خطبة بعنوان: (بشارات غاليات) بتاريخ: 18-6-1438هـ

الثلاثاء 7 جمادى الآخرة 1440هـ 12-2-2019م

الخطبة الأولى :
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فاتقوا الله أيها المؤمنون والمؤمنات واعلموا أن تقواه خير زاد ليوم المعاد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].
عباد الله: إن من أعظم ما يعين على الرجوع إلى الله تعالى هو إحسانُ الظنِّ به تعالى، ورجاءُ ما عنده من مغفرةِ الذنوبِ، ونزولِ الرحماتِ، وقَبولِ التَّوباتِ.
فإذا تعاملنا بذلك مع الله تعالى، وعَلِمَ كُلُّ مسلمٍ أنه مهما بلغتْ ذنوبُه فإن الله تعالى يغفرها، بل ويبدِّلها حسنات تفضلا منه ورحمة، فهذا يدعوه للمسارعة إلى التوبة النصوح، والندم على ما فات، والاجتهاد في العمل الصالح الذي يقرب إليه جل وعلا.
عباد الله: وها هي المبشرات من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ترسمُ في حياتِنا فجراً جديداً، وتملأُ نفوسَنا بالله يقيناً، وتشعرُ قلوبَنا بأنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنين.
وقفاتٌ مع آياتِ المغفرةِ والرجاءِ أنزلها ربُّنا جلَّ وعلا في كتابه يستبشرُ بها العبادُ ويفرحُ بها كلُّ عبدٍ أبقَ عن طريقِ الرشادِ، وأوَّلُ هذهِ الآياتِ:
قولُه جلَّ وعلا:{إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} [النساء:31]. ففي هذه الآية يوجه الله تعالى عباده المؤمنين بأن يبتعدوا عن كبائر الذنوب؛ كالإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقَتْلِ النفس بغير الحق، وغير ذلك مما ذكر في قوله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا السبع الموبقات)، فمن اجتنب هذه الكبائر كفَّر الله عنه ما دونها من الصغائرِ، وأدخلَهُ مدخلاً كريمًا، وهي الجنَُّة ـ نسأل اللهُ الكريمَ من فضله ـ .
وأما الآيةُ الثانيةُ: فقولُه تعالى:{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء:110]. فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال في تفسيرها: “أخبر اللهُ عبادَه بحلمِه وعفوِه وكرمِه وسعةِ رحمتِه، ومغفرتِه، فمن أذنبَ ذنباً صغيراً كان أو كبيراً {ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} ولو كانتْ ذنوبُه أعظمَ من السماواتِ والأرضِ والجبالِ”. (رواه ابن جرير ).
وأما الآيةُ الثالثة فقوله تعالى:{أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [المائدة:74]، يقولُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرها: “وهذا من كرمه تعالى وجودِه ولطفِه ورحمتِه بخلقِه، مع هذا الذنبِ العظيمِ، وهذا الافتراءِ والكذبِ والإفكِ، يدعوهم إلى التوبةِ والمغفرةِ، فكلًُّ من تابَ إليهِ تاب عليه” انتهى كلامه.
وأما الآيةُ الرابعةُ فقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[الأنعام:54]. قال ابنُ سعدي: “وإذا جاءك -أيها النبي- الذين صَدَّقوا بآياتِ اللهِ الشاهدةِ على صدقِك من القرآن وغيره … فأكرِمْهم بردِّ السلام عليهم، وبَشِّرهم برحمةِ اللهِ الواسعةِ؛ فإنه جلَّ وعلا قد كتب على نفسه الرحمةَ بعبادهِ تفضلاً أنه من اقترفَ ذنبًا بجهالةٍ منه لعاقبتِها وإيجابِها لسخطِ اللهِ -فَكلُّ عاصٍ لله مخطئًا أو متعمدًا فهو جاهلٌ بهذا الاعتبارِ وإن كان عالمًا بالتحريمِ- ثم تاب من بعدِه وداوم على العملِ الصالحِ، فإنه تعالى يغفرُ ذنبَه، فهو غفورٌ لعبادِه التائبين، رحيمٌ بهم”.
وأما الآيةُ الخامسةُ فقولُه تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر: 53]، ففي هذه الآية الكريمة دعوةٌ لجميعِ العصاةِ من الكفرةِ وغيرهِم إلى التوبةِ والإنابةِ، وإخبارٌ بأنَّ الله يغفرُ الذنوبَ جميعًا لمن تابَ منهَا ورَجَعَ عَنهَا، وإن كثُرتْ وكانتْ مثلَ زبدِ البحرِ .
وأما الآيةُ السادسةُ فقولُه تعالى:{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}[الفرقان: 70]. أي: والذين يوحدون الله، ولا يدعونَ ولا يعبدونَ إلهًا غيرَه، ولا يقتلون النفس التي حرَّم اللهُ قتلَها إلا بما يَحقُّ قتلُها به: من كفرٍ بعد إيمانٍ، أو زنىً بعد زواجِ، أو قتلِ نفسٍ عدوانًا، ولا يزنون، بل يحفظون فروجَهم، إلا على أزواجِهم أو ما ملكتْ أيمانُهم، ومن يفعلْ شيئًا من هذه الكبائرِ يَلْقَ في الآخرةِ عقابًا. يُضاعَفْ له العذابُ يومَ القيامةِ، ويَخْلُدْ فيه ذليلا حقيرًا. ــ والوعيدُ بالخلودِ لمن فعلها كلَّها، أو لمن أشرك بالله ــ، لكنْ مَن تابَ مِن هذهِ الذنوبِ توبةً نصوحًا وآمن إيمانًا جازمًا مقرونًا بالعملِ الصالحِ، فأولئك يمحو اللهُ عنهم سيئاتِهم ويجعلُ مكانَها حسناتٍ؛ بسببِ توبتهِم وندمِهم. وكانَ اللهُ غفورًا لمن تابَ، رحيمًا بعبادِه حيثُ دعاهم إلى التوبةِ بعد مبارزته بأكبرِ المعاصي. ومن تاب عمَّا ارتكبَ من الذنوبِ، وعملَ عملاً صالحًا فإنه بذلك يرجعُ إلى اللهِ رجوعًا صحيحًا، فيقبلُ الله توبتَه ويكفرُ ذنوبَه. فهذه الآياتُ من أرجى آياتِ الرحمةِ، فعلقوا قلوبَكم بها، وأحسنوا الظنَّ بربكُم يغفرْ لكم ذنوبَكم ولو بلغتْ ما بلغتْ.
عباد الله: ومما ورد أيضاً في عظيمِ مغفرةِ اللهِ تعالى لعبادِه هذه الأحاديثُ النبويةُ، ومن ذلك:
الحديثُ الأولُ: ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدْرِي رضي الله عنه أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال:(كانَ فيمنْ كانَ قبلَكم رجلٌ قَتَلَ تِسْعةً وتِسْعين نفسًا، فسأَل عن أَعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهِبٍ، فأتاه، فقال: إنه قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِنْ توْبَةٍ؟ فقال: لا، فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مائةً، ثمَّ سأل عن أعلم أهلِ الأرضِ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنه قتل مائةَ نفسٍ، فهل له من تَوْبة؟ فقالَ: نعم، ومنْ يحُول بيْنه وبيْنَ التوْبة؟ انْطَلِقْ إِلَى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أُناسًا يعْبدون الله تعالى فاعْبُدِ الله معهم، ولا ترجعْ إِلى أَرْضِكَ؛ فإِنها أرضُ سُوءٍ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ، أَتَاهُ الموتُ فاختَصمتْ فيه مَلائكة الرَّحْمة وملائكةُ العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمة: جاء تائِبًا مُقْبلاً بِقلبه إلى اللَّه تعالى، وقالَتْ ملائكة العذاب: إنه لمْ يَعْمل خيرًا قطُّ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم؛ أَي: حَكمًا، فقال: قيسوا ما بينَ الأَرْضَينِ، فإِلَى أَيَّتِهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأرض التي أَرَادَ فَقبَضَتْهُ مَلائكَةُ الرحمة) (متفقٌ عليه). فانظروا إلى آخرِ اللحظاتِ في عُمُرِ هذا العبدِ العاصي، الذي قَتَل مائةَ نفسٍ، وهذا العملُ من كبائرِ الذنوبِ وأشنعِها، إلا أنَ ذلك لم يؤيِّسه من رحمةِ اللهِ، بل توجَّه بقلبه وقالبه إلى ربه، فلما صَدَقَ مع اللهِ صَدَقَهُ اللهُ تعالى، فرجحتْ توبتُه بحياةِ سنواتٍ طويلةٍ في التيهِ والضلالِ، إلى نيلِ مغفرةِ الكريمِ المنانِ، ودخولِ الجنان.
وأما الحديثُ الثاني: فقد روى الترمذيُّ عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: (قال اللهُ عزَّ وجل: يا ابنَ آدم، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عنانَ السماءِ، ثم استغفرتني غفرتُ لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقرابِ الأرضِ خطايا، ثم لقيتني لا تشركُ بي شيئاً، لأتيتُك بقرابها مغفرة)(رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح). فهذا الحديث العظيمُ يأسرُ قلبَ المؤمنِ، ويأخذُ بمجامعِ نفسِه، ويستمطرُ الدمعَ من عينِه، وتتلاشى معه أسبابُ اليأسِ والقنوطِ، فرحاً بواسعِ رحمةِ ربِّهِ وعظيمِ مغفرتِه، حتى إن كثيرا من العلماءِ يرون أنَّه أرجى حديثٍ في السنةِ كلِّها.
وأما الحديثُ الثالثُ: فقد روى مسلمٌ عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربه أنه قال:(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذنوبَ ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم)(رواه مسلم). والمعنى: أنَّ على العبدِ المذنبِ ألا ييأسَ من مغفرةِ اللهِ، ولو كانتْ ذنوبُه ما كانتْ، فإنَّ اللهَ سبحانه لا يتعاظمُه ذنبٌ أنَ يغفرَه لعبدهِ التائبِ.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم }[الزُّمَر:53].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضلهِ وإحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الداعي إلى جنتهِ ورضوانِه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجِه إلى يومِ الدِّين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، وأبشروا بواسع رحمة الله وفضله.
وأما الحديثُ الرابعُ: فقد رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ:(غُفِرَ لِامْرَأَةٍ مُومِسَةٍ مَرَّتْ بِكَلْبٍ عَلَى رَأْسِ رَكِيٍّ، يَلْهَثُ) وفي رواية: ــ قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ ــ، كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، فَنَزَعَتْ خُفَّهَا، فَأَوْثَقَتْهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَتْ لَهُ مِنْ الْمَاءِ، فسقته، فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ). فهذه المرأةُ كانتْ من البغايا، ولكنَّها لما رأتْ ذلك الكلبَ في هذهِ الحالةِ من شدةِ العطشِ امتلأ قلبُها بالرحمةِ ورقَّتْ لحالِه فبادرتْ إلى سقايتِه فغفرَ اللهُ لها، وهذا يدلُّ على أن العبد لا يحتقرُ من العملِ الصالحِ شيئاً، فهو لا يدري بأي الأعمالِ يدخلُ الجنَّةَ بعد رحمةِ الله جلَّ وعلا.
وأما الحديثُ الخامسُ: فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أتاني جبريل فبشرني أنه من ماتَ من أمتِك لا يشركُ باللهِ شيئًا دخلَ الجنةَ فقلتُ: وإن زنى و إن سرق؟ فقال: و إن زنى و إن سرق” متفق عليه، وفي رواية عن أحمد وغيره أنه قال: “أتاني جبريلُ فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشركُ بالله شيئا دخل الجنة قلت: يا جبريل وإن سرق و إن زنى؟ قال: نعم قلت: و إن سرق و إن زنى؟ قال: نعم قلت : و إن سرق و إن زنى ؟ قال : نعم و إن شرب الخمر”. وهذا فيه دليلٌ على أنَّ من ماتَ محققاً للتوحيدِ، فمصيرُه الجنةُ، فإن كان من أصحابِ الذنوبِ فماتَ وهو مصرٌّ عليها، فإنه تحتَ المشيئةِ، إن شاء اللهُ تعالى عفَا عنه وأدخَلَه الجنَّةَ، وإن شاء أدخَلَه النارَ فعذَّبه بذنبِه، ثم يكونُ مصيرُه إلى الجنةِ.
وختاماً: اعلموا أنه مهما بلغ المسيءُ في إساءتِه، وتعاظمتْ ذنوبُه وسيئاتُه فلا ينبغي أن يَيْئَس من رحمةِ أرحم الراحمين، فإن الله جل وعلا يغفرُ ذنوبَه إذا صَدَقَ في توبتِه، وأنابَ إليه. فأحسنوا العملَ فيما بقي من أعمارِكم، وعليكم بحسنِ الظنِّ بربكم حتى تنالوا مغفرة ربكم وحسن الخاتمة. أسأل الله تعالى التي وسعتْ رحمتُه كلَّ شيءٍ أن يغفرَ لنا ولكم ووالدينا، وأن يدخلَنا الجنةَ بفضلهِ وكرمِه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب:٥٦).
الجمعة: 18 / 6 /1438هـ