأنهما حينذاك أو حينئذ أحوج إلى البرِّ والإحسان واللطف والرفق، والاحترام والتوقير.

ثم نهى عن إساءة الأدب معهما، وإظهار التبرم والتأفف لهما، فضلاً عن رفع الصوت عليهما، أو سبهما أو شتمهما، أو احتقارهما والتعالي عليهما، فقال سبحانه: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} أي: لا تؤذهما أدنى أذية، ولا يصدر منك أدنى شيء يدل على التضجر منهما أو الاستثقال لهما، ووطّن نفسك على احتمال ما قد يصدر عنهما من جهل أو خطأ. {وَلا تَنْهَرْهُمَا} أي: لا ترفع صوتك عليهما، ولا تكلمهما ضجراً في وجهيهما، ولا تنظر إليهما شزراً وتحد الطرف إليهما، ولا تنفض يدك عليهما زاجراً لهما ومعترضاً عليهما.

ولما نهى عن القول القبيح والفعل القبيح أمر بمعاملتهما بالحسنى قولاً وفعلاً، قال: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} أي: ليناً طيباً لطيفاً، بتأدب واحترام وإكرام، وذلك يختلف باختلاف الأحوال والعوائد والأزمان. ثم قال:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ} أي: تواضع لهما بفعلك، رحمة بهما، وتذللاً لهما، وعرفاناً بفضلهما، وعاملهما معاملة الخادم الذي ذلَّ أمام سيده، فتطيعمها في المعروف، وتجيب دعوتهما، وتخدمهما وتقضي حاجتهما، وتغض الطرف عن أخطائهما، وتحرص على كل ما يسعدهما ويريحهما، وتبتعد عن كل ما يؤذيهما ويسخطهما([40]).

رأى أبو هريرة رضي الله عنه رجلاً يمشي خلف رجل، فقال: “من هذا؟ قال: أبي، قال: لا تدعه باسمه، ولا تجلس قبله، ولا تمشي أمامه”([41]).

فيجب عليك التلطف معهما، والتودد إليهما بالقول والفعل، وأن تبدأهما بالسلام، وتدعوهما بأحب الأسماء إليهما، وتتأدب معهما في كلامك وجلستك وطعامك وجميع أحوالك.

3) الدعاء للوالدين:

إن حق الوالدين عظيم، ومهما اجتهد الولد في برهما والإحسان إليهما، فلن يوفهما حقهما، ويشكر فضلهما، وإن من شكرهما أن يكثر من الدعاء لهما في حياتهما وبعد موتهما كما قال تعالى: {وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}([42]).

فهكذا علم الله عباده، وبهذا أمرهم أن يدعوا لوالديهم بالرحمة أحياءً وأمواتاً، جزاء رعايتهم لهم بإحسانهم إليهم.

قال ابن جرير الطبري: “ادع لوالديك بالرحمة، وقل ربِّ ارحمهما، وتعطف عليهما بمغفرتك ورحمتك كما تعطفا عليّ في صغري، فرحماني وربياني صغيراً، حتى استقللت بنفسي واستغنيت عنهما”([43]).

وكما دعا نوح عليه الصلاة والسلام لوالديه فقال:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}([44]).

فدعا لوالديه بعد دعائه لنفسه ولم يقدم عليهما أحداً، لا زوجاً، ولا قريباً، ولا صديقاً.

وحكى الله عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قوله:{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}([45]).

فدعا لوالديه بالمغفرة بعد دعائه لنفسه مباشرة، وكان هذا قبل أن يتبرأ من أبيه، لما تبين له أن عدو لله عز وجل([46]).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)([47]).

فجعل من علامات صلاح الولد دعاءه لوالديه بعد موتهما، حيث تكون حاجتهما إلى الدعاء حينذاك أشد من حاجتهما إليه في حال الحياة.

واقتصاره صلى الله عليه وسلم على ذكر الدعاء دون سائر العبادات، حيث قال: (يدعو له)، ولم يقل: يعمل له أو يصلي له، أو يحج عنه، دليل على أن الدعاء هو أفضل ما يهدى بعد موته([48]).

 

الأضرار الحاصلة

بسبب عقوق الوالدين

إن من خسة النفس، ودناءة الطبع، أن يتنكر الولد لوالديه، ينسى فضلهما عليه، فيقابل إحسانهما بالنكران، وجميلهما بالنسيان، وصلتهما بالقطيعة والهجران، وبذلهما ونصحهما بالجحود والعقوق، والإعراض والصدود، لقد كانا يتطلعان إلى رد الجميل، ويؤملان الصلة بالمعروف، وإذا بهذا المخذول قد تناسى ضعفه وطفولته، وأعجب بشبابه وقوته، وغر بتعليمه وثقافته، وترفع عليهما بجاهه ومرتبته، يقهرهما وينهرهما، ويعصيهما ويتمرد عليهما، ويؤذيهما بالتأفف والتبرم، بل لربما تعدى عليهما، فلطم وضرب، وشتم وسب، والعياذ بالله.

يا أيها المخذول العاق لوالديه، هل حينما كبرا واحتاجا إليك جعلتهما من أهون الأشياء عليك؟ وقدمت غيرهما بالإحسان وقابلت جميلهما بالإساءة والعدوان، أما علمت أن برهما من أفضل الأعمال، وأن عقوقهما من أعظم أسباب الهلاك والخسران([49]).

ومن الأضرار الحاصلة بسب عقوق الوالدين ما يلي:

1) أنه من أكبر الكبائر؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟) ثلاثاً، قلنا بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس، فقال: (ألا وقول الزور وشهادة الزور) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت([50]). فجعل العقوق من أكبر الكبائر وقرنه بالشرك الذي هو أعظم الذنوب.

2) ولشناعة العقوق كانت عقوبته معجلة في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من العذاب والنكال الشديد؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين، فإنه يجعل لصاحبه قبل الممات)([51]). وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره  له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم)([52]).

وعقوق الوالدين قد اجتمع فيه الذنبان، فهو بغي وقطيعة الرحم، فما أحرى العاق لوالديه بالعقوبة العاجلة، والنكال الشديد في الدنيا والآخرة.

3) أنه سبب لدخول النار والحرمان من الجنة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن الخمر)([53]).

4) أنه مجلبة لسخط الله تعالى ومقته؛ فإن رضاه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما كما في قوله صلى الله عليه وسلم السابق: (..وسخط الله في سخط الوالد)([54]).

5) ومن آثار الخطيرة أن الوالدين مع شدة إخلاصهما لولدهما، ومحبتهما له قد تحملهما مرارة العقوق والضيم على الدعاء عليه، واللجوء إلى الله تعالى بأن يعاقبه وينتقم منه؛ وتلك والله قاصمة الظهر، وجالبة العذاب والضر، وما حقة النعم والخير، لأن دعوة الوالد لا ترد، وليس بينها وبين الله سدود ولا حجب.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده)([55]). وما قصة جريح العابد ببعيد، ففيها عظة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 

الخاتمة

أخيراً في هذه الخاتمة، أود أن ألخص ما سبق:

1) أن بر الوالدين واجب حيث إن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية متوافرة تحث على برهما.

2) أن بر الوالدين قد ارتبط بعبادة الله مباشرة، وهذا يدل على عظيم منزلة الأبوين عند الله تعالى.

3) أن هناك ثمرات ناتجة من بر الوالدين، منها أنه سبب في دخول الجنة، وزيادة العمر وبركة الرزق، وسبب في تفريج الكربات وقبول الدعوات، وأيضاً سبب في بر الأبناء.

4) أن بر الوالدين له صور متعددة، منها: طاعتهما، واستماع إرشاداتهما، والإحسان إليهما، والدعاء لهما.

5) أن عقوق الوالدين حرام لما يترتب عليه من وعيد شديد وعذاب في الدنيا والآخرة.

6) وأيضاً هناك أضرار حاصلة بسبب عقوق الوالدين، منها: أنه يعتبر من أكبر الكبائر التي حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وكانت عقوبة العقوق معجلة في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من العذاب والنكال الشديد، وأنه سبب لدخول الولد النار وحرمانه من الجنة، وأنه مجلبة لسخط الله على العاق، وأنه يؤدي إلى دعاء الوالدين على الأبناء.

7) فعلينا أن نحرص على بر والدينا وأن نكون كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مراعين ما علينا من حقوق والدينا لنيل الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة وحسن الثواب في الآخرة.

نسأل الله أن يتقبل أعمالنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يرزقنا السداد، إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) رواه مسلم في صحيحه رقم (1794) المختصر.

([2]) لسان العرب 4/51. 

([3]) الدر المنثور 5/259. 

([4]) الجامع لأحكام القرآن 6/238. 

([5]) سورة الإسراء: الآيات 23_ 25.  

([6]) سورة لقمان: الآية 14.  

([7]) سورة العنكبوت: الآية 8.  

([8]) سورة الأحقاف: الآية 15.

([9]) سورة البقرة: الآية 215.   

([10]) سورة النساء: الآية 36.

([11]) سورة البقرة: الآية 83.

([12]) سورة الأنعام: الآية 151.    

([13]) متفق عليه. رواه البخاري في كتاب مواقيت الصلاة 504 ومسلم في كتاب الإيمان 85 واللفظ للبخاري.    

([14]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2549.    

([15]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2549.    

([16]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2549.    

([17]) رواه الطبراني 8162 ، وحسنه الألباني صحيح الترغيب والترهيب.     

([18]) رواه الحاكم 2501 وابن حبان 422 انظر: صحيح الجامع 905 وإرواء العليل 119.     

([19]) المستدرك على الصحيحين 4/154، وقال صحيح الإسناد، وقال الذهبي صحيح.     

([20]) رواه البخاري في الأدب المفرد، وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم 7339.    

([21]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2549.    

([22]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2549.    

([23]) أخرجه ابن حبان في صحيحه (872)، والحاكم (1814)، بتقديم وتأخير، وقال: صحيح الإسناد.     

([24]) أخرجه الترمذي في كتاب القدر 2139.    

([25]) سورة الأحقاف: الآية16.    

([26]) رواه الترمذي في جامعة وقال الأرناؤوط: ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان والحاكم. انظر: جامع الأصول 1/406.

([27]) صحيح الأدب المفرد (4/4)، سلسلة الصحيحة (2799).

([28]) بهجة المجالس 2/760.    

([29]) رواه البخاري في الأدب المفرد، باب بر الوالدين وإن ظلما 7.

([30]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب 2551.     

([31]) رواه ابن ماجه في كتاب الأدب 3663 والترمذي في كتاب البر والصلة 1900وقال: صحيح. وذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، وفي السلسلة الصحيحة رقم 910.     

([32]) حديث حسن رواه النسائي في سننه، وأحمد في مسند، وهو صحيح انظر صحيح  الجامع رقم 1248.

([33]) متفق عليه. رواه البخاري في كتاب الأدب 5629، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار 2743.    

([34]) قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواه الطبراني بإسناد حسن. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/138.     

([35]) فقه التعامل مع الناس د. عبد العزيز بن فوزان بن صالح الفوزان، ص245.    

([36]) سورة الإسراء: الآية 23.     

([37]) سورة لقمان: الآية15.      

([38]) متفق عليه. رواه البخاري 1148، ومسلم 2550.      

([39]) سورة الإسراء: الآيات 23_ 25.  

([40]) انظر: تفسير القرطبي 10/234، وتفسير ابن كثير 3/35، وتفسير الشوكاني 3/303، وتفسير السعدي ص407.  

([41]) رواه البخاري في الأدب المفرد 44، وذكره ابن عبد البر في بهجة المجالس 2/762 والسيوطي في الدر المنثور 5/263.  

([42]) سورة الإسراء: الآية 24.

([43]) تفسير الطبري 15/50.

([44]) سورة نوح: الآية 28.   

([45]) سورة إبراهيم: الآية 41.   

([46]) تفسير ابن كثير 2/542.   

([47]) رواه مسلم برقم (1631).

([48]) فقه التعامل مع الناس، ص249_ 254.   

([49]) فقه التعامل مع الناس، ص255_ 256.    

([50]) متفق عليه. رواه البخاري 2511 ومسلم87

([51]) رواه الحاكم 7263 ، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي.    

([52]) رواه أبو داود 4902، والترمذي 2511، وابن ماجه 4211،وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2039.    

([53]) رواه النسائي 5672، وأحمد 6882، والدارمي 2039، وابن حبان 3383، 3384، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 7553.    

([54]) سبق تخريجه، ص 7.    

([55]) رواه أبو داود 1536، والترمذي 1905، وابن ماجه 3862، وأحمد 7501، وصححه ابن حبان 2699، وحسنه الترمذي، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 596.