مغبة التأخر في قسمة التركة – خطبة الجمعة 3-7-1446هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الكريمِ المنَّانِ، الوَاحدِ الدَّيَّان، أَمَرَ بالعدْلِ والإِحْسَانِ، وَأَوْصَى بِحِفْظِ الْحُقُوقِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَحَذَّرَ مِنْ مَطْلِ الْوَارِثِينَ مِنَ الضُّعَفَاءِ والشُّيُوخِ وَالصِّبْيَانِ، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدِّينِ، أمّا بعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ (وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء: [1].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: شرعَ اللهُ عزَّ وجلَّ الفَرَائِضَ، وقَسَّمَ أَنْصِبَتَهَا، وَفَصَّلَ أَحْكَامَهَا، وَعَيَّنَ المُسْتَحِقِّينَ لَهَا، بِدِقَّةٍ عَالِيَةٍ، وَبَيَانٍ بَلِيغٍ، وَحِسَابٍ دَقِيقٍ، في آَيَاتٍ مُحْكَمَةٍ، وَأَحْكَامٍ بَيِّنَةٍ (فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء: [11]
عِبَادَ اللهِ: وَالأَصْلُ في تَقْسِيمِ التَّرِكَةِ: الْعَجَلَةُ والمبَادَرَةُ، والتَّبْكِيرُ والمُسَارَعَةُ بَعدَ إِحْصَائِهَا، وتَسْدِيدِ الدُّيُونِ المتَعَلِّقَةِ بِهَا، والنَّظَرِ لأَمْوَال الميِّت الَّتِي فِي ذِمَمِ النَّاسِ فَيَجْمَعُهَا وَيُحْصِيهَا، ثُمَّ المُبَادَرَةُ بِتَنْفِيذِ الْوَصِيَّةِ -إِنْ كَانَتْ هُنَاكَ وَصِيَّةٌ- فِيمَا لا يُجَاوِزُ الثُّلُثَ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء: [11] فلا يُبْدَأُ بِالْقِسْمَةِ قَبْلَ تنْفِيذ الْوَصِيَّةِ، وَقَضَاءِ دَيْنِ الموَرِّثِ؛ فَنَفْسُهُ مَرْهُونَةٌ بِدِينِهِ ثُمَّ يُوَزِّعُ مَا بَقِيَ مِنَ التَّرِكَةِ عَلَى أَصْحَابِهَا، حَسْبَ أَنْصِبَتِهِم الشَّرْعِيَّةِ، وَأَحْكَامِهِم الْفِقْهِيَّةِ.
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَتَأْخِيرُ قِسْمَةِ التَّرِكَةِ إِثْمٌ عَظِيمٌ، وشَرُّ مُسْتَطِيرٌ، وَأَكْلٌ لأَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَهَضْمٌ لحُقُوقِ الْوَرَثَةِ، يُفْضِي إلَى النِّزَاعِ وَالْخِصَامِ، وَالْقَطِيعَةِ بَينَ الأرْحَامِ وَمَا تَأَخَّرَ قَوْمٌ فِي قِسْمَةِ التَّرِكَةِ إلَّا حَلَّتْ بِهِم الْأَزَماتُ، وتَتَابَعَتْ عَلَيْهِم الْخِلَافَاتُ، وتَوَالَتْ عَلَيْهِم الْمِحَنُ، وَأَوْرَثَ ذَلِكَ فِي صُفُوفِهِم الْفُرْقَةَ، وفِي قُلُوبِهِم الضَّغِينَةَ.
عِبَادَ اللهِ: وتَأْخِيرُ قِسْمَةِ التَّرِكَةِ قَدْ يَقَعُ عَمْدًا وَإِجْحَافًا مِمَّنْ لا يَرْقُبُونَ في أَرْحَامِهِمْ إلًّا وَلا ذِمَّةً، وَصَفَهُمْ رَبُّنَا بِقَوْلِهِ: (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) الفجر: [19-20] فَتَجِدُهم يَجْحَدُونَ حُقُوقَ الْوَرَثَةِ، وَيُعَطِّلُونَ أَحْكَامَ التَّرِكَةِ، ويَتَعَدُّونَ حُدُودَ اللهِ، ويَمْنَعُونَ أصْحَابَ الْفَرَائِضِ فَرَائِضَهُمْ وَأَنْصِبَتَهُم الَّتِي سَمَّاهَا اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُمْ، وخَاصَّةً الضُّعَفَاء مِنْهُم، كَالمَرْأَةِ والطِّفْلِ، والشَّيْخِ الْكَبِيرِ، قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ) النساء: [29].
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَتَأْخِيرُ قِسْمَةِ الترِكَةِ قَدْ يَقَعُ جَهلًا مِنْ بَعْضِ الأَوْصِيَاءِ-هَدَاهُمُ اللهُ- يُؤَخِّرُونَ قِسْمَةَ الترِكَةِ وَرُبَّمَا طَمَعًا؛ لِكَوْنِهِمْ يَنْتَفِعُونَ بِهَا، فَيَسْكُنُونَ الدَّارَ، وَيُؤَجِّرُونَ الْعَقَارَ، وَيَسْتَثْمِرُونَ الأَمْوَالَ، فَتَمْضِي الأَعْوَامُ، والترِكَةُ لَمْ تُقَسَّم، فَيَعْضلُ الوَصِيُّ الْوَرَثَةَ حَقَّهُمْ، ويَأْكُلُ أَمْوَالَهُمْ، فَتَضِيعُ الْحُقُوقُ، وتَسُوءُ الْعَاقِبَةُ، قالَ النَّبِيُّ ﷺ: (اللَّهمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ: اليتيمِ، والمرأَةِ) أخرجه ابن ماجه (3678) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (2982).
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: إنَّ المُمَاطَلَةَ في تَقْسِيمِ الترِكَةِ، وتَأْخِيرِهَا، وتَسْوِيفِهَا، ظُلْمٌ وَإِجْحَافٌ، ورُبَّمَا كَانَ مِنْ بَيْنِ هَؤُلَاءِ الْوَرَثَةِ فَقِيرٌ يَأْخُذُ مِنَ الزَّكَاةِ، ومِسْكِينٌ يَتَعَفَّفُ عَن السُّؤَالِ، ومَدِينٌ لَا يَجِدُ الْوَفَاءَ، ومَرِيضٌ لَا يَجِدُ الدَّوَاءَ، وشَابٌ يُرِيدُ الْعَفَافَ، ويَتِيمٌ يَعِيشُ عَلَى الإِعَانَاتِ، قالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) النساء:[10].
عِبَادَ اللهِ: ومِنْ المُشَاهَدَاتِ الْوَاقِعِيَّةِ، وَمَا يَرِدُ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ فَتَاوَى واسْتِشَارَات، وَقَضَايَا وَاسْتِفْتَاءَاتٍ، وأَضْرَارًا ومُعَانَاةً، يَنْدَى لهَا الْجَبِينُ، وتَدْمَعُ لَهَا المقَلُ، لِعَوَائِلَ وعَائِلاتٍ وأَرَامِلَ وأَيْتَامٍ حُرِمُوا أَنْصِبَتَهم الشَّرْعِيَّةَ، وفُرُوضَهُم الإِلَهِيَّةَ، فبَعْضُهُم يُؤْثِرُ الْعَفَافَ، وآَخَرُونَ يَعِيشُونَ على الْكَفَافِ ومِنْهُمْ مَنْ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ.
عِبَادَ اللهِ: وَوَصِيَّتِي لِكُلِّ مَنْ وَكَّلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ أَمْرَ تَرِكَةٍ سَوَاءً كَانَ وَكِيلًا، أَوْ وَصِيًّا، أوْ أَحَدَ الْوَرَثَةِ، أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عزَّ وجلَّ، ويُبَادِرَ بِقِسْمَةِ التَّرِكَةِ، وَيُعْطِيَ كُلَّ وَارِثٍ حَقَّهُ، ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى، وَغير مقبول مَا يَتَعَذَّر بِهِ بَعْض الأَوْصِيَاء عاطفة فيقولون : لا نقسم لئلا يقول الناس أنهم حريصون على الميراث، وكذا ما يتعذر به بعضهم مِنْ وُجُودِ عَقَارٍ، يَرْغَبُونَ في ارْتِفَاعِ سِعْرِهِ، لاسِيَّمَا إِذَا طَالَبَ المُسْتَحِقُّونَ لِلْمِيرَاثِ بِحَقِّهِمْ، وَأَمَّا إِذَا لَمْ يَنْتَفِع الْوَصِي بِالنَّصِيحَةِ، وَأَهْمَلَ المَوْعِظَةَ، وتَقَاعَسَ عَن الْحُقُوقِ، فَيَجُوزُ لِلْوَرَثَةِ -حَالَ تَعَنُّت الأَوْصِيَاءِ- رَفْعُ الأَمْرِ إلى الْقَضَاءِ، لِيَبتَّ فِي شَكْوَاهُمْ، وَيُلْحِقَ الْحَقَّ بِأَهْلِهِ.
أيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَمِمَّا يَجْدُرُ التَّذْكِيرُ بِهِ أَنَّهُ إِذَا تَأَخَّرَتْ قِسْمَةُ التَّرِكَةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ وَاجِبَةٌ فِيمَا عَدَا الثُّلُث- إِنَ كَانَ الميِّتُ قَدْ أَوْصَى بِالثُّلُثِ- وهَل الزَّكَاةُ وَاجِبَةٌ في نصيبِ الْوَصِيّ وحْدَهُ، أَمْ عَلَى جَمِيعِ الْوَرَثَةِ؟ أَقُولُ: إِنْ كَانَ التَّأْخِيرُ بِسَبَب الْوَصِيّ فَيَتَحَمَّلُ وَحْدَهُ وَإِنْ كَانَ التَّأْخِيرُ بِرَغْبَةِ جِمِيعِ الْوَرَثَةِ فَالزَّكَاةُ عَلَيْهِم جَمِيعًا، كُلٌّ حَسْبَ نَصِيبِهِ الشَّرْعِيِ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء: [7].
بَارَكَ اللهُ لِي ولَكُمْ فِي الْقُرْآنِ والسنةِ، وَنَفَعَنَا بما فيهما من الآياتِ والحكمَةِ، أقولُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتوبوا إليه، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ يُحِبُّ المصْلِحِينَ، وَيَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا أمَّا بَعْدُ فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: وَاعْلَمُوا أَنَّه إذَا كَانَ مِنْ بَيْنِ الْوَرَثَةِ قُصَّرٌ لا يُحْسِنُونَ تَصْرِيف المالِ، فَالْوَاجِبُ عَلَى الْوَكِيلِ أو الْوَلِيِّ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ في هَؤُلاءِ الْقُصَّرِ، وَأَنْ يَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَةِ أَمْوَالِهِمْ بِالطُّرُقِ الشَّرْعِيَّةِ، إِمَّا بِشِرَاءِ عَقَارٍ لَهُمْ يُؤَجَّرُ وَيَنْتَفِعُونَ بِأُجْرَتِهِ، وَإِمَّا بِجَعْلِهِ فِي يَدِ أَمِينٍ يُنَمِّيهِ وَيَتَّجِر فِيهِ، وَإِمَّا أَنْ يُسَاهِمَ بِهِ في شَيْءٍ شبه مَضْمُونٍ كَالأَرَاضِي أَو غَيْر ذَلِكَ حَتَّى تَحْصُلَ لَهُم الْفَائِدَة، وَعَلَيْهِ أَنْ يَحْذَر مِنَ المُتَاجَرَةِ بِأَمْوَالِهِمْ فِيمَا يَعُودُ عَلَيْهِمْ بِالضَّرَرِ، وخَاصَّةً في المُعَامَلاتِ الَّتِي يَغْلُبُ عَلَى ظَنِّهِ الْخَسَارَةَ فِيهَا.
اللَّهُمَّ اكْفِنَا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، واغْنِنَا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ. اللَّهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا المسْلِمِينَ المُسْتَضْعَفِينَ في كُلِّ مَكَانٍ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشريفينِ إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْه وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ. اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ. اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ. وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. الجمعة 3/7 /1446هـ
مواضيع ذات صلة
-
وصايا للمرضى – خطبة الجمعة 20-1-1446هـ....
الجمعة 20 محرم 1446هـ 26-7-2024م قراءة -
شكر نعمة الأمن والحث على الاجتماع والوحدة – خطبة ....
الجمعة 17 ربيع الأول 1446هـ 20-9-2024م قراءة -
بعض مظاهر رحمة الله بعباده – خطبة الاستسقاء 26-5-....
الخميس 26 جمادى الأولى 1446هـ 28-11-2024م قراءة -
مشاهداتي في حج عام 1445هـ – خطبة الجمعة 15-12-144....
الجمعة 15 ذو الحجة 1445هـ 21-6-2024م قراءة -
السكينة وحاجة العباد إليها – خطبة الجمعة 2-11-144....
الجمعة 2 ذو القعدة 1445هـ 10-5-2024م قراءة -
قليل دائم – خطبة الجمعة 20-8-1445هـ....
الجمعة 20 شعبان 1445هـ 1-3-2024م قراءة