“رحمك الله أبا سليمان” 

الخميس 9 جمادى الآخرة 1440هـ 14-2-2019م

‏الموت حق والفناء مكتوب على كل مخلوق وصدق الله العظيم (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)*وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) فالموت حقيقة تواجه كل حي فلا يملك لها رداً ولا دفعاً ولا يستطيع أحد أن يقدم شيئاً لأنها آجال مكتوبة
وأنفاس معدودة وأرزاق محسوبة فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها. ‏لقد كان حبيبنا الأخ المحب والتقي الصادق والباذل المنفق الكريم المفضال أعني أبا سليمان عبدالكريم المطوع عجيباً في تعامله عجيباً في وفائه عجيباً في خلقه وكرمه يتعامل مع الصغار والكبار ويعطي كل واحد ما يستحق
من التقدير والإكرام ورغم كبر سنه إلا أنه يعيش مع الناشئة الصغار وكأنه واحد منهم يدفعهم للخير ويحثهم عليه ويحفزهم لحفظ القرآن ويشجعهم عليه ويرصد لهم الحوافز والجوائز فلله دره ما أكرمه وأرفع قدره وأكثر نفعه بين الناس
شهدت جنازته فرأيت عجباً وهنا تذكرت مقولة الإمام أحمد : موعدهم الجنائز. حضرها الصغار قبل الكبار وترى التأثر على الجميع فالكل مصاب بفقده رحمه الله. ‏عرفت الحبيب أبا سليمان سمحاً ذا خلق كريم باذلاً كريماً صابراً محتسباً مرت عليه من المصائب والقوارع ما الله به عليم
ومع ذلك صبر واحتسب وتجاوز تلك المحن بثبات عجيب وصبر يتقرب به إلى ربه وهكذا هم الرجال الذين وفقهم الله لإدراك المنازل العليا.
‏لا تلقاه إلا مبتسماً محباً للخير اشتهر رحمه الله بحبه للقرآن ودعمه لطلاب وطالبات حلقات تحفيظ القرآن كثيراً ما يستضيفهم ويزورهم.. وسبق أن قال لي: أنا أحب العلم وأهله وأحب أهل القرآن. ولذا اهتم بتنشئة أولاده وأحفاده على ذلك فكثير منهم حافظ للقرآن بل ومن أساتذته ومعلميه ويؤمون المصلين ومن المتميزين في القراءة.
‏قابلته آخر مرة في المقبرة قبل ثلاثة أسابيع تقريباً فسأل كعادته وتحفى في السؤال
وطلب الزيارة فوعدته بذلك بعد عودتي من السفر ولكن المنية سبقت وفارقنا رحمه الله فسبحان من وفقه لهذا الخلق الكريم والعطاء المتواصل والتشجيع الكبير للطلاب والطالبات وحمل هم الدعوة وإيصال الخير لهم رغم كبر سنه وعدم تعليمه لكنه التوفيق من الله جل وعلا
رحمك الله أبا سليمان وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا الله بك ووالدينا في الجنة وجعل البركة في ذريتك وأحفادك وأقاربك وأحبابك وأصهارك وأرحامك ومن يحبك ومن تحبه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
( أ.د عبدالله الطيار )