مشاهد من حج هذا العام 1446هـ
في هذا اليوم العظيم، آخر أيام التشريق، وختام أعمال الحج، تقف بلادنا المملكة العربية السعودية، شامخة أبية، تفخر بما حباها الله عز وجل من سكنى البقاع الطاهرة، ورعاية الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين، وتقوم بواجبها تجاه ضيوف الرحمن، قد استنفرت جميع أجهزتها الأمنية والصحية، والدعوية والتوعوية، والاجتماعية والتطوعية، برعاية كريمة من ولاة الأمر -حفظهم الله- في تنظيم دقيق، ودعم سخي، وتسخير للطاقات البشرية، والوسائل التقنية لخدمة الحجاج، والقيام بحقهم، وإني بهذه المناسبة الكريمة، أعرّج على أمور منها:
أولًا: وجوب شكر الله عز وجل على تمام المنة، وكمال النعمة، والتئام الصف، ووحدة الكلمة، وما أنعم به من التوفيق والسداد، والنجاح في حج هذا العام 1446هـ أمنيًا، وصحيًا، وخدميًا، وتنظيميًا.
ثانيًا: التطور الهائل، والتوسعات المتقنة، التي استوعبت جموع الحجيج لهذا العام، والبالغ 1.674.000 حاجًّا من شتى البقاع والأجناس، ودور الجهود التاريخية للمملكة في خدمة الحرمين الشريفين، وتطويرهما، والذي كان هو البذرة التي نجني ثمارها اليوم، بدءً من تطوير البنى التحتية، وإنشاء شبكات الطرق والنقل، والاستفادة من الخدمات التقنية والرقمية، وتجنيد مئات الآلاف من الكوادر المدربة، والمتطوعين، لخدمة الحجيج، وتيسير العبادة لهم.
ثالثًا: ريادة المملكة العربية السعودية في هذا الشأن خاصة، وفي خدمة الحرمين الشريفين عامة، يشهد لذلك ما رآه العالم أجمع، عبر البث المباشر من المشاعر المقدسة، وما بدا على جموع الحجيج من راحة وأمان، وسكينة واطمئنان.
رابعًا: كانت الطمأنينة واليسر شيمة حج هذا العام، تمثلت في سهولة الوصول للمشاعر، والتدرج والدقة في أوقات التفويج، وانسيابية الحركة، وتوفر شتى الخدمات الصحية والأمنية، والإرشادية، والدينية، وسبل الإعاشة.
خامسًا: رعاية كبار السن والعجزة، والنساء، وذوي الهمم، بتوفير وسائل النقل المخصصة لهم في الطواف والسعي، والحافلات المجهزة من وإلى المشاعر المقدسة.
سادسًا: الخطوط الساخنة على مدار الساعة، والتكاتف والتواصل بين جميع الأجهزة والقطاعات، والكوادر ومقدمي الخدمات؛ لتيسير العقبات، ومواجهة التحديات، والعمل على راحة الحجيج وأمنهم.
أسأل الله عز وجل أن يحفظ على بلادنا أمنها وإيمانها، ووحدتها وائتلافها، وقيادتها الكريمة، وكوادرها الحكيمة، وأن يبارك في تلك الجهود، وهذه السواعد، وأن يجزي ولاة أمرنا خاصة خير الجزاء على خدمة الإسلام والمسلمين، ورعاية الحجاج والمعتمرين، وأن يحفظ بهم بيضة الدين، إنه بكل جميل كفيل، والحمد لله رب العالمين.
مواضيع ذات صلة
-
استقبال شهر رمضان – خطبة الجمعة 29-8-1446هـ....
الجمعة 29 شعبان 1446هـ 28-2-2025م قراءة -
العام الهجري .. آيات وعظات – خطبة الجمعة 29-12-14....
الجمعة 29 ذو الحجة 1445هـ 5-7-2024م قراءة -
صلاة الفجر كنوز وأسرار – خطبة الجمعة 20-5-1446هـ....
الجمعة 20 جمادى الأولى 1446هـ 22-11-2024م قراءة -
إنك إن تفتحه تلجه – خطبة الجمعة 1-4-1446هـ....
الجمعة 1 ربيع الثاني 1446هـ 4-10-2024م قراءة -
بعض مظاهر رحمة الله بعباده – خطبة الاستسقاء 26-5-....
الخميس 26 جمادى الأولى 1446هـ 28-11-2024م قراءة -
الأناة خصلة يحبها الله ورسوله – خطبة الجمعة 13-10....
الجمعة 13 شوال 1446هـ 11-4-2025م قراءة